سانتا باربرا – خاص “صدى الوطن”
لم يكن أشد المتفائلين يصدق ان فريق “جامعة مشيغين”-آناربر سيتمكن من مشاركته الثانية في بطولة دوري الجامعات الأميركي الى الوصول الى المربع الذهبي وان يصبح من افضل اربعة فرق في اميركا، هذه الجامعة التي تعاني الامرين في تخريج الموهوبين للدفاع عن الوانها بسبب محدودية التحضير حيث ان الطقس يفرض على التحضيرات ان تكون موسمية، والذي يجعل من الموهوبين كالعملة النادرة.
ومما لا شك فيه ان فريق “جامعة ميشيغن” “الوولفرين” حديث العهد في البطولة (مشاركة ثانية، المشاركة الاولى سنة 2008) كانت الفائز الاكبر حيث ضمنت المركز الرابع على مستوى اميركا على الاقل وليس هذا فحسب وانما توج سوني سعد (اللبناني الأميركي) هداف البطولة برصيد 19 هدفا يليه جاستن ميرام (الكلداني الأميركي) برصيد 17 هدفا من الجامعة نفسها، ناهيك عن انهما اختيرا ضمن التشكيلة المثالية على مستوى اميركا واختير لجاستن ميرام ايضا افضل واجمل اربعة اهداف له شخصيا.
وبالعودة الى مجريات المباراة التي أقيمت على ارض “جامعة سانت باربرا” جنوب لوس انجلوس فقد بدت الفوارق الفنية والبدنية لصالح فريق “جامعة آكرون” رغم البداية الصاروخية لـ”جامعة ميشيغن” حيث استغل جاستن ميرام في الدقيقة الثانية تمريرة سوني سعد الذي بدا واضحا ان هناك نية كبيرة بايقافه من قبل المدافعين بأية طريقة مسجلا الهدف الأول. وقد تمكن ميرام بعد تسلمه الكرة من الركض مباشرة الى منطقة الجزاء يتذيله ثلاثة مدافعين وأطلق تسديدة قوية استقرت في الزاوية اليمنى لمرمى الحارس.
وبعدها دانت السيطرة لفريق “آكرون” الذي استلم زمام المبادرة وحاول التعديل ولكن ثبات المدافعين حال دون ذلك الى ان كانت الدقيقة 24 عندما لمح مودي سعد الحارس خارج مرماه وسدد الكرة من منتصف الملعب تقريبا ولكنها مسحت العارضة وخرجت.
واستغل فريق “آكرون” (شرق أوهايو) سيطرته وحاول بالتسديدات البعيدة التي تعامل معها الحارس بثقة تامة باستثناء واحدة خدعته بطريقة لا يمكن ان تصدق عندما فاجأه ظهير “آكرون” الايمن بيري كيتشن من 30 مترا وهو يقف في نفس الزاوية فترك الكرة باعتقاده انها خارج المرمى ولكنها دخلت بطريقة عجيبة لا تصدق معلنة هدف التعادل في الدقيقة 33 الى ان ينتهي الشوط الاول بالتعادل وبافضلية لفريق أوهايو.
الشوط الثاني بدا واضحا ان مدرب “جامعة ميشيغن” ستيف بيرنز يريد الوصول الى المباراة النهائية لمواجهة جامعة “لويفيل” (كنتاكي) فهاجم بضراوة وكان سوني سعد على مسافة سنتيمترات من ان يسجل هدف التقدم عندما هرب من المدافعين مغربلا آخرهم وسدد بيسراه كرة مسحت القائم الايسر للمرمى مفوتا فرصة ولا اغلى في الدقيقة 50، ويرد عليه مهاجم الفريق المضيف براسية خارج المرمى وهو تحت العارضة (كأنه مدافع).
ومن تمريرة لبنانية الصنع بطلاها الاخوان سعد يستعمل مودي (شقيق سوني) حنكته ويوهم لاعبي الوسط انه سيعود بالكرة الى الخلف ولكنه بحركة فنية بارعة يعود بالكرة ويمررها الى سوني الذي يتلقفها بين المدافعين ويسدد بحرفنة بطريقة ولا اروع وتبتعد الكرة عن يدي الحارس وترتطم بالقائم الايسر ويفشل مودي واليكس وود في متابعتها ليشتتها الدفاع في الدقيقة 69، وفي الدقيقة 73 يرمي المهاجم نفسه على مدافع الفريق جيف كيجانو والذي يتعرقل ايضا ولكن وجه المهاجم يقع على عقب حذاء كيجانو وينزف دما ما حدا بالحكم ان يحتسب فاولا لفريق “آكرون” وسط اعتراض “جامعة ميشيغن”، ومن هذا الفاول تمرر الكرة خلف المدافعين ضمن مربع الـ6 ولم يتوان المهاجم في ايداعها برأسه في المرمى مسجلا هدف التقدم 2-1. وبعدها ضغط فريق ميشيغن بقوة وكان مودي سعد مصدر الخطر الدائم لفريقه ومول اللاعبين بطريقة رائعة وتفنن في الوصول الى منطقة الخصم بمهاراته الفنية الرائعة ولكن اليد الواحدة لا تصفق حيث كان سوني سعد ملاحقا بشكل دائم من قبل 3 مدافعين ولم يسمحوا له ان يسدد لمعرفتهم بخطورته، وهو كاد ان يعادل النتيجة في الدقيقة 79 عندما تطاول لكرة عرضية وكاد ان يفعلها ولكن مضايقته من قبل المدافعين الذين “طحنوه” فيما بينهم حالت دون وصوله الى الكرة.
وكانت المرتدات خطيرة جدا للفريق المضيف وكادت لنتيجة ان ترتفع لولا براعة الحارس وثبات المدافع كوفي أوباري وانتهت المباراة بفوز “آكرون” الذي هزم “لويفيل” في النهائي يوم الاحد الماضي 1-0.
“جامعة ميشيغن” تضم للمرة الاولى الاخوين سوني ومودي سعد وجاستن ميرام الذين قدموا الكثير لهذه الجامعة والموسم المقبل سيكون لهم شأنا على مستوى اميركا.
وفي مقابلة مع المدرب فقد ذكرني بتصريح سابق لي انه يطمح الى ان يكون بين الفرق الاربعة الاولى وبعدها لا بأس بالتفكير في المباراة النهائية والمركز الاول ولدى سؤاله مجددا قال لا بأس حققنا نصف طموحنا والباقي في الموسم القادم.
Leave a Reply