ديربورن – خاص “صدى الوطن”
بالإضافة إلى تنظيم حملة مكثفة من الاتصالات الهاتفية والرسائل البريدية إلى مكتب رئيس جامعة “وين ستايت” قرر “كونغرس المؤسسات العربية الأميركية في ميشيغن” دعم ومساندة “اتحاد الطلاب العرب” في الجامعة لتنظيم تظاهرة حاشدة، الساعة العاشرة من يوم الجمعة (يوم صدور هذا العدد)، في نفس الوقت الذي سيعقد فيه “مجلس حكام الجامعة” اجتماعاً لمناقشة ردود الأفعال الغاضبة والمستاءة من قرار الجامعة بإلغاء “جائزة هيلين توماس لروح التنوع” السنوية التي كانت “صدى الوطن” آخر الحائزين عليها.
وجاءت هذه الخطوات، في سياق استمرار ردود أفعال الجالية العربية وفعالياتها، على قرار جامعة “وين ستايت” بإلغاء الجائزة التي تقدمها منذ ٢٥ عاماً، حيث عقد “كونغرس المؤسسات” اجتماعاً في “النادي اللبناني الأميركي” مساء الأربعاء الماضي، حضره ممثلون من مختلف المؤسسات والمنظمات والجمعيات العربية الأميركية، وإعلاميون، وناشطون طلابيون.
وتمخضت المناقشات والمشاورات التي انخرط فيها نشطاء وفعاليات متنوعة، عن اتخاذ جملة من التدابير الأولية والسريعة، لإيصال رسالة واضحة إلى المسؤولين في جامعة “وين ستايت”، تعكس حجم الغضب والقلق الكبيرين في أوساط الجالية العربية، إزاء القرار الأخير، قرار إلغاء جائزة هيلين توماس، الذي تم اعتباره مساً وتعدياً صارخاً ومستغرباً على القيم الديمقراطية الأميركية، وفي مقدمتها القيم المتعلقة بمسائل الحريات العامة التي تتضمن حرية التعبير وحرية الإعلام، إضافة إلى مسها بالحقوق المدينة والقيم الحضارية الأخرى التي تتعامل مع مفهوم “التنوع” بوصفه مفهوماً عميقاً، يشمل تنوع الآراء والمواقف وطرق التعبير والمخاطبة، وليس ذلك المعنى الأولي الذي يشير إلى تنوع الأعراق والثقافات والأديان والخلفيات الحضارية.
وكانت جامعة “وين ستايت” قد أصدرت قراراً، مساء الجمعة الماضي، بإلغاء الجائزة التي تحمل اسم عميدة صحفيي البيت الأبيض السابقة، اللبنانية الأميركية هيلين توماس، عقب تصريحات أدلت بها في كلمتها خلال اللقاء الذي نظمته مؤسسة “عرب ديترويت” في ديربورن، أعادت فيها تأكيدها لتصريحات سابقة كانت قد أطلقتها وتضمنت انتقادات لاذعة للحركة الصهيونية ومؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني (وتم نشرها في مقطع فيديو على “يوتيوب”) وهو الأمر الذي أثار في حينه عاصفة من الاحتجاجات والانتقادات من قبل المنظمات والمؤسسات المعروفة بتأييدها للدولة العبرية، وتم على أثرها إجبار توماس على على تقديم استقالتها من عملها كمراسلة صحفية لمجموعة “هيرست نيوز” الإعلامية في البيت الأبيض.
وخلال الاجتماع، انتقد رئيس “كونغرس المؤسسات العربية الأميركية” وناشر صحيفة “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني، المؤسسات العربية الأميركية على المستوى الوطني وصمتها الفاضح على قرار جامعة “وين ستايت”، في الوقت الذي قامت فيه مؤسسات ومنظمات غير عربية بانتقاد ذلك القرار وإدانته. وقال السبلاني “العار عليهم.. إننا لا نسمع لهم صوتاً في الأوقات الحرجة”. وأضاف “إن ما تقوم به المؤسسات على المستوى المحلي غير كاف رغم أهميته، ويجب علينا أن نتواصل مع جميع الجهات والمؤسسات والمنظمات على مستوى البلاد، فقرار.. بحجم إلغاء جائزة هيلين توماس، لا يعتبر مساً بالجالية العربية فقط، بل مساً بالحريات العامة والحريات المدنية، ولكن على الجالية العربية أن تكون في طليعة المكافحين ضد هذا القرار.. لأنه يستهدفها بالدرجة الأولى”.
لقاء مع مسؤولي الجامعة
وفي بداية الاجتماع، نقل وفد “كونغرس المؤسسات”، الذي تألف من الزميل أسامة السبلاني والمدير الإقليمي للجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز (أي دي سي)-فرع ميشيغن عماد حمد، والناشطة سهام عواضة جعفر، للحاضرين تفاصيل الحوار الذي تم في اللقاء مع المسؤولين في جامعة “وين ستايت”، يوم الثلاثاء الماضي. ونقل السبلاني أنه أخبر إدارة الجامعة بأن القرار يتجاهل علاقات الصداقة بين الجامعة وبين الجالية والعربية ودورها ومصالحها. وطالب إدارة الجامعة بالتفكير ملياً في معنى ذلك القرار، ومطالباً في نفس الوقت بالتراجع عنه إضافة الى الطلب من ممثلي الجامعة، التنسيق والاعداد للالتقاء مع رئيس الجامعة، منوهاً أن ذلك اللقاء مشروط بتراجع الجامعة عن قرارها وليس لقاء للتعارف.
وقالت سهام جعفر عواضة “ان القرار سياسي في جوهره ويقف وراءه لوبيات معروفة بتوجهاتها”. وتساءلت أمام مسؤولي الجامعة عن “مفهوم التنوع”، وعن حقيقة “أنه إذا كانت تصريحات هيلين توماس تأتي تحت عنوان التنوع، فكيف تتم معاقبتها؟”. وقالت “إذا كانت جامعة “وين ستايت” غير مستعدة لقبول ذلك النوع من النقاشات والآراء، فمن هي المراكز الذي تتقبل ذلك”؟
واستنكر حمد أمام مسؤولي الجامعة ذلك التناقض الذي ينشأ عن مطالبة النشطاء والمسؤولين بالتمتع بالصدقية والشفافية وبين “معاقبتهم” وإقصائهم عندما تتصل “تعبيراتهم الصادقة والشفافة” بانتقاد إسرائيل. وقال: “إذا عبر الواحد عن رأيه أو موقفه إزاء اسرائيل وانتقدها، فإن الجميع سوف يهاجمه، وسوف يتهمه بمعاداة السامية”. وصارح حمد مسؤولي الجامعة، بالقول: “إن قرار إلغاء الجائزة كان نتيجة الاستجابة لضغط الجماعات المؤيدة لإسرائيل، ولضغط الأشخاص الممولين لـ”برنامج التنوع” الذي تشرف عليه الجامعة”. وختم “إن الجامعة اتخذت القرار، وهذا القرار سبب مشكلة، والجامعة هي المسؤولة عن هذه المشكلة، وهي الملزمة بإيجاد الحل المناسب.. وهو التراجع عن القرار”.
وكان الوفد العربي قد عبر عن استغرابه واستنكاره للسرعة الفائقة التي تم فيها إعداد القرار ونشره، وذلك عقب يوم واحد من الحفل الذي استضاف هيلين توماس، مساء الخميس قبل الماضي، في مدينة ديربورن. ولكن مسؤولي الجامعة.. أوضحوا.. أن ذلك القرار لم يتم اتخاذه “بسرعة” كما يعتقد، بل كان في طور الإعداد والتحضير منذ وقت طويل، ولكن على ضوء التطورات الأخيرة قامت “هيئة الحكام” باتخاذ ذلك القرار وتمريره إلى رئيس الجامعة الذي قام بالتوقيع عليه يوم الجمعة الماضي.
تضفير الجهود لتكوين مواقف جادة وفعالة
وفي اجتماع النادي اللبناني، شدد رئيس “مكتب فلسطين-ميشيغن” حسن نعواش “على ضرورة إشراك المنظمات والمؤسسات غير العربية في هذه المسالة لأن المسالة تتعدى الجالية العربية”، وقال “إن الاتحاد الذي يضم أكثر من 350 طالبا عربياً وحوالي 50 بروفسوراً في هيئته الإدارية، غير راضين عن ذلك القرار الجائر، وأن الكثير منهم مستعدون للتظاهر والاحتجاج في الحرم الجامعي لإيصال صوتهم وموقفهم”. وعبر رئيس “اتحاد الطلاب العرب” في “جامعة ميشيغن-ديربورن” مهدي عبدالله عن “تضامن الطلاب العرب في جامعة ميشيغن مع الطلاب العرب في جامعة وين ستايت واستعدادهم للعمل معا لإرسال رسالة واحدة تقول إن ذلك القرار كان خطأ بحق هيلين توماس، وأنه يمس حرية التعبير والحقوق المدنية”.
Leave a Reply