قالت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” إن المحللين والسياسيين العرب أطلقوا اسم “جدار العار” على الحاجز الفولاذي الذي تبنيه مصر على طول حدودها مع قطاع غزة لمنع عمليات حفر أنفاق التهريب عبر تلك الحدود، واعتبروا تلك الخطوة دليلا على أن القاهرة تقف إلى جانب إسرائيل، و”انصياعا مصريا تاما للتوصيات الأميركية”. وفي بداية تقرير لها أعدته حول هذا الموضوع قالت الصحيفة إن الكتاب العرب اعتبروا بناء هذا الجدار الذي يبلغ عمقه 30 مترا محاولة لعزل مليون ونصف مليون فلسطيني عن العالم الخارجي إرضاء لإسرائيل. وذكرت أن الحكومة المصرية لم تعترف رسميا بهذا هذا الجدار الذي بدأ تشييده قبل أسابيع إلا خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي. ونقلت في هذا الإطار، قول وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لمجلة “الأهرام العربي” إن “مسألة بناء جدار أو معدات للجس أو وسائل تنصت كلها أمور تتردد، ولكن المهم أن الأرض المصرية يجب أن تكون مصانة، وألا يسمح أي مصري بأن تنتهك أرضه بهذا الشكل أو ذاك”. وحسب الصحيفة، فإن هذا الجدل لا يسلط الضوء على العلاقات الجغرافية والعاطفية الضيقة بين مصر والفلسطينيين فحسب، وإنما أيضا على المعضلة السياسية المعقدة التي تواجهها القاهرة في محاولاتها إضعاف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة. ونبهت “لوس أنجلوس تايمز” إلى أن تشييد هذا الجدار يأتي في الوقت الذي تشعر فيه مصر بالقلق إزاء علاقات “حماس” بإيران وبـ”حزب الله” اللبناني كما تتزامن مع ضغوط يمارسها المسؤولون الفلسطينيون لتحقيق التوافق بين الأطراف الفلسطينية وإبرام صفقة تبادل للأسرى بين “حماس” وإسرائيل. ونقلت الصحيفة بعض ما جاء في مقال لرئيس تحرير صحيفة “الدستور” المصرية إبراهيم عيسى حول هذا الجدار، إذ يصفه بأنه “جدار عار تبنيه مصر على حدودها مع غزة”، مشيرا إلى أنه “انصياع تام للتوصيات الأميركية لا يخدم ولا يدعم سوى المصالح الإسرائيلية والسياسات الأميركية”. وذكرت أن انتقادات مماثلة دوت في أرجاء المنطقة، حيث تقول صحيفة “القدس العربي” الصادرة في لندن “نفهم أن تستخدم الحكومة الإسرائيلية أساليب النازيين نفسها في تحويل قطاع غزة إلى معسكر اعتقال كبير، تمهيدا لحرق أبنائه في أفران غزو جديد تعد له حاليا… ولكن ما لا نفهمه ولا يمكن أن نتقبله أن تشارك الحكومة، وليس الشعب المصري، في مثل هذه الجريمة، خوفا من الإسرائيليين، وإرضاء للإدارة الأميركية، ودون أي مقابل، غير المزيد من الذل والهوان”.
Leave a Reply