ديترويت
بعد الضجة الواسعة التي أحدثها جدري القرود حول العالم، بدأ الفيروس المعدي بالانتشار بوتيرة مقلقة في ولاية ميشيغن، حيث وصل عدد الحالات المؤكدة بحلول الأسبوع المنصرم إلى ست إصابات، من بينها واحدة في مدينة ديترويت.
وتركزت الإصابات المكتشفة حتى الآن في مقاطعة أوكلاند حيث تم رصد ثلاث حالات مؤكدة حتى الآن، بالإضافة إلى إصابة واحدة في مقاطعة كنت، وإصابة أخرى لشخص زائر من ولاية أخرى.
وكانت الإصابة الأولى في ميشيغن قد سجلت في مقاطعة أوكلاند يوم 29 حزيران (يونيو) المنصرم.
وتندرج ميشيغن بين 39 ولاية أميركية تضم مصابين بجدري القرود في عموم الولايات المتحدة، التي يتسارع فيها تفشي الفيروس المعدي بشكل مطّرد، منذ رصد الحالات الأولى في أيار (مايو) الماضي، حيث بلغ عدد الإصابات بحلول 12 تموز (يوليو) الجاري 929 حالة، بحسب إحصاءات «مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض» (سي دي سي).
وما تزال كيفية انتقال العدوى إلى أميركا غير مؤكدة، غير أن البيانات الأولية تشير إلى أن الذكور المثليين، وثنائيي الميول الجنسية، وكذلك الأشخاص المخالطين لهم بشكل وثيق، يشكلون النسبة الأكبر بين المصابين يُعالجون بواسطة اللقاحات والعقاقير المستخدمة في معالجة أمراض الجدري الاعتيادية، لغياب المستحضرات الخاصة بمداواة جدري القرود، الذي تم تشخيصه لأول مرة عام 1958.
وتعتمد الوكالات الصحية في الولايات المتحدة عقاراً واحداً لتطبيب جدري القرود، إضافة إلى لقاحين للتحصين ضد الفيروس المعدي، والتخفيف من حدة أعراضه وشدة تأثيره على المصابين.
ويعتبر لقاح «جاينوس» أحد اللقاحين آنفي الذكر، وهو مجاز من قبل دائرة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي أي).
وقد سارعت الحكومة الفدرالية إلى فتح مخزونها الاستراتيجي من لقاح «جاينوس»، لإمداد الولايات المتأثرة بحوالي 54 ألف جرعة ذهب معظمها إلى المناطق الأكثر تأثراً بالمرض، مثل نيويورك (156 إصابة) وكاليفورنيا (148) وإيلينوي (122)، وكانت حصة ميشيغن منها 24 جرعة فقط، بحلول 7 يوليو الجاري، علماً بأن عدد الجرعات المخصصة لولاية البحيرات العظمى قد يرفع في الأيام القادمة مع ازدياد وتيرة انتشار المرض.
وفيما تنصح مراكز «سي دي سي» بعدم استخدام لقاح «جاينوس» على نطاق واسع، إلا أنه يتوجب –من الناحية المثالية– تطعيم المخالطين للمرضى في غضون أربعة أيام من الاتصال، وخلال فترة تتراوح بين 4 إلى 14 يوماً لمن تظهر عليهم الأعراض المصاحبة بغية التخفيف من خطورة المرض، بحسب الوكالة الفدرالية.
وتوصي «سي دي سي»، بتلقيح الأفراد الذين يتأكد اتصالهم الوثيق مع المصابين، والذكور الذين لديهم شركاء جنسيون مصابون، إضافة إلى من تواصل بشكل وثيق مع المثليين الذكور، ومع الذين مارسوا الجنس مع مثليين أو متعددي الميول الجنسية، في مناطق انتشار الوباء المعدي.
كما تنصح الوكالة الفدرالية المتشككين والمخالطين للمرضى بإجراء الفحوص المخبرية للتأكد من خلّوهم من فيروس جدري القرود، الذي يحمله أكثر من 7 آلاف شخص في 54 دولة حول العالم، بحسب أحدث البيانات المتوفرة.
كما أوصت مراكز «سي دي سي»، الأفراد الذين تظهر عليهم الطفوح أو البثور الجلدية بالخضوع للاختبارات الطبية ذات الصلة، مهيبة بالأطباء ومزودي الرعاية الصحية استقصاء الحالات المحتملة، بغض النظر عن خطورتها على المريض، أو تاريخ سفر المراجعين، أو جنسهم، أو ميولهم الجنسية.
ويستغرق ظهور أعراض جدري القرود حوالي 21 يوماً، وتبدو مشابهة لأعراض الأنفلونزا عند ظهورها لأول مرة، والتي تترافق مع الحمى والصداع وتورم الغدد اللمفاوية، وآلام العضلات والظهر، ونزلات البرد، والشعور بالتعب والإنهاك.
وتبدأ الطفوح الجلدية والبثور الجلدية بالظهور في أحد أماكن الجسم، ثم تنتشر تدريجياً إلى جميع الأعضاء خلال فترة تتراوح بين يوم واحد إلى ثلاثة أيام. وتستمر الأعراض بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ويمكن في البداية الخلط بينها وبين الأعراض الناجمة عن الأمراض الجنسية، كالهربس والزهري.
وفي ميشيغن، أشارت وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في الولاية، إلى أن السلطات الصحية بادرت إلى عزل الإصابات المكتشفة، وأن التحقيقات تعكف –في الوقت الحالي– على استقصاء أية إصابات أخرى محتملة عبر تحديد دائرة الأشخاص الذين كانوا على تماس مع المصابين، بغية تطويق الفيروس المعدي والحد من انتشاره.
وأشارت المتحدثة باسم الوزارة، لين ساتفين، الجمعة الماضي، إلى أن التحقيقات في الإصابات المذكورة «ما تزال جارية»، وأن النتائج الأولية لم تؤكد بعد، ما إذا كانت «مرتبطة ببعضها البعض»، منوهة إلى أن التحقيقات تتضمن أيضاً تحديد الأفراد المخالطين للمصابين، وإخضاعهم للفحوص الطبية.
وأوضحت ساتفين بأن البيانات تشير إلى أن حالات الاختلاط عالية ومتوسطة الخطورة، ماتزال «محدودة» و«منخفضة»، في الوقت الراهن. وقالت: «من المهم أن نتذكر بأن الخطر على عامة الناس منخفض، وأنه توجد أسباب عديدة خلف ظهور الطفوح والبثور الجلدية».
وختمت بالقول: «لكن مع ذلك، يجب أن يسارع المتخوفون من جدري القرود في ميشيغن إلى مراجعة أطبائهم ومزودي خدماتهم الصحية لتقييم حالاتهم وإخضاعهم للاختبارات المطلوبة، لتحديد ما إذا كانت طفوحهم وبثورهم اعتيادية أو مرتبطة بجدري القرود».
Leave a Reply