القاهرة – يبدأ المجلس التنفيذي لليونيسكو في باريس الاثنين المقبل اجتماعه من اجل تعيين مديره العام الجديد، وسط جدل غير مسبوق حول المرشح الأوفر حظاً المصري فاروق حسني المتهم بالإدلاء بتصريحات معادية للسامية. ويؤكد حسني الذي يشغل منصب وزير الثقافة في بلاده منذ اكثر من عشرين عاماً انه يتمتع بأصوات 32 من اصل 58 بلداً اعضاء بالمداورة في المجلس التنفيذي لليونيسكو.
اي انه يملك اكثر من الاغلبية البسيطة اللازمة لتعيينه من بين تسعة مرشحين لمنصب مدير عام منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم. ونال المرشح المصري منذ فترة طويلة دعم الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي. كما سيستفيد من مبدأ التغيير الذي قد يجعله اول عربي يتولى ادارة اليونيسكو. غير ان جدالاً حاداً زرع البلبلة في العواصم الاوروبية بعد ان صرح حسني عام 2008 أمام مجلس الشعب المصري انه “سيحرق بنفسه” الكتب العبرية التي قد يجدها في مكتبات بلاده.
وفي ايار (مايو) ندد مثقفون من بينهم الحائز على “نوبل” للسلام ايلي فيزل في صحيفة لوموند “بالغرق المخجل المقبل” لليونيسكو، متهمين حسني بالادلاء تكراراً بتصريحات “مقززة” ضد اليهود. كما وصفت مجلة “فورن بوليسي” الاميركية المرموقة ترشيحه بانه “فاضح”. واكد الوزير المصري انه “آسف” على تصريحاته عام 2008، نافيا تهمة معاداة السامية واكد ان ترشيحه يستند الى “فلسفة اساسية هي مصالحة الشعوب”.
ويبدو تعيين حسني شبه مضمون في أوساط اليونيسكو. وبعد عرض برنامج المرشحين التسعة وبينهم نائب وزير الخارجية الروسي السابق الكسندر ياكوفنكو والسفيرة الاكوادورية السابقة في واشنطن ايفون باكي، سيتم التصويت اعتباراً من 17 ايلول (سبتمبر) في خمس دورات كحد اقصى. وبعد ذلك ثم يؤكد اسم المرشح المعين في تشرين الأول في جلسة المؤتمر العام التي تحضرها الدول الـ193 الأعضاء في المنظمة.
Leave a Reply