واشنطن – توقع تقرير مثير للجدل صدر مؤخرا أن استمرار الأعداد الراهنة للمهاجرين إلى الولايات المتحدة سيضيف 501 ملايين نسمة إلى سكان البلاد بحلول عام 0602 ليصل تعداد أميركا حينها إلى أكثر من 054 مليون نسمة، مما أثار جدلا حول احتمالات حدوث أضرار بيئية وصحية لسكان الولايات المتحدة وابتعاد تركيبة السكان عن الغالبية البيضاء ذات الأصول الأوروبية. وقد أعدّ التقرير، وهو بعنوان «مائة مليون فرد إضافي: توقعات حول أثر الهجرة على السكان في الولايات المتحدة من 7002 إلى 0602»، ستيفن كاماروتا مدير دائرة الأبحاث في مركز دراسات الهجرة، وهي مؤسّسة أبحاث مستقلة. وقد أسند كاماروتا توقّعاته هذه على بيانات مكتب تعداد السكان الأميركي وفرضيات هذا المكتب عن معدلات الولادة والوفاة مستقبلا.وطبقا للتقرير، الذي بثت وزارة الخارجية الأميركية تقريرا عنه، يستوطن الولايات المتحدة في كل عام 6,1 مليون مهاجر شرعي وغير شرعي في حين يغادرها 053 ألف شخص سنويا، فيكون صافي عدد المهاجرين إلى البلاد 52,1 مليونا.ونقل تقرير الخارجية الأميركية القول إلى أنه وإذا واصلت الهجرة مستوياتها الراهنة سيزيد عدد سكان البلاد من 103 مليون شخص حاليا إلى 864 مليونا في 0602، أي بزيادة 761 مليون نسمة أو65 بالمئة. وسيشكّل المهاجرون منهم حوالي 501 ملايين شخص أو 36 في المائة من الزيادة المرتقبة.وقد سجل صافي عدد المهاجرين إلى الولايات المتحدة زيادة طوال الخمسة عقود الماضية وإذا استمر ذلك الاتجاه، يتوقع التقرير أن تكون الزيادة التي مردها الهجرة أكبر من المجموع المتوقع لـ501 ملايين.ويقول التقرير «رغم أن للهجرة أثرا هائلا على عدد سكان البلاد، فان لديها أثرا بسيطا على تقدم المجتمع الأميركي في السن. وقد جادل بعض دعاة الهجرة بأن الأعداد الكبيرة للمهاجرين ضرورية لتدارك ظاهرة هرم المجتمع وما ينتج عنه من خلل في التوازن بين العاملين والمتقاعدين».وطبقا للتقرير فان الجزء الأكبر من الزيادة المرتقبة سيعود إلى الهجرة القانونية، أما الهجرة غير القانونية فستضيف 9,73 ملايين نسمة إلى سكان الولايات المتحدة بحلول 0602 في ضوء الاتجاهات السائدة، في حين ستضيف الهجرة القانونية 4,76 مليونا، كما بيّن كاماروتا.وأعرب كاماروتا عن اعتقاده بان السؤال الأساسي الذي تطرحه هذه التوقعات هو «ما هي التكاليف والمنافع التي ستتأتّى من الزيادة الأكبر بكثير في السكان ومن الاستيطان المكثف في البلاد؟»ومضى كاماروتا قائلا: «البعض يرى تدهور مستوى المعيشة جراء وجود عدد أكبر من السكان، بما في ذلك أثر هذه الزيادة على ظواهر مثل التلوّث البيئي، والاكتظاظ، وافتقاد المساحات المفتوحة، والامتداد العمراني. في حين يشعر البعض الآخر أن عدد سكان أكبر سيوجد فرصا أكثر لمؤسسات الأعمال والعمال والمستهلكين».أما روي بيك، المدير التنفيذي لمؤسسة «نامبرز يو أس أي»، وهي منظمّة غير ربحية وغير حزبية معنية بالسياسة العامة وتناهض سياسات الهجرة الحالية للحكومة الفدرالية، يدلي بدلوه في هذا المضمار فيقول أن الدراسة الأخيرة التي تضمّنها التقرير «محبطة جدا ومؤلمة». وقد وضع بيك كتاب «الحجج ضد الهجرة» أشار فيه إلى أن مجموع الـ001 مليون فرد الإضافي هذا سيحدث فارقا هائلا في نوعية الحياة. وهو يتوقع هجرة جماعية على نطاق واسع كنتيجة للسياسة الأميركية التي يصفها بـ«برنامج أكتظاظ إكراهي فيدرالي».لكن الكاتب واتينبيرغ بيّن أن هذه التوقعات هي بمثابة نبأ سار ويقول «معدلات الولادة حول العالم تتراجع» لافتا إلى تقلص أعداد السكان في كل من أوروبا ومنطقة أوراسيا وشرق آسيا.وواتينبيرغ مؤلف كتاب «عدد أقل: كيف ستحدّد الديمغرافية وانخفاض عدد السكان مستقبلنا». ويقول: «إن القوة الرئيسية الوحيدة في العالم المتزايد عدد سكانها هي الولايات المتحدة في حين أن العالم يتناقص سكانه».ويشار إلى إن السمة الطويلة الأجل للتكاثر السكاني السريع في الولايات المتحدة يتجلّى في الزيادة بواقع 57 ضعفا من عام 0971، حينما أجري أول تعداد للسكان وبلغ مجموع السكان أقل من 4 ملايين نسمة، إلى مجموع 103 مليونا في يومنا هذا.ومثل هذه الزيادة هي سر الديناميكية الأميركية، كما يجادل واتينبيرغ، الذي أشار إلى الإسهامات التي قام بها المهاجرون للمجتمع الأميركي ونزعتهم لأن يكونوا أكثر وطنية من الأميركيين المولودين في هذه البلاد.ويشير واتينبيرغ، وهو باحث رفيع المستوى في مؤسسة «إنتربرايز» الأميركية، إلى أن متوسط عمر المهاجر الجديد هو 92 عاما. ويقول: «هؤلاء سيساهمون في صندوق الضمان الاجتماعي لمدة 04 عاما قبل أن يحالوا للتقاعد». ويضيف قائلا: «إن سلاحنا السري في العولمة هو إننا نعرف كيف نحقق انصهار الناس».إلا أن كاماروتا يعتقد أن توقعاته تبيّن انه حتى بدون هجرة إلى الولايات المتحدة فان عدد السكان سيزيد بصورة ملحوظة. كما أن آثار الهجرة هي تراكمية؛ فالمهاجرون الذي يأتون إلى البلاد في الوقت الحالي سيضحون متقاعدي الغد.ويرى كاماروتا ان تواصل ازدياد الهجرة منذ صدور قانون الهجرة في عام 5691 على أنه ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ الأميركي، فكل موجات الهجرة في الماضي تبعتها فترات من الهجرة المتدنية.وكان قانون الهجرة والجنسية لعام 5691 قد ألغى حصص المهاجرين بحسب أصولهم القومية وفتح الباب أمام دخول أعداد أكبر من المهاجرين من دول غير أوروبية لا سيما أميركا اللاتينية وآسيا.(أميركا إن أرابيك)
Leave a Reply