الأولى من نوعها فـي الحرم الجامعي فـي ديربورن
جريمة مروعة في كلية “هنري فورد” الجامعية ضحيتها طالبة فنون
القاتل المنتحر “مضطرب عقلياً” ويتهم السوداوات بـ”الإغواء والإلحاد”!
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
شهدت كلية هنري فورد الجامعية في مدينة ديربورن جريمة مروعة يوم الجمعة الماضي، ذهبت ضحيتها إحدى الطالبات برصاص زميلها قبل أن يقدم على الانتحار بإطلاق النار على نفسه.
وفي التفاصيل أن الطالبة آسيا ماكغووان (إفريقية أميركية) وتبلغ من العمر ٢٠ سنة قتلت برصاص زميلها في الكلية آنثوني باول (٢٨سنة) بعيد ظهر يوم الجمعة في مبنى غرانت ماكينزي للفنون الجميلة التابع لكلية هنري فورد الجامعية الواقعة على شارع إفرغرين في مدينة ديربورن.
وقامت قوات كبيرة من شرطة ديربورن وشرطة الولاية بعزل وتطويق كامل المنطقة التي تقع فيها المباني الجامعية لساعات طويلة بعد الحادثة، ودخلت عناصر من الشرطة المدججة بالسلاح إلى المبنى الذي وقعت فيه الجريمة طالبة من جميع الطلاب التزام أماكنهم وعدم التحرك ريثما تنهي الشرطة تفتيش المبنى، وقبل أن تعثر على جثتي الضحية والجاني في أحد الصفوف الدراسية.
وأعلنت الشرطة عن مصادرة جهاز كمبيوتر يعود إلى الجاني في محاولة لتحديد الدوافع التي أدت إلى قيامه بجريمة قتل الطالبة ماكغووان التي تدرس التمثيل في الكلية.
وافادت التقارير حول الحادثة أن رجال الشرطة لبوا نداء استغاثة من داخل المبنى الجامعي حوالي الساعة ١٢,٣٠ بعد ظهر الجمعة، ليتبعه اتصال آخر أبلغ عن حدوث إطلاق نار في مبنى ماكينزي حيث كانت الضحية ماكغووان (من مدينة إيكورس) تتابع حصة دراسية في مادة المسرح مع الجاني باول صبيحة ذلك اليوم.
وأفادت مصادر شرطة مدينة ديربورن أن رجالها سمعوا إطلاق رصاص خلال دخولهم إلى المبنى، ليكتشفوا بعد فترة وجيزة جثتي الجاني والضحية في غرفة تدريس تقع في الطابق الأول من المبنى المؤلف من طابقين. وأعلنت الشرطة أن الطالبة الضحية أصيبت برصاصة واحدة على الأقل أردتها على الفور، قبل أن يدير الجاني مسدسه نحو رأسه ويقدم على الانتحار.
وقالت نائبة رئيس الكلية مارجوري سوان إن هذه الجريمة غير مسبوقة في الحرم الجامعي في المدينة.
وحصلت الجريمة يوم الجمعة العظيمة عند المسيحيين، في الكلية الجامعية التي تضم حوالي ١٧٠٠٠ طالباً، إلا أنها لم تكن مزدحمة كالعادة بسبب العيد.
وأوضحت سوان أن إدارة الكلية قامت بتشغيل ناجح لنظام البريد الإلكتروني والإنذار عبر الهواتف الخلوية للمرة الأولى في حالة طوارىء من أجل تحذير الطلاب والموظفين والمدرسين. وتحول الحرم الجامعي الى مسرح يعج برجال الشرطة والمحققين ومراسلي وسائل الإعلام المحلية، بعدما تم إخلاء جميع الطلاب وإلغاء الحصص الدراسية لذلك اليوم.
من جهته قال رئيس كلية هنري فورد غايل مي “إننا جميعاً نشعر بالأسى والحزن جراء هذه الحادثة المأساوية” أضاف “رغم حقيقة أن أنظمة الطوارئ قد عملت بنجاح في ذلك اليوم إلا أن الحوادث المنعزلة تبقى ممكنة الحصول، لكن أولويتنا الأولى يجب أن تظل في توفير بيئة آمنة للتعلم ونواصل اتباع أقصى درجات الحيطة لضمان أمن وسلامة العائلة الطلابية والتدريسية والإدارية في الكلية”.
وقال نائب قائد شرطة ديربورن غريغ برايتون إن الطالبة الضحية ماكغووان شاركت الجاني باول في صف دراسي واحد على الأقل، غير أن الشرطة امتنعت عن التكهن فيما إذا كان ثمة علاقة تربطهما وقالت “في هذه اللحظة لا توجد إشارات عن علاقة”..
وأوضحت الشرطة أن علاقة التواصل الوحيدة بين الجاني والضحية لم تتعد شبكة موقع الـ”فيس بوك” على الشبكة الإلكترونية وأظهرت التحقيقات الأولية أن الجاني كان مدرجاً كواحد من ٨٠٠ صديق وصديقة للضحية على ذلك الموقع.
غير أن أصدقاء وأفراد عائلة الطالبة الضحية يقولون إن الجاني باول كان يطادر الضحية وأرسل لها مؤخراً رسالة مثيرة للقلق على شبكة التواصل الاجتماعي (فيس بوك). وافادت مصادر الشرطة أن هنالك “بعض الأدلة” على أن الجاني كان يعاني من اضطرابات عقلية.
من جهتهما أكد والدا الجاني باول دوريس وسام باول أنهما حاولا لسنوات مساعدة ابنهما على العلاج من حالة اكتئاب لكنهما لم يتوقعا أبداً أن يقدم على إيذاء شخص آخر.
غير أن “أدبيات” الجاني على موقع “يوتيوب” على الشبكة تشير إلى أمر مختلف. فعلى هذا الموقع يدلي باول (الأسود) بتصريحات ضد النساء السوداوات معيباً عليهن “إغواءهن الجنسي” وواصفاً إياهن بـ”الملحدات اللواتي يؤمن بنظرية النشوء والارتقاء (نظرية داروين)..”.
وفي واحد من الأشرطة التي سجلها الجاني على موقع “يوتيوب” يقول: الملحدون هم الملائكة الساقطون للشيطان.. إنهم شياطين وغيلان كراهية ومقرفون.. إنهم حيوانات قذرة..”.
ويشير عدد من النشرات التي وضعها الجاني على الموقع إلى نيته بقتل نفسه، رغم اعترافه بخوفه من الإقدام على الانتحار. ويقول باول في أحد الأشرطة: “ليس هنالك فائدة من بقائي على قيد الحياة.. إنني أفكر حقاً بقتل نفسي وأنا سأقوم بذلك على الأرجح.. وأنا خائف”، ثم يعود باول ليقول إنه لم يعد يملك مسدس الـ ٩ملم لذا يجب اللجوء إلى سلاح آخر و”هذا لن يكون أمراً جميلاً..!”.
وتشير التقارير أن باول استخدم بندقية حربية صغيرة في جريمته التي نفذها في الغرفة “١١١ أف” في مبنى ماكينزي.
والضحية ماكغووان هي واحدة من أصل أربعة إخوة وأخوات وتخرجت من ثانوية “إيكورس” ومن “مسرح موزاييك للشبيبة” في ديترويت.
وقال والدها توران ماكغووان إنها “كانت جميلة وشغوفة بالتمثيل والرقص وكانت قد خططت للدخول في مسابقة تنظمها شبكة “فوكس” للموهوبين في مجال الرقص”.
Leave a Reply