على خطى والده في عشق كرة السلة
إيمان جاسم – «صدى الوطن»
حقق قائد فريق «ثانوية أدسل فورد» بلعبة كرة السلة، الطالب العربي الأميركي جلال بيضون، رقماً قياسياً غير مسبوق في تاريخ مدارس ديربورن العامة بتسجيله أكبر عدد من النقاط على مدى أربع سنوات.
وقد أنهى بيضون مؤخراً موسمه الرابع والأخير بقيادة فريق الثانوية، إلى الفوز في 17 مباراة من أصل 22، رافعاً رصيده الشخصي من النقاط إلى 1,583 نقطة، وهو الأعلى في تاريخ مدرسته ومنطقة ديربورن التعليمية عموماً.
ولعل أبرز ما تميزت به مسيرة بيضون مع فريق الثانوية خلال السنوات الأربع الماضية، هو التقدم المضطرد في المستوى، حيث أنهى الطالب اللبناني الأصل موسمه الأول بمعدل 12.0 نقطة في المباراة الواحدة، قبل أن يتحسن إلى 16.1 نقطة في الموسم التالي، و19.0 نقطة في الموسم الماضي، وصولاً إلى 26.2 نقطة بالمباراة الواحدة في موسمه الرابع الأخير.
وقد قاد بيضون فريق «أدسل فورد» (ثاندربيردز) إلى تحقيق ثاني أفضل موسم له في تاريخ الثانوية، بفضل نقاطه الحاسمة التي جعلته من بين أكثر اللاعبين تسجيلاً للنقاط، بحسب «الاتحاد الرياضي للمدارس الثانوية في ميشيغن» MHSAA.
وفي تصريح لـ«صدى الوطن»، أرجع جلال (18 عاماً)، الفضلَ في تصاعد مستواه إلى تأثير والده وخبرته الطويلة في كرة السلة لعباً وتدريباً، مشيراً إلى أن والده ابراهيم بيضون غرس فيه الشغف باللعبة منذ أن كان طفلاً.
وقال: «كنت في الرابعة من عمري عندما بدأت أراوغ بالكرة، وأتقنت المراوغة أكثر وأكثر حتى رحت أتساءل عما يمكن أن تقدمه اللعبة أكثر»، مؤضحاً أن بداية ممارسته للعبة كانت في المنتزهات العامة مع والده وأخوته، قبل أن ينجذب إلى كرة السلة تصاعدياً بسبب الروح التنافسية وطعم الفوز.
وحطم بيضون، الرقم القياسي السابق لأكثر اللاعبين تسجيلاً في تاريخ ثانوية «أدسل فورد» بتجاوزه الرقم المسجل في موسم 1990–1991 بإسم ديريك لو، كما تمكن من تحطيم الرقم القياسي في تاريخ ثانويات ديربورن الثلاث، بتخطيه الرقم الذي حققه طالب ثانوية «ديربورن هاي» علي فرحات، قبل ستة مواسم عند 1,538 نقطة.
من جانبه، لفت الوالد –ابراهيم بيضون– الذي يتولى تدريب فريق ثانوية «أدسل فورد» لكرة السلة إضافة إلى عمله مستشاراً في المدرسة، إلى أن كل ما يريده لجلال هو الاستمتاع باللعبة، مؤكداً أنه لمس موهبته الفطرية منذ الصغر.
وابراهيم بيضون لاعب سابق في الثانوية والمرحلة الجامعية، ولديه خبرة 30 عاماً في مجال التدريب، أشرف خلالها على العديد من اللاعبين البارزين في هذه الرياضة.
وقال «ليس من السهل أبداً أن تلعب تحت إشراف والدك… فالناس يذكرونه دائماً بمسيرتي الحافلة والمكان الكبير الذي عليه أن يملأه»، غير أن جلال «ورغم أنه لعب في ظل والده وإرثه الكبير، لم يدفعه ذلك سوى إلى خلق إرثه الخاص».
مميزات جلال الذي يشغل مركز صانع الألعاب، لا ينحصر بغزارة التهديف والتسديدات بعيدة المدى، إنما أيضاً بالتمريرات الحاسمة وقطع تمريرات الفريق الخصم، حيث سجل كذلك رقماً قياسياً في عدد التمريرات الحاسمة لم يسبقه إليه أحد من طلاب «أدسل فورد» (414)، كما قطع الكرة 262 مرة خلال مسيرته مع الفريق.
وفي الواقع أيضاً، فإن مميزات جلال لا تنحصر في ملاعب كرة السلة، حيث يبدي الطالب المسلم التزاماً لافتاً بـ«الأولويات»، والتي تشمل المعتقدات الدينية والأخلاقية والعلاقات العائلية والاجتماعية إضافة إلى التعليم الذي يأخذه على محمل الجد التام. إذ يبلغ معدله الأكاديمي العام (GPA) 4.35، كما أنه أنجز مبكراً 10 صفوف جامعية ودورات تحضيرية قبل تخرجه من المرحلة الثانوية، إضافة إلى تأديته لأكثر من 400 ساعة في الخدمة الاجتماعية العامة على مدى سنوات دراسته في «أدسل فورد».
يدرك جلال، أن النجاح لا يتحقق من دون دعم ومساندة الآخرين، ولذلك يعبر عن امتنانه العميق لوالديه وأشقائه الأربعة وكذلك إلى زملائه في «الثاندربيرزد»، الذين وصفهم بأنهم أسرة واحدة، «فإذا وقع أحدنا نأتي كلنا لإنهاضه.. ونفعل كل ما بوسعنا من أجل مساعدة بعضنا البعض».
على قاعدة «التفاني واحترام الأشخاص الذين يرشدونك إلى طريق النجاح»، يطمح جلال بيضون إلى مواصلة مسيرته في لعبة كرة السلة إلى جانب مواصلة تعليمه الجامعي، معرباً عن أمله في أن يتخصص بعلوم الأشعة الطبية أو أن يصبح مستشاراً مدرسياً مثل والده.
Leave a Reply