واشنطن – في انتصار معنـوي لافـت للقضية الفلسطينية، أعلنت جمعية علمية أميركية يوم الاثنين الماضي إنها صوتت بالموافقة على مقاطعة أكاديمية للكليات والجامعات الإسرائيلية احتجاجا على اضطهاد الفلسطينيين. وفيما حاولت إسرائيل «تهوين» قرار المقاطعة واصفة الجمعية بأنها «يسارية راديكالية» غير أنها أبدت قلقها من أن تحذو منتديات أكاديمية أخرى بالولايات المتحدة حذوها.
وكان ثلثا أعضاء «جمعية الدراسات الأميركية» الذين شاركوا في التصويت وعددهم 1252 قد صوتوا لصالح قرار المقاطعة المنبثق عن حملة أوسع نطاقا لعزل إسرائيل والتي لم تحرز تقدماً يذكر في الولايات المتحدة لكنها اكتسبت بعض الاهتمام في أوروبا.
وأصبحت «جمعية الدراسات الأميركية» أكبر تجمع أكاديمي أميركي يؤيد مقاطعة إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين. ويعد قرارها رمزياً إلى حد بعيد، حيث أنها لا تستطيع فرض الالتزام به على أعضائها الذين يبلغ عددهم زهاء خمسة آلاف، ولا على أي مؤسسة أميركية أخرى.
وكانت الجمعية المخصصة لدراسة الثقافة والتاريخ الأميركي وتضم نحو 5000 عضو طرحت القضية المثيرة للجدل في تصويت على الانترنت انتهى يوم الأحد الماضي.
وأصبحت هذه أكبر جمعية أكاديمية أميركية تدعم مقاطعة إسرائيل وهو تحرك تقول إسرائيل وأنصارها إنه غير عادل لكونه يستهدف إسرائيل على وجه الخصوص. لكن التصويت يعد رمزياً بدرجة كبيرة لأن الجمعية لا تمتلك سلطة إجبار الأعضاء أو أي مؤسسة أميركية على الإلتزام به.
وقالت الجمعية في بيان إن «القرار يأتي تضامنا مع العلماء والطلاب المحرومين من حريتهم الأكاديمية وإنها تطمح لتعظيم تلك الحرية للجميع ومنهم الفلسطينيون».
واستشهد البيان «بالانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والتأثير الموثق للاحتلال الإسرائيلي على العلماء والطلاب الفلسطينيين وإلى اي مدى أصبحت مؤسسات إسرائيلية للتعليم العالي طرفا في سياسات الدولة التي تنتهك حقوق الانسان».
وجاء الرد على بيان الجمعية على لسان رونالد لودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، الذي قال إن «هذا التصويت بمقاطعة إسرائيل التي هي واحدة من أكثر الدول تبنيا للديمقراطية والحرية الأكاديمية في العالم يوضح المشاعر الهدامة المعادية للسامية والإفلاس الأخلاقي لجمعية الدراسات الأميركية». وأضاف «الشرق الأوسط حافل دون مبالغة بالموتى من جراء رد فعل حكومات على اضطرابات (الربيع العربي) لكن جمعية الدراسات الأميركية اختصت الدولة اليهودية الدولة الوحيدة بالشرق الأوسط التي تشترك في نفس القيم الأميركية لتوجيه الانتقادات اليها».
وأشاد لودر بـ«جمعية اساتذة الجامعات الأميركية» -وهي تجمع أكاديمي أكبر كثيراً من «جمعية الدراسات الأميركية»- لمعارضتها لهذه المقاطعة.
ووصف زئيف ألكين نائب وزير الخارجية الإسرائيلي جمعية الدراسات الأميركية بأنها «جماعة يسارية راديكالية» لا تربطها صلات كبيرة بالمجتمع الأكاديمي في إسرائيل. لكنه قال لـ«راديو إسرائيل» «علينا أن نستعد لخطر انتقال دعوة المقاطعة إلى منتديات أكاديمية أخرى أكثر جدية». وأضاف أن الدبلوماسيين الإسرائيليين وزعماء الجماعات اليهودية الأميركية يسعون «بشكل مكثف» لإقناع منتديات أكاديمية أميركية أخرى بألا تحذو حذو جمعية الدراسات الأميركية. وقال ألكين إن وزارة الخارجية شكلت جماعة تأييد باسم «وجوه من إسرائيل» كي «تعمل تحديداً بين أصحاب النفوذ لمنع حدوث حالات مثل هذه».
Leave a Reply