ديربورن، ديترويت – خاص “صدى الوطن”
تستضيف مدينة ديترويت، الأسبوع المقبل، الحفل الـ22 السنوي للمؤتمر الوطني لجمعية الصحافيين الآسيويين الأميركيين، حيث سيتقاطر الى المدينة حوالي ١٤٤٠ شخصاً من كبار رجال الإعلام والصحافة للمشاركة في المؤتمر الـ٢٢ للجمعية الذي ينطلق في 10 آب (أغسطس) ويختتم أعماله في 13 آب.
“صدى الوطن” أحد الرعاة الأساسيين للمؤتمر لم تكتف بالعمل على إقناع الجمعية بعقد مؤتمرها في مدينة ديترويت، وحسب بل تمكنت من جعل مدينة ديربورن، عاصمة العرب الأميركيين، محطة رئيسية في أعمال المؤتمر لتنقل الصورة الحقيقية عن مدينة ديربورن التي عملت بعض الوسائل الإعلامية والأبواق اليمينية على تشويهيها لاسيما بعد أحداث ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠١.
وسيكون يوم العاشر من آب المقبل موعداً تاريخياً في مدينة ديربورن حيث سيستقبل شرق المدينة المئات من كبار الإعلاميين والصحافيين لتمحو بذلك السلبية التي تتناول فيها وسائل الاعلام الوطنية ديترويت وضواحيها.
وبفعل تضافر جهود محلية، كانت “صدى الوطن” جزءاً أساسياً منها، استطاعت ديترويت من الفوز باستضافة المؤتمر رغم المنافسة الشرسة من مدينة نيويورك.
وبالإضافة الى كونها أحد الرعاة الماسيين للمؤتمر في ديترويت، ترعى جريدة “صدى الوطن” حفل افتتاح خاص لرواد المؤتمر ووسائل الاعلام مساء الاربعاء 10 آب (أغسطس) من 7 الى 9 مساء في ديربورن، حيث سينضم الى الحفل مسؤولون رسميون عن مدينة ديربورن، وممثلون عن المجتمع المدني وإعلاميون في “ديترويت فري برس” و”ديترويت نيوز” وذلك في خطوة ترحيبية بمئات الصحافيين والمحررين والناشرين من مؤسسات اعلامية كـ”نيويورك تايمز” و”لوس أنجلوس تايمز” و”واشنطن بوست” و”التايم” والعديد من وسائل الاعلام المحلية والوطنية.
وسيتم اصطحاب المدعويين من ديترويت الى ديربورن عبر باصات خاصة، وخلال الرحلة سيعرف الحاضرون على أجزاء من منطقة شارع وورن حيث ثقل المؤسسات العربية ومراكز العمل والمركز الاسلامي في اميركا، ومناطق متفرقة اخرى. وخلال الرحلة ستقوم بعض المنظمات الطلابية المحلية بالتعاون مع الجمعية الآسيوية الأميركية بتعريف الحاضرين على مراكز الجالية العربية المحلية والاجابة عن أسئلتهم.
وفي مركز الحدث، في ديربورن، ستُنصب خيمة كبيرة في الهواء الطلق وراء المتحف العربي الأميركي. والجولات في المتحف ستكون متاحة. وسيتضمن الحفل عشاء وبرنامج ترفيهي في مطعم “أدونيس” المواجه للمتحف.
لماذا ديترويت؟
وعن أسباب تفضيل ديترويت على نيويورك يقول فرانك ويتسل وهو أحد رؤساء المؤتمر ومحرر موقع “ديترويت فري برس” الالكتروني أنه مع اقتراب الذكرى العاشرة لهجمات 11 أيلول (سبتمبر) أراد الجمعية احياء هذه الذكرى بتسليط الضوء على الأحداث المحيطة والتداعيات التي نجمت عن هذه الهجمات. ومنذ فترة طويلة تسعى الجمعية الى الحفاظ على الجانب القصصي في الصحافة والذي يشعر العديدون أنه بدأ يتآكل نتيجة لعوامل عدة.
ولا شك في ان نيويورك هي موطن الفاجعة الكبرى، الا ان منطقة ديترويت هي موطن الناس الذين يدفعون حتى اليوم ثمن تلك الفاجعة. فالتشكيك الحضاري في هوية العرب والعنصرية المرمية عليهم قصراً هي ردود فعلٍ ناجمةٍ عن هذه الهجمات.
“كانت المناقصة بيننا وبين مدينة نيويورك، لكننا وبكل سرور تم اختيار مدينتنا ديترويت”. يقول ويتسل، ويضيف “كانت مناقصةٌ تنافسية عالية، أؤكد لكم انه لم يكن من السهل المواجهة مع عاصمة الاعلام في العالم حول حدثٍ كهذا”.
ويؤكد ويتسل: “غايتنا خلق علاقات جديدة وفتح آفاق للعلاقات الانسانية المبنية على الفهم المتبادل حتى لا نخطء في فهم العالم ونتعرف على ما يدور حولنا. كما نود ان يعرف العالم أن العرب الأميركيين صحافيين من العالم العربي وهم جزء من الجمعية”.
ويقول ويتسل ان “ما حدث بعد هجمات 11 أيلول وانعكاساته على العرب الاميركيين خصوصاً في اماكن عملهم وفي تفاصيل حياتهم اليومية يكمن هنا في ديترويت وديربورن” ويضيف “نحن كصحافيين واجبنا نقل القصة والخبر وخلق التواصل الانساني كي نوصل كلمة الحق”.
ويتشارك الآسيوييون الأميركييون تحدياتٌ ماضية مشابه لتلك التي يعانيها الأميركيون العرب اليوم، فقد عانى اليابانيون الأميركيون من ظلم نزل بهم ابان الحرب العالمية الثانية حيث تم اعتقالهم وزجهم في المعسكرات كذلك الامر في أرضهم الام التي عانت الحروب والويلات في فيتنام وكوريا.
كما ان ديترويت هي ساحة شهدت جريمة القتل المروعة التي اودت بحياة الصيني الاميركي فنسينت شين الذي ضرب حتى الموت في هايلاند بارك. هذه الجريمة ادت الى استياء شعبي حيال التساهل القانوني الذي ناله مرتكبيّ الجريمة رونالد ايبنز وابن زوجته مايكل نيتز. بحيث أنه تمت تبرئتهما من كل التهم في القضية الفدرالية وحكم عليهما بثلاث سنوات سجن مع وقف العقوبة.
ووقعت تلك الجريمة في مناخ متوتر ساده الحقد ضد اليابانيين الذين القي عليهم اللوم في خسارة الاميركيين وظائفهم.
ومن ضمن برنامج المؤتمر الوطني، سيتم عرض احدى الافلام الوثائقية النادرة والمرشحة لجائزة أكادمية في عام 1987 تحت عنوان “من قتل فنسينت شين؟” وذلك بعد ظهر الخميس 11 آب من 6:00 الى 7:30 في مركز “ديترويت رانيسانس”. كما يتخلل برنامج اللقاء 50 دورة مخصصة من قبل الصحافيين وللصحافيين وتضم جلسات حوارية حول الهجرة وتأثيرها على الآسيويين الأميركيين، وتدريب لمهارات الصحافيين في التكنولوجيا الحديثة والتصوير الوثائقي.. كما يتضمن البرنامج وباهتمام خاص بالمجتمع الاسلامي والعرب الأميركيين لوحة عرض تحت عنوان “أنا أتحدث عن نفسي، كامرأة اميركية مسلمة”، ولوحة عرض تحت عنوان “الذكرى العاشرة لهجمات ١١ أيلول: آثار الحادثة على المجتمع العربي الأميركي” وذلك نهار الجمعة القادم.
يقول ويتسل “ديترويت هي موطن تحرك العرب الاميركيين كما أنها موطن تحرك الأسيويين الأميركيين بعد ضرب فنسينت شين حتى الموت”. “التحرك حقاً بدأ بعد هذه الحادثة المفجعة ولأن الصحافيين نقلوا الخبر اشتعل الناس غضباً، وتوحد الآسيويون الاميركيون في صف واحد لمواجهة هكذا مظالم”. كما يؤكد ويتسل أن احداث الـ11 من أيلول والتبعات التي نجمت عنه ساعدت على تغيير القوانيين المتعلقة بجرائم الكراهية وأعطت الضحية حقوق اضافية.
ويؤكد رئيس جمعية الصحافيين الآسيويين دوريس ترونغ “الجمعية تتطلع بحماس لتكون في قلب المدينة التي تحوي اكبر تجمع للعرب الأميركيين في الولايات المتحدة. ونحن على مشارف الذكرى العاشرة لأحداث ١١ ايلول في الشهر المقبل، انه الوقت المناسب لسماع القصص المتكتم عنها من أفراد المجتمع. كما أننا نتطلع لمعرفة المزيد عن النهضة الجديدة في شركات السيارات. وبما أن ديترويت مدينة حدودية ستتاح لنا الفرصة ايضاً ان نتاول موضوع الهجرة”.
سيعقد المؤتمر في المقام الاول في “كوبو سنتر” وسط مدينة ديترويت وباقي برنامج المؤتمر في فندق “الماريوت، رانيسانس”. للمزيد من المعلومات حول الحدث أو كيفية الحصول على تصريح مرور للمشاركة في المؤتمر تفحص الموقع الكتروني التالي: www.aaja.org
ويشارك في المؤتمر من جمعية الصحافيين والآسيويين حوالي 1400 عضو ونخبة من الرعاة ووسائل الاعلام الأميركية الكبرى.
وتعتبر جريدة “صدى الوطن” من الرعاة الاكبر للمؤتمر (راعي ماسي) مع مؤسسات “غانيت” (التي تصدر صحيفة “ديترويت فري برس”)، “جون وسايمون لي”، و”نيوز كورب”. والراعي البلاتيني يتضمن “نيويورك تايمز”، “ساوث وست ايرلاينز” و”تويوتا” و”جنرال موترز” و”غوغل” و”ياهو” و”فورد” وشركات كبرى أخرى
Leave a Reply