واشنطن – خاص “صدى الوطن”
صوتت اللجنة التنفيذية لـ”جمعية الصحفيين المحترفين” في 8 كانون ثاني (يناير) على توصية بإلغاء “جائزة هيلين توماس لإنجاز الحياة”، لكن هذه التوصية يجب أن تعرض على الهيئة العامة للجمعية قبل إقرارها. ويتوقع صدور قرار نهائي عن الهيئة في غضون عشرة أيام. وتشتمل الهيئة العامة (الكاملة) على هيئة المدراء.
وقال رئيس الجمعية هاغيت ليمور في بيان صحفي “إن هذه المسألة معقدة، واللجنة التنفيذية نظرت في التعليقات والرسائل من كلا طرفي المسألة. وبسبب أهمية هذا القرار فإن من الملائم عرض المسألة على الهيئة الكاملة”.
وتقول الجمعية إنها فيما تحترم حق هيلين توماس بإبداء رأيها، لكنها تنظر إلى ملاحظاتها بوصفها غير ملائمة وهجومية. وقد قبلت الجمعية توصيات من طرفي الجدال حول المسألة من خلال رسائل بريدية.. وتعتقد الجمعية أن طرفي الجدال حول مواقف هيلين توماس الأخيرة، لهما أسباب وجيهة، لكن الطريقة الأفضل لإبعاد نفسها عن الجدال الدائر هو القيام بسحب الجائزة (التي تحمل إسم توماس).
ودعا ليمور “إلى العمل من أجل ما يوحدنا، لا من أجل ما يفرقنا”.
وأطلقت الجائزة للمرة الأولى في العام 2000. وتقول الجمعية إن القرار النهائي سوف لن يؤثر على الحاصلين على الجائزة أو على المكرمين في المستقبل.
وتعكف الجمعية على إعادة النظر في الجائزة التي تحمل إسم الإعلامية المخضرمة هيلين توماس على خلفية الملاحظات التي أدلت بها خلال ندوة حول التنوع عقدت في مدينة ديربورن في 2 ديسمبر الماضي.
وقالت توماس في ملاحظاتها “إن الكونغرس والبيت الأبيض وهوليوود وول ستريت يملكهم الصهاينة”. وأدت هذه الملاحظات إلى إقدام إدارة جامعة وين ستايت على إلغاء جائزة روح التنوع التي تحمل إسم توماس، في اليوم التالي.
وتعتبر هيلين توماس أسطورة في سيرة المراسلين الصحفيين في البيت الأبيض، فهي عملت مراسلة لمجموعة هيرست الاعلامية ولشبكة “أي بي سي”. وهي أيضا كاتبة عمود وقامت بتغطية الإدارات الرئاسية من دوايت آيزنهاور إلى جون أف. كينيدي وصولا إلى باراك أوباما.
وأنهت توماس حياتها الإعلامية كمراسلة في البيت الأبيض بتفجير قنبلة إعلامية غير مسبوقة خلال مؤتمر عن التراث اليهودي في حديقة البيت الأبيض في ايار (مايو) الماضي، عندما سألها أحد الحاخامات عن رأيها باسرائيل. فأجابت: “قل لهم (لليهود) أن يتركوا فلسطين لأهلها”.
وقال مدير الاتصالات في جمعية الصحفيين المحترفين سكوت ليدنغهام إن الجمعية درست إزالة إسم توماس عن جائزتها بعد ملاحظاتها عن اسرائيل في الصيف الماضي.
من جهته قال لويد وستون الذي تخرج من جامعة وين ستايت عام 1964 بشهادة في الصحافة وعمل مراسلا ومحررا وناشرا لإحدى الصحف “إن المسألة التي أمامنا لا علاقة لها بمعاداة السامية ولا باسرائيل والصهيونية. وهي لا تتعلق باليهود أو الفلسطينيين أو العرب. أو حتى بهيلين توماس، بل إن المسألة المطروحة على طاولة البحث اليوم تتمثل فيما إذا كانت “جمعية الصحفيين المحترفين” تقف إلى جانب الحق الصريح لأي صحفي وأي أميركي أن يعبر عن رأيه حول أي موضوع مطروح، بدون الخوف من العقاب والنتائج على أيدي أي حكومة أو فرد أو منظمة خاصة أو مهنية. فإزالة إسم هيلين توماس من “جائزة إنجاز الحياة” التي تقدمها الجمعية، أعتقد أنه سيشكل ضربة قاسية وعقابا. لنكن صريحين إذا استطاعت الجمعية أن تفعلها مع هيلين توماس اليوم فماذا سيمنع أي جمعية أخرى أو منظمة حكومية من فعلها مع شخص آخر. (أو حتى مع الجمعية)، الأسبوع القادم أو الشهر القادم أو السنة القادمة؟ ولمن ستولي الجمعية ثقتها كشاطئ أمان في مهب العاصفة في حال بروز مسألة أخرى مثيرة للجدل مثل المسألة التي أمامنا”؟
وختم وستون متسائلا: إذا لم تقف “جمعية الصحفيين المحترفين” إلى جانب حرية التعبير الكاملة فمن سيقف؟
Leave a Reply