زينة جعفر – «صدى الوطن»
«أكاديميات المواطنين»، هو برنامج وطني تابع لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، يهدف إلى التواصل مع المجتمعات المحلية وتثقيفها حول مسؤوليات وخدمات الوكالة الأمنية عبر فروعه المنتشرة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، بما فيها ميشيغن، حيث تأسست «أكاديمية أف بي آي للمواطنين» وجمعية خريجي الأكاديمية في ديترويت عام 2003، لتعزيز التفاهم والتعاون بين الجهاز الفدرالي وأبناء المجتمع المحلي عبر مشاريع توعية متعددة.
ويستغرق إتمام برنامج «أكاديمية المواطنين» الذي يعده ويشرف على تقديمه مسؤولون في الـ«أف بي آي» مدة تتراوح بين ستة إلى ثمانية أسابيع، يحصل من خلالها المنتسبون –الذين يتنوعون بين رجال الأعمال والقادة الدينيين والنشطاء المدنيين– على فرصة التعرف عن قرب على أعمال ومهام الوكالة.
وتتمثل مهمّة الأكاديميات، آنفة الذكر، في إيضاح الدور المناط بوكالة إنفاذ القانون من خلال التعليم والنقاش الصريح بين المسؤولين الأمنيين والمنتسبين الذين يُشترط ترشيحهم من قبل موظفي الوكالة أو المتخرجين السابقين من الأكاديميات.
ولدى إتمام البرنامج يمكن للمتخرجين الانضمام إلى «جمعية خريجي الأكاديمية»، وهي منظمة غير ربحية شريكة لمكتب التحقيقات الفدرالي ولكنها منفصلة عنه، وتتبنى مشاريع وبرامج توعية في مجالات الأعمال والتوظيف والإعلام والصحة والأقليات والأديان والحوكمة والشباب والمسنين وقيادة المجتمع.
ويمكن لخريجي أكاديمية المواطنين الانتساب إلى المنظمة مقابل رسم شهري مقداره 50 دولاراً، أو دفع ألف دولار لمرة واحدة، ليصبح المتخرج عضواً دائماً في الجمعية، التي ترأسها حالياً الدكتورة شاوني ديبيري، وهي أول امرأة سوداء يتم انتخابها لتولي قيادة الجمعية.
وللتعريف بالجمعية التي تساهم في مكافحة الجريمة والعنف والمخدرات والاتجار بالبشر في منطقة ديترويت، أكدت ديبيري لـ«صدى الوطن» بأنه على الرغم من ارتباط المنظمة غير الربحية بـ«أكاديمية المواطنين»، إلا أنها «مستقلة» و«لا تُدار» من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي.
وقالت: «نحن منظمة غير ربحية مستقلة عن «أف بي آي»، ولكننا شركاء مع الوكالة، خاصة عندما يتعلق الأمر بتعزيز الوعي وتثقيف الجمهور بشأن بعض الظواهر والقضايا التي تتصل بسلامة الأفراد والأمان المجتمعي».
وأوضحت ديبيري التي تتولى أيضاً إدارة قسم الخدمات العامة في إدارة محافظ مقاطعة وين، وورن أفينز، بأن الصورة النمطية لطواقم العاملين في الوكالة الفدرالية هي أنهم عناصر «يرتدون البدلات السود ويضعون السماعات في آذانهم»، مؤكدة أن عمل الوكالة الأمنية ينطوي على الكثير من المهام الأخرى، ومن بينها توعية المجتمع والعمل مع الشركاء المحليين.
وانطلاقاً من خبرتها في «أكاديمية المواطنين» و«جمعية الخريجين» التي تترأسها في الوقت الراهن، أكدت ديبيري بأن برامج التوعية لدى «أف بي آي» ساهمت في مكافحة بعض الصور النمطية الشائعة حول وكالات إنفاذ القانون.
ولفتت رئيسة جمعية الخريجين، إلى أن مكتب التحقيقات من خلال برامجه الخاصة بالتوعية، بذل جهوداً كبيرة ليصبح أكثر تنوعاً ثقافياً وإثنياً.
وأردفت قائلة: «أنا أدرك أهمية ذلك، لأنه يوجد الكثير من أبناء الأقليات الذين واجهوا تحديات مع وكالات إنفاذ القانون»، مشيرة بشكل خاص إلى مجتمعات العرب والمسلمين الأميركيين في منطقة ديترويت وعموم الولايات المتحدة.
وأضافت: «مرة أخرى، لا يمكنني التحدث باسم مكتب التحقيقات، لكنني أعلم أن لديهم اهتماماً بمحاولة إشراك المجتمع، ولهذا السبب فهم يركزون على أكاديمية المواطنين لأنها تتعلق بدور المواطنين القيادي» في أمن المجتمعات.
ونوهت ديبيري إلى وجود العديد من الأعضاء العرب الأميركيين في «جمعية الخريجين» وفي مجلس إدارتها، مشيرة إلى أن المكتب الميداني لـ«أف بي آي»، بديترويت قام بتعيين الأخصائية المجتمعية ماري جوردن أبو الجود في فريق التوعية لدى الوكالة، عام 2019.
وبحسب ديبيري يواصل خريجو «أكاديمية المواطنين» التعرف على مهام ووظائف وكالات إنفاذ القانون من خلال الجمعية التي تضطلع بالكثير من القضايا المهمة.
وأوضحت بأن من القضايا التي تعمل عليها المنظمة في الوقت الراهن، هي قضية الاتجار بالبشر، وذلك بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفدرالي.
وفي مثال على أنشطة الجمعية، أشارت ديبيري إلى استضافة فعالية في حديقة حيوان ديترويت، الشهر الماضي،، بحضور ناجين تحدثوا عن تجاربهم وخبراتهم الشخصية مع الإتجار بالبشر، بهدف تثقيف الجمهور وتسليط الضوء حول هذه الظاهرة الخطيرة، وآثارها السلبية على الضحايا وعائلاتهم وعلى المجتمع ككل.
Leave a Reply