عباس يلتقي بوش لـ«مراجعة معوقات السلام»
القاهرة، غزة – فجأة اختفت أخبار حوار القاهرة، ولم تعد تخرج عن المسؤولين المصريين أو ممثلي الفصائل، وخصوصاً «الجهاد الإسلامي»، أي مؤشرات حياة لهذا الحوار، الذي يبدو أنّه توقف قسراً. وبهذا على الفلسطينيين انتظار طويل لأي تقدم في مسار الحوار الوطني الفلسطيني.
هذه خلاصة أولية لمسار الجلسات الثنائية لمدير المخابرات المصرية، اللواء عمر سليمان، مع ممثلي حركة «الجهاد الإسلامي»، التي كان من المفترض أن تطلق آلية متواصلة من الجلسات الثنائية، تمهّد لحوار شامل بعد عيد الفطر المرتقب بداية تشرين الأول المقبل.
ذريعة التأجيل كانت «اضطرار اللواء عمر سليمان إلى السفر»، إلا أن مصادر مطلعة على تحضيرات الحوار، أشارت إلى أكثر من عامل كان وراء «تجميد اللقاءات مؤقتاً». وقالت المصادر إن سفر عمر سليمان كان إلى الإسكندرية لمشاركة الرئيس حسني مبارك في استقبال وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك. وأضافت إن الأخير حمل إلى القيادة المصرية خشية إسرائيل من أن تأتي جهود القاهرة في الحوار الفلسطيني على حساب ملف الجندي الإسرائيلي الأسير، جلعاد شاليط.
وشدّدت المصادر على أن باراك أبلغ المصريين رفض إسرائيل نقل هذا الملف إلى «وسيط أممي أو أوروبي»، مشيرة إلى أن تل أبيب تحرص على إبقاء كل ما له علاقة بقطاع غزة في يد مصر، لتكريس الرغبة الإسرائيلية في ما يمكن تسميته «رمي غزة في حضن المصريين».
«تجميد اللقاءات» لا يقف عند غياب سليمان. وتشير المصادر إلى أن المصريين لمسوا صعوبة في إحداث خرق في ظل العلاقة المتوترة مع حركة «حماس»، وهو ما انعكس بعدم دعوة الحركة إلى القاهرة اليوم للقاءات الثنائية. وتضيف إن اللقاءات مع وفد «الجهاد» عزّزت قناعة المصريين، الذين يبدو أنهم يسعون إلى مد فترة الحوار الثنائي، ريثما تسمح معطيات داخلية وإقليمية بعقد طاولة حوارية جامعة، تخرج بمقررات قابلة للتنفيذ.
من جانبه نفى الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم صحة تقارير تحدثت عن رغبة الحركة في إرجاء إطلاق الحوار الوطني الفلسطيني لما بعد إنجاز صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل التي تشمل إطلاق سراح الجندي الأسير جلعاد شليت ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وقال برهوم في تصريحات للصحافيين في غزة «إن هذه التقارير عارية عن الصحة ولا أساس لها ونحن قلنا منذ البداية أن لا علاقة للحوار الفلسطيني بصفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل. وأكد برهوم أن «حماس لم تتلق بعد دعوة من مصر بشأن الحوار الفلسطيني»، مضيفا «نحن حريصون جدا على إنجاح الجهد المصري ونحن من يطالب بجهد عربي لاحتضان الملف الفلسطيني ومعالجة الأزمة الداخلية».
وحض الناطق باسم «حماس» مصر، التي ترعى حوارات ثنائية مع فصائل فلسطينية تمهيدا لإطلاق الحوار، على أن «تكثف جهود إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني سعيا لإنهاء أزمة الانقسام الداخلي».
وكانت تقارير صحافية نسبت لما سمتها بمصادر فلسطينية مطلعة قولها إن «مسؤولاً مصرياً مقرباً من المفاوضات الجارية حول صفقة تبادل الأسرى وجه رسالة إلى السلطة الفلسطينية في رام الله أكد خلالها أن حماس لا ترغب في الحوار قبل إنهاء ملف شليت والاتفاق على فتح معابر قطاع غزة».
وبحسب الرسالة فإن «أسباب عدم شروع حماس في حوار وطني مع حركة فتح هو إدراك حماس أن أي حوار داخلي مع فتح سيفضي الي الاتفاق على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة في ظل مؤشرات لدى حماس بأن شعبيتها في قطاع غزة والضفة الغربية أخذت في التراجع ويتوجب عليها إعادتها من خلال انجاز قضية المعابر وإنهاء ملف شليت». وقالت إن «حماس ستماطل في الحوار الفلسطيني الداخلي الي حين انتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس نهاية السنة الحالية».
عباس وبوش
وفي سياق آخر، افاد مسؤولون فلسطينيون ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 26 أيلول (سبتمبر) في البيت الابيض.
وقال نبيل ابو ردينة الناطق باسم عباس انه سيتجه الى واشنطن بعد ان يشارك في النقاش الافتتاحي للدورة الثالثة والستين للجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك اعتبارا من 23 أيلول. وكان مسؤولون فلسطينيون قالوا نهاية آب (أغسطس) ان اللقاء بين عباس وبوش سيجرى على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «ستتم خلال اللقاء مراجعة شاملة لمفاوضات الوضع النهائي والمعوقات التي تعترض الوصول الى اتفاق خاصة عدم التزام اسرائيل بتنفيذ التزاماتها لاسيما وقف الاستيطان وازالة الحواجز».
Leave a Reply