عماد مرمل – «صدى الوطن»
يحاول رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط التعامل بكثير من الواقعية مع الأزمات اللبنانية المتراكمة، سواء المحلية الصنع، أو تلك المتفرعة من صراعات المنطقة.
يعرف جنبلاط ان قدرة معظم اللاعبين اللبنانيين على التأثير فـي اللعبة الكبرى بخيوطها الاقليمية والدولية، تكاد تكون معدومة، وبالتالي فهو يفترض أن الافضلية فـي ظل هذه المعادلة يجب أن تكون لحماية «جائزة» الاستقرار النسبي الداخلي وعدم هدرها فـي مجازفات غير مدروسة. «صدى الوطن» التقت جنبلاط، وكان هذا الحوار معه:
كيف تتوقع ان ينعكس الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى على المنطقة؟
– أستبعد التأثيرات الايجابية على لبنان والمنطقة، وأعتقد أن نفوذ طهران فـي الشرق الأوسط سيزيد، وسيتعزز خط الامداد بين طهران وحزب الله والساحل السوري العلوي.
لماذا تعاملت بسلبية مع الاتفاق النووي منذ اللحظة الاولى لولادته؟
– لست سلبياً.. لكنني حزين على العرب، فأنا عربي أولاً وأخيراً، ويزعجني تراجعهم، أما الايرانيون فهم شطار، وقد استطاعوا امتلاك التقنية النووية، وبالتالي أصبحوا قادرين على تصنيع القنبلة النووية متى أردوا ذلك.
وماذا عن مستقبل المنطقة فـي ظل هذه المعطيات؟
– لقد تداعت حدود سايكس-بيكو وهناك خريطة جديدة تُرسم بالدم، ولم تكتمل بعد. نحن أمام بحر من الدم، وللأسف فان كل ما يجري فـي المنطقة، على فظاعته، ليس سوى البداية وأول الطريق.
كيف تنظر الى انتشار «داعش» فـي سوريا والعراق برغم ضربات التحالف الغربي؟
عندما تقتضي مصالح الأميركيين وقف «داعش» فهم يفعلون ذلك، كما حصل حين أوقفوا الهجوم على أربيل فـي العراق وساعدوا الأكراد فـي مدينة كوباني.. وبالمقابل نلاحظ ان تحرير الأنبار بطيء.. الأمر يتوقف على ما يريده الاميركيون وأي حسابات تحركهم.
أي مسار تتوقع ان تسكله الأزمة السورية فـي المدى القريب؟
– لاحظت من خلال الخطاب الاخير لبشار الأسد انه بدأ يفقد السيطرة وأن جيشه يُستنزف، ما قد يدفعه الى تنفـيذ الخطة «ب»، وهي الانسحاب من حلب والمحافظة على خط التواصل من درعا الى الساحل السوري، مع ما يعنيه ذلك من تجزئة لسوريا..
هل يمكن ان يترك هذا السيناريو، إذا حصل، تداعيات سلبية على الواقع اللبناني؟
– ربما يكون هناك خطر على لبنان، والمفتاح هنا هو حمص، والمصير الذي ستؤول اليه..
ألا تعتقد أن الرئيس بشار الاسد سيتمكن من الصمود حتى النهاية، كما أظهرت الوقائع الميدانية والسياسية منذ أكثر من أربع سنوات؟
– أنا أظن ان الأسد يدفع ثمن مكابرته.. لقد حاول أن يقول لخصومه: إما تتكلموا معي وإما «داعش» فـي انتظاركم، لكن ما جرى أن «داعش» مخلوق أفلت منه، كما أفلت الوحش من أميركا بعد حرب أفغانستان.
الى أي حد يستطيع لبنان أن يستمر متماسكا وسط أزماته والشلل فـي معظم مؤسساته الدستورية؟
– لبنان يواجه حالة صعبة كحالة اليونان التي تواجه تحديا كبيراً، مع فارق جوهري وهو أن هناك حرصا لدى الأوروبيين على بقاء اليونان لتفادي الفوضى، أما نحن فوضعنا مغاير، ويجب ان نبذل جهداً ذاتياً كبيراً لمنع الانهيار وعدم الاكتفاء بالاتكال على الخارج الذي قد تتتغير حساباته فـي أي وقت، لاسيما انني أشعر بأن مظلة الرعاية الدولية للبنان بدأت تنكمش نسبياً، الامر الذي يحتم علينا ان نتحمل مسؤولياتنا.
هل تتوقع انتخاب رئيس للجمهورية قريباً؟
– يؤسفني ان أقول ان الانتخابات الرئاسية ستبقى متعذرة لوقت طويل، لأن بعض القيادات المسيحية لا تزال ترفض البحث فـي مرشح توافقي، وإذا كان البعض يظن ان جون كيري ومحمد جواد ظريف شغلا بالهما بالاستحقاق الرئاسي اللبناني خلال المفاوضات النووية فـي ليالي فـيينا، فهو واهم ومخطئ بالتأكيد.
ما هي الأولوية التي يجب التركيز عليها، فـي ظل استمرار الشغور الرئاسي؟
– الاولوية يجب أن تكون للاستقرار.. علينا حماية الاستقرار النسبي فـي لبنان وعدم تهديده بسياسات وتصرفات لا تراعي دقة المرحلة.
وماذا لو استقال رئيس الحكومة فـي اي لحظة، تحت وطأة الضغوط التي يتعرض لها؟
– أنا أعارض اي استقالة من هذا النوع، لأن بقاء الحكومة هو أمر حيوي وضروري، وفـي حال التفريط بها، نكون قد خسرنا خط الدفاع الاخير عما تبقى من دولة، وانا لا أنصح بهذه المغامرة التي قد تقودنا الى المجهول.
ما رأيك فـي زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى السعودية حيث وجد استقبالاً حاراً من قيادات المملكة؟
– السؤال هو ماذا يستطيع جعجع ان يفعل عمليا، وماذا يستطيع ان يقدم فـي الملفات العالقة..
ما المطلوب من «تيار المستقبل» فـي هذه المرحلة؟
– يجب تقوية التيار الاسلامي المعتدل الذي يمثله الرئيس سعد الحريري، وهناك مسؤولية ملقاة فـي هذا الاطار على الحريري والمملكة العربية السعودية اللذين يجب ان يستمرا فـي منح التقديمات والمساعدات للمحتاجين اليها فـي بيئة «تيار المستقبل»، وتنفـيذ المشاريع الحيوية فـي مناطق تحتاج اليها كطرابلس وعرسال.
Leave a Reply