لوس أنجلوس – أدهشت «السيدة الأميركية الأولى»، ميشيل أوباما الجميع في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ٨٥، الذي أقيم الأحد الماضي في لوس أنجلوس وكان مشبعاً بالسياسة، وذلك عند ظهورها عبر شريط فيديو ساهمت في الإعلان عن الفائز بجائزة أفضل فيلم للعام والتي ذهبت لصالح فيلم Argo «آرغو» الذي يدور حول عملية سرية لوكالة الاستخبارات الأميركية لإنقاذ ستة دبلوماسيين أميركيين خلال أزمة الرهائن في إيران عام 1980.
وقد سادت المواضيع السياسية حفل توزيع جوائز الأوسكار في الماضي، ولكن قائمة المتنافسين هذا العام على جائزة أفضل فيلم كانت مليئة بالدلالات السياسية، فمن جهة برز فيلم zero dark thirty، والذي رشح لنيل جوائز في عدد من الفئات ولكنه لم يحقق نتيجة أفضل من تقاسم جائزة أفضل تحرير صوتي.
ولقي فيلم «لينكولن» لستيفن سبيلبرغ، نجاحا كبيرا في حفل الأوسكار حيث فاز دانيال داي لويس بأوسكار أفضل ممثل عن أدائه لشخصية الرئيس الأميركي السابق، أبراهام لنكولن.
الحفل كان ناجحاً ومنوعاً وقد أظهرت بيانات مؤسسة «نيلسن» أن أكثر من 40 مليون أميركي شاهدوا الحفل على شاشات التلفزيون وهو رقم قياسي لعدد متابعي الحفل السنوي الذي تبثه محطة تلفزيون (أي بي سي) منذ ثلاث سنوات.
وفي السباق الى جوائز الأوسكار لم يحسم اي فيلم المعركة لمصلحته، مع ان فيلم Life of Pi فاز باكبر عدد من الجوائز وهي أفضل مخرج لـ آنغ لي وأفضل تصوير ومؤثرات خاصة وموسيقى.
وفي مبادرة غير مسبوقة أعلنت ميشيل أوباما فوز «آرغو» بأوسكار أفضل فيلم في بث مباشر من البيت الأبيض وقالت بعد فتح الظرف الذي يحوي اسم الفائز «خيار جيد». وأثنت ميشيل على عمل صناع الأفلام وقالت ميشيل التي ارتدت فستاناً فضياً إن الأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم هذا العام «جعلتنا نضحك ونبكي ونتشبث بمقاعدنا بقوة أكبر».
ولم يفز فيلم «آرغو» إلا بجائزتين أخريين هما أفضل سيناريو مقتبس وأفضل مونتاج. وقد اطلق بن افليك صرخة وبدت عليه الصدمة بعد اعلان فوز فيلمه. وهو لم يكن مرشحا في فئة أفضل مخرج أو افضل ممثل اذ يقوم بالدور الرئيسي في الفيلم الذي أخرجه.
وكما كان متوقعا فاز البريطاني دانييل داي لويس (٥٥ عاماً) بجائزة افضل ممثل مكافأة على تجسيده شخصية الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة ابراهام لينكولن ليصبح بذلك اول ممثل في تاريخ الأوسكار يفوز بجائزة التمثيل الرئيسية ثلاث مرات.
وفاز داي لويس المولود في بريطانيا والذي يحمل الجنسيتين البريطانية والايرلندية بكل الجوائز التي سبقت الأوسكار مثل «غولدن غلوب» وجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا). وسبق للويس أن فاز بأوسكار أفضل ممثل مرتين من قبل عن دوره في فيلم My Left Foot عام 1989 وThere Will Be Blood عام 2007.
أما جائزة «أوسكار أفضل ممثلة» فذهبت لجنيفير لورانس (22 عاماً) عن دورها كأرملة مضطربة في Silver Linings Playbook. وقد تعثرت الممثلة وسقطت على الدرجات المؤدية الى خشبة المسرح بعد الإعلان عن فوزها.
وحصد انغ لي المولود في تايوان جائزة أفضل مخرج عن فيلم Life of Pi وهي الثانية في مسيرته الفنية بعد «بروكباك ماونتن» في العام 2005.
وفازت آن هاثاواي بأولى جوائز أوسكار بالنسبة لها لتحصل على جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم (البؤساء) Les Miserables الذي اضطرت حتى تشارك في بطولته إلى انقاص وزنها وقص شعرها الطويل لأداء دور المومس فانتين في القصة الشهيرة.
وقالت وهي تنظر للتمثال الذهبي الذي كانت تحمله «لقد تحقق الحلم». وأضافت «أتمنى أنه في يوم من الأيام في المستقبل غير البعيد أن تصبح مآسي فانتين موجودة في القصص فقط وليس في الحياة الواقعية».
وحصل الفيلم النمساوي (الحب) Amour على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي والذي يتحدث عن زوجين مسنين يحاولان التكيف مع إصابة الزوجة بالجلطة لتحصل بذلك النمسا على الجائزة بعد أن ظل الفيلم يعرض في أوروبا والولايات المتحدة لشهور.
وقال المخرج بالانكليزية «شكراً جزيلاً لهذا الشرف الكبير» وشكر فريق فيلمه. وأضاف «أشكر ممثلي فيلمي الرائعين لأني من دونهما لم أكن لأتواجد هنا» متوجها الى جان-لوي ترانتينيان وايمانويل ريفا التي احتفلت الاحد بعيد ميلادها السادس والثمانين وكانت مرشحة في فئة افضل ممثلة. ويروى الفيلم الناطق بالفرنسية تفاصيل الصراع اليومي لزوجين باريسيين مسنين مع مواجهتهما اقتراب الزوجة من الموت.
وفاز نمساوي آخر هو الممثل كريستوف فالتز بجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم (تحرير جانغو) Django Unchained الذي يدور حول طبيب أسنان غريب الأطوار يتحول إلى صائد للمكافآت في فيلم من إخراج كوينتين تارانتينو.
وفاز تارانتينو الذي بدت عليه الفرحة الغامرة بجائزة أوسكار أفضل سيناريو عن الفيلم نفسه وأرجع الفضل إلى الممثلين الذين أضفوا الحياة على الشخصيات.
كما حصل فيلم Brave من إنتاج «بيكسار» عن أميرة اسكتلندية صاخبة على جائزة أوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة.
واختير الفائزون بجوائز الأوسكار عبر الاقتراع السري الذي شارك فيه نحو 5800 عضو بأكاديمية فنون وعلوم السينما ووزعت الجوائز أمام جمهور يتألف من 3300 ضيف فضلا عن عشرات الملايين الذين شاهدوا الحفل على شاشات التلفزيون في جميع أنحاء العالم.
ومن أبرز ما ميز الحفل كان مقدمه الممثل والمؤلف والمخرج سيث ماكفرلاين الذي أحيا السهرة بسلسلة من النكات، التي أثارت ردود فعل متفاوتة وتميزت بانتقادها للوسط الهوليوودي.
وافردت السهرة حيزا كبيرا للموسيقى مع مشهدين مكرسين للفيلمين الاستعراضيين «شيكاغو» و«البؤساء» في حين تم الاحتفاء بالذكرى الخمسين لانطلاقة جيمس بوند السينمائية مع اداء تشيرلي بيسيي لاغنية «غولدفينغر» الشهيرة. وفي سن السادسة والسبعين اثبتت المغنية في غناء مباشر انها لا تزال تملك الصوت لاطراب الجمهور الذي وقف لها مصفقا.
Leave a Reply