ستوكهولم، أوسلو – اختتم الإثنين الماضي في ستوكهولم موسم جوائز نوبل للعام 2010 مع الاعلان عن جائزة االاقتصاد بعد جوائز السلام والطب والفيزياء والآداب. والجائزة التي كانت الاكثر ترقبا هي جائزة السلام التي منحت الجمعة الماضي في اوسلو وكانت محط انظار الكثيرين لاسيما بعد المفاجأة الكبرى التي احدثها منح الجائزة للرئيس الاميركي باراك اوباما في العام 2009.
ويحصل الفائز بجائزة نوبل على جائزة مالية قدرها 10 ملايين كورون (1,5 مليون دولار) وميدالية ودبلوم، وتسلم الجوائز في ستوكهولم وفي اوسلو في 10 كانون الاول (ديسمبر) في ذكرى رحيل مؤسس هذه الجوائز المخترع السويدي الفرد نوبل.
وكان يتعين على اللجنة النروجية ان تختار هذا العام بين 237 مرشحا، وهو رقم قياسي، ومن بين هؤلاء منشقون صينيون ومخترعو الانترنت. وقد نال الجائزة المنشق الصيني ليو شياو بو، ما اعتبره المراقبون انه دليل على أن الغرب لا يمكنه استيعاب فكرة نهوض الصين.
وكان ليو (54 عاما) شوكة في جنب الحكومة الصينية منذ عام 1989 عندما انضم إلى الطلاب المتظاهرين في أيام الإضراب عن الطعام قبل أن يقمع الجيش حركة ميدان “تيانانمين” المؤيدة للديمقراطية وتعرض للسجن عدة مرات منذ ذلك الحين لحملته من أجل حرية التعبير والتحرر السياسي ويقبع الآن تحت الإقامة الجبرية. وقال محاميه شانغ باو جون انه غير قادر على الاتصال بليو شيا زوجة ليو. وقال شانغ نقلا عن رسائل عبر الانترنت “ليس لدي أي أخبار مباشرة.. انها على الارجح في المنزل مع قطع الاتصالات.. تحت المراقبة.. قالت انها تحت الاقامة الجبرية”.
وكانت جمعية “نوبل” في معهد “كارولينسكا” في السويد قد أعلنت عن فوز العالم البريطاني روبرت ادواردز المتخصص في علم الوظائف والذي شارك في ثورة علاجات التخصيب بجائزة نوبل للطب.
وفاز ادواردز (85 عاما) الباحث السابق بجامعة “كيمبردج” بجائزة هذا العام عن دوره في تطوير عمليات أطفال الانابيب الأمر الذي أثار حنق الفاتيكان.
وقال المعهد في بيانه “الانجازات التي حققها سمحت بعلاج أمراض الخصوبة وهي حالة طبية تؤثر على قطاع كبير من الناس تزيد على عشرة في المئة من الازواج على مستوى العالم”.
كما أعلنت اللجنة المانحة لجوائز “نوبل” الثلاثاء قبل الماضي إن عالمين من أصل روسي هما أندري جيم وكنستانتين نوفوسيلوف فازا بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2010 لتجاربهما المتعلقة بمادة كربونية ذات سمك متناهي الدقة. وحصل الباحثان، وهما من “جامعة مانشستر” في بريطانيا، على الجائزة تقديرا “لتجاربهما الرائدة فيما يتعلق بمادة الجرافين ثنائية الأبعاد”.
ومادة “الغرافين” مادة كربونية تتميز بالسرعة الفائقة لإلكتروناتها حتى في درجة الحرارة العادية، ومن ثم فمن المتوقع أن تسهم في زيادة سرعة أجهزة الكمبيوتر والشاشات التي تعمل باللمس، كما من المتوقع أن تزيح السليكون عن عرش أشباه الموصلات.
وذكرت اللجنة ان العالمين اثبتا ان الكربون حين يكون ذا سمك متناهي الدقة لا يزيد على سمك الذرة تصبح له خواص تنتمي الى عالم فيزياء الكم.
ومن جهة أخرى، فاز الاميركي ريتشارد هيك واليابانيان اي ايتشي نيغيشي وأكيرا سوزوكي بجائزة نوبل للكيمياء تقديرا لاعمالهم في مجال الكيمياء العضوية، على ما اعلنت في ستوكهولم الاكاديمية الملكية السويدية للعلوم. واشارت الاكاديمية الى ان العلماء الثلاثة منحوا الجائزة تقديرا لاعمالهم في مجال “تفاعل الازدواج المحفز بعنصر البالاديوم والمستخدم في الانتاج الصيدلاني الصناعي كالادوية مثلا والجزيئات المستخدمة في الصناعة الالكترونية”.
وحصل الكاتب الروائي البيروفي ماريو فارغاس يوسا على جائزة نوبل للآداب لعام 2010. وجاء فوز يوسا بالجائزة “بسبب أسلوبه في بناء السلطة وصوره الغنية للأفراد والمقاومة والثورة والهزيمة”، كما ذكرت اللجنة المانحة لجائزة نوبل للآداب. ويعتبر يوسا واحداً من أبرز الروائيين وكتاب المقالات في أميركا اللاتينية، وظهرت شهرته في ستينيات القرن العشرين. ومن بين أبرز أعمال ماريو فارغاس يوسا، المولود عام 1936 في مدينة أريكبا، الروائية “البيت الأخضر” و”حرب نهاية العالم”.
Leave a Reply