وستلاند
مقابل 100 دولار بإمكان هواة البحث عن «الأرواح»، الانضمام إلى جولات ليلية ستقيمها مجموعة مختصة بالبحث عن الظواهر الماورائية، داخل مستشفى مهجور للأمراض العقلية، ضمن مجمع «ألوويز» Eloise التاريخي في مدينة وستلاند (غرب ديترويت)، والذي يصفه البعض بأنه أحد أكثر المواقع المسكونة بالأشباح في ولاية ميشيغن. وستنظم مجموعة Detroit Paranormal Expeditions الجولات الاستكشافية الليليلة في 26 و27 نيسان (أبريل) الجاري و3 و4 أيار (مايو) المقبل، باستخدام أجهزة ومجسات متطورة لرصد الخوارق الطبيعية في المبنى التاريخي الذي شيد مطلع القرن العشرين وهجر بالكامل قبل أكثر من ثلاثة عقود.
وأكدت صحيفة «ديترويت فري برس» نقلاً عن جيف آدكنز، الشريك المؤسس للمجموعة، نفاد كافة تذاكر الجولتين الاستكشافيتين المقررتين في أبريل، علماً بأن الجولة الواحدة تتسع لـ30 مشاركاً فقط (فوق 18 عاماً).
وقال آدكنز: «الناس مهتمون عموماً بعالم الخوارق الطبيعية لأنه لايزال غير مفهوم بالنسبة لهم»، لافتاً إلى أن 20 دولاراً من ثمن التذكرة سيذهب ريعها إلى مؤسسات خيرية محلية.
وسبق للمجموعة أن نظمت جولات استكشافية أخرى في مجمع «ألوويز» وسط إقبال كثيف من هواة البحث عن الأشباح. وكان مستشفى الأمراض العقلية أحد عشرات المباني في المجمع الذي افتتحته مقاطعة وين عام 1839 لإيواء الأسر الفقيرة، وتشغيل أفرادها الأصحاء بالزراعة، ضمن سياسة إنتاجية كانت متبعة في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وبحلول العام 1913، أصبح المجمع مدينة مصغّرة تتمتع بشبه اكتفاء ذاتي بمساحة 900 أيكر، وفيها مستشفى للأمراض العقلية، ومساكن للمزارعين الفقراء ومكتب بريد، وحقل تبغ، وخيم بلاستيكية للزراعة، ومصنع تعليب، وحظيرة لتربية الخنازير، وقسم شرطة وإطفاء ووسائل نقل مشتركة إضافة إلى مصنع لإنتاج الكهرباء إضافة إلى متاجر ومرافق ترفيهية متنوعة.
نما المجمع باضطراد ليصل عدد سكانه من 35 شخصاً عام 1839 إلى نحو 10 آلاف بحلول ثلاثينات القرن الماضي قبل أن تبدأ أعدادهم بالانخفاض لاسيما مع التوقف التام للنشاطات الزراعية بحلول عام 1958.
كما بدأ إخلاء مستشفى الأمراض العقلية عام 1973، ليتحول إلى مستشفى عام لمحدودي الدخل قبل أن يهجر تماماً بحلول عام 1986.
والجدير بالذكر أن المجمع في ذروته، كان يضم 87 مبنى، لم يتبق منها سوى أربعة بينها مستشفى الأمراض العقلية، إضافة إلى مقبرة «ألوويز»، فيما تمت إعادة استثمار مساحات واسعة من المجمع المطل على شارع ميشيغن أفنيو بين شارعي هنري رافّ ومريمان، على حدود مدينة إنكستر المجاورة لديربورن هايتس.
أما بشأن المزاعم التي تزعم أن أطلال المجمع ومقبرته مسكونة بالأشباح، فتعززها قصص الرعب والصور المتناقلة عبر الأجيال عن معاناة المرضى والمزارعين من الاكتظاظ والإهمال وسوء المعاملة، إضافة إلى التجارب الطبية التي أدت إلى وفاة الكثيرين من سكان المجمع.
وكان مجلس مفوضي مقاطعة وين قد أقرّ بالإجماع –في حزيران (يونيو) 2018– بيع المجمع المهجور وعقارات مجاورة له بمساحة إجمالية تقدر بحوالي 28 أيكراً، إلى شركة للتطوير العقاري، مقابل دولار واحد. وبدورها، ستقوم الشركة باستثمار ما لا يقل عن 20 مليون دولار لبناء حي سكني جديد لمحدوي الدخل يضمّ مجمعاً للمسنين.
Leave a Reply