إعداد خليل رمَّال
قام حاكم فلوريدا السابق جيب بوش يوم الثلاثاء باتخاذ الخطوة الأكثر تأكيداً والتي تظهِر عزمه على الترشح للرئاسة الأميركية، وذلك من خلال الإعلان عن جهده الحثيث «لاستطلاع إمكانية القيام بحملة وتشكيل هيئة عمل إنتخابية سياسية» تسمح له بجمع التبرعات من نظرائه الجمهوريين.
جيب بوش |
ففـي رسالة بمناسبة الأعياد نشرها على صفحته على «الفـيسبوك» وحسابه على «تويتر»، قال إبن وشقيق الرئيسَيْن الجمهوريَين السابقيَن انه ناقش «مستقبل أمتنا واحتمال الرهان على سباق البيت الأبيض» مع أفراد عائلته فـي عطلة عيد الشكر.
وجاء فـي رسالته «ونتيجة لهذه الأحاديث والإعتبار المتأني لهذا النوع من القيادة القوية التي أعتقد ان أميركا تحتاجها، قررت أن أعمل بجد على استطلاع إمكانية ترشيح نفسي للرئاسة فـي الولايات المتحدة». وأردف فـي رسالته انه سيبدأ بانشاء لجنة قيادية خاصة للعمل السياسي فـي شهر كانون الثاني (يناير)، والتي سوف تسمح له بجمع الأموال واستخدامها لدعم المرشحين فـي السباقات الأخرى.
واستطرد بوش «ان الهيئة ستقوم بمساعدتي على إدارة النقاشات مع المواطنين فـي جميع أنحاء أميركا حول أهم التحديات الحرجة التي تواجه الأمة. والغرض من هيئة العمل السياسي سيكون دعم القادة والأفكار والسياسات التي من شأنها توسيع الفرص والازدهار لجميع الأميركيين».
ويعتبر المراقبون ان بيان يوم الثلاثاء الماضي هو احدث إشارة وأكثر قطعية على مخطَّط جيب بوش ليصبح العضو الثالث فـي عائلته للخدمة العامة كرئيسٍ للبلاد.
كذلك ألمح جيب الى قرب قفزه للسباق الرئاسي عندما تحدث فـي مستهل حفلة التخرج فـي جامعة ولاية كارولينا الجنوبية يوم الاثنين الماضي، وقال للخريجين الجدد انه ينبغي عليهم تجنب الاندفاع لتقليد خط حياتهم على نمط حياة آبائهم، وأضاف «فـي الأشهر المقبلة، آمل أن أقوم بزيارة العديد منكم وإجراء محادثات حول استعادة وعد أميركا».
وقالت كريستي كامبل المتحدثة باسم بوش، «انه لم يتخذ بعد قراراً نهائياً بشأن ما إذا كان سيطلب ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة فـي عام ٢٠١٦، مؤكدةً انه سيعلن قراره العام المقبل بعد قياس حجم التأييد لدعم ترشيحه وهذه هي الخطوة التالية الطبيعية، وتمثل مرحلة جديدة من عملية الدرس والتمحيص. وسوف تشمل هذه المرحلة توسيع العمليات السياسية لبوش الثالث».
الحزب الديمقراطي يطلق النار بعد دقائق من إعلان بوش
«أليس هذا ما كان يقوم به طوال الوقت؟» سأل مدير الاتصالات فـي اللجنة الوطنية للحزب مو الليثي، مضيفاً «أنا لا أعرف ما هو الفرق بين» التفكير بالترشح والعمل بجد على استكشاف إمكانية الترشح، ولكني اشتبه أن ذلك يحوم كثيراً حول إبقاء إسمه فـي دائرة الأخبار.
وأكد الليثي «ولكن كما ترون. ليس هناك إغفال عن هذه الحقيقة البسيطة: احتضن جيب بوش تماماً الأجندة الاقتصادية الفاشلة التي يستفـيد منها عدد قليل فقط على حساب الطبقة الوسطى. هذه الحقيقة لن تتغير مهما اختلفت وتعددت الطرق التي يصرح فـيها انه قد يرشح نفسه».
ومن المؤكد ان يتردد صدى إعلان بوش فـي جميع أروقة الحزب الجمهوري السياسية ويبدأ فـي فرز اسماء فـي حقل من الطامحين الكثر يتضمن أكثر من عشرة مرشحين محتملين، لكن أياً منهم لم يعلن رسمياً بعد عن نواياه لشن حملة رئاسية.
وإذا قرر بوش فـي نهاية المطاف الترشح للرئاسة، يمكنه الاستفادة من شبكة عائلته السياسية الواسعة التي سوف تجذب الى حملته دعماً قوياً من المانحين أنفسهم الذين يسعى الجمهوريون التقليديون كبوش – من أمثال حاكم ولاية نيو جيرسي كريس كريستي – لاستعمال ذخيرتها المالية الكبيرة لتحريك عربات ترشيحهم.
ولترشيح بوش أيضاً قدرة على التأثير فـي طموح سناتور فلوريدا ماركو روبيو، الذي برز من خلال عمله فـي الولاية واحداً من كبار مؤيدي بوش وهو يدرس حالياً ما اذا كان يسعى لإعادة انتخابه لمجلس الشيوخ أو الترشح للرئاسة فـي عام ٢٠١٦.
وقال ريتشارد شوارم، رئيس الحزب الجمهوري السابق فـي ولاية ايوا، انه يتوقع ان يخوض بوش انتخابات ايوا، كما فعل والده وشقيقه. وكان شوارم بين أقرب أنصار جورج دبليو بوش، ومن بين أولئك الذين ذهبوا إلى أوستن، فـي تكساس، من أجل تجنيد حاكم ولاية تكساس انذاك فـي عام ١٩٩٩.
وقد بدا بوش يتصرف فعلاً كمرشح رئاسي وليس مجرد مستطلع. فقد قال فـي مقابلة تلفزيونية نهاية الأسبوع الماضي انه سيكون رئيساً جيداً، وكشف أنه كان يؤلف كتاباً إلكترونياً (إي بوك) عن الفترة التي قضاها حاكماً ومن شأنه أن يبصر النور فـي فصل الربيع المقبل، كما وعد بالإفراج عن حوالي ٢٥٠ الف من رسائل البريد الإلكتروني حول فترة ولايته فـي منصب الحاكمية. وخلال ولايتيه كحاكم ولاية فلوريدا، دفع بوش باتجاه خفض الضرائب الكبيرة، وأصلح نظام التعليم فـي الولاية، وقاد حملة للقضاء على السياسات القائمة على المتعلقة بالقبول فـي الجامعات والإنفاق الحكومي.
وكان قطب العقارات دونالد ترامب قد ألقى قنبلة كلامية أمام بوش قائلا «أنا جمهوري لكن آخر شيء نحتاجه هو بوش آخر. وموقفه من الهجرة أمر مثير للسخرية».
ومنذ ترك منصبه، واصل بوش سياسة الدفاع عن تغييرات أكثر إلى المدارس فـي البلاد، بما فـي ذلك اعتماد معايير جديدة للتعليم المعروفة باسم الأساسيات المشتركة. وأثارت تلك المعايير حفـيظة المحافظين الذين ينظرون إليها باعتبارها تدخُّل حكومي فـي الفصول الدراسية المحلية. ولكن رغم ذلك واصل بوش الدعوة الحاسمة لإصلاح النظام التعليمي فـي البلاد، وفـي نفس الوقت سعى لإيجاد أرضية مشتركة مع المعارضين بالقول ينبغي أنْ يُسمَح للولايات بتطوير برامج تعليمها الخاصة بها. وقال شوارم فـي حين يحمل بوش بعض المواقف التي لا تستقيم جيداً مع بعض نشطاء الحزب الجمهوري، مثل معايير الأساسيات المشتركة، «أعتقد أنهم سوف يدركون صدقه ونزاهته عبر التحدث علناً عما يجول فـي ذهنه وهذا يظهر شجاعة قناعاته».
كذلك تلقى بوش اطلاق النار السياسي عليه من قبل اليمينيين على موقفه من الهجرة، والذي يتوافق بشكل وثيق مع موقف الرئيس باراك أوباما.
نقلاً عن اسوشيتد برس و«ميل اون لاين»
Leave a Reply