ديربورن – «صدى الوطن»
أسفر سباق «المحكمة ١٩» في ديربورن عن فوز دراماتيكي للمحامي جين هانت، وذلك بعد أن أعلن موقع مدينة ديربورن الإلكتروني في وقت متأخر من ليل الثلاثاء الماضي، فوز المحامية سوزان دباجة، ليتبين لاحقاً أنه لم يتم احتساب أصوات الاقتراع الغيابي بعد، والتي لعبت دوراً حاسماً في تحديد هوية الفائز بمنصب القاضي الثالث في محكمة ديربورن.
جين هانت وعائلته بعد إعلان النتائج في قاعة «بارك بلايس»(صدى الوطن) |
وكانت نتيجة فرز صناديق الاقتراع قد أظهرت تقدم رئيسة المجلس البلدي سوزان دباجة على منافسها بحوالي 1100 صوت، ولكن فرز الأصوات الغيابية قلب الآية رأساً على عقب، وتقدم هانت بواقع 17403 مقابل 16982 صوتاً لدباجة ليحسم السباق المحموم لصالحه.
ومع إعلان الأرقام الأولية، وفوز دباجة، خيّم الحزن على مؤيدي هانت الذين تجمعوا في صالة «بارك بلايس» للاحتفال بنصر مرشحهم، حتى أنه لم يبق منهم سوى 15 شخصاً برفقة هانت الذي قرر البقاء بعد أن تناهى إلى أسماعه أن الأصوات الغيابية لم تحتسب بعد.
وتجدر الإشارة إلى أن «صدى الوطن» -التي كانت تتابع نتائج الانتخابات المحلية والوطنية على مدار الساعة وتنشرها تباعاً على صفحتها على «فيسبوك»- قد قامت بنشر خبر فوز دباجة بمنصب القاضي في محكمة ديربورن، قبل أن تقوم لاحقاً وبعد حوالي الساعة بنشر خبر فوز هانت الذي عبر في حديث مع صحيفتنا عن مفاجأته بالتحول الدراماتيكي في نتائج الانتخابات.
وقال: «انطلاقاً من التفكير أنني فقدت الشعور بالبهجة، وهو شعور لم اختبر له مثيلاً في حياتي.. لا يمكنني شرح ذلك. لقد أردت أن تكون حملتي نظيفة، وأردت أن أتحدث عن نفسي، ولقد فعلت ذلك. أشعر بالتواضع الكبير للدعم الذي نلته والأشخاص الرائعين الذين ساعدوني».
ويعتبر سباق محكمة ديربورن الأخير من أكثر السباقات القضائية حماوة في تاريخ المدينة، وقد تخلله تهجمات سلبية حاولت النيل من كلا المرشحين، هانت ودباجة. ولكن المتطوعين في حملة هانت أشاروا إلى أنهم لم يواجهوا أية مشاكل في يوم الانتخابات، الثلاثاء الماضي، وقال أحدهم ويدعى باتريك دامبريجيو: «كل شيء سار على ما يرام». وأضاف: «أعتقد أن إقبال الناخبين مهم للغاية، وهو ما تراه حاصلاً اليوم، فالجميع يأتون ويدلون بأصواتهم وهذا هو جوهر العملية، بغض النظر عن الربح أو الخسارة، على الناس أن يصوتوا لمن يرونه مناسباً».
من جانبها، أكدت كارول هانت، أن العديد من أنصار زوجها قد عادوا إلى قاعة «بارك بليس» ليشاركوا هانت بفرحة النصر بعد أن سمعوا النتائج الرسمية، وقالت: «لقد صعقني الشعور بالفرح، لقد عملنا بهمة كبيرة من أجل حملة نظيفة، ولكن هذا السباق كان دراماتيكياً من بدايته وحتى اللحظات الأخيرة من نهايته».
وقالت ابنته ليندسي لافوند إن شخصية والدها الحقيقية قد ظهرت خلال حديثه في «خطاب الإقرار بالهزيمة» في أعقاب صدور النتائج الأولية. وأضافت: «في خطاب الإقرار ذاك، حيث كان يظن أنه خسر الانتخابات، قال: أنا ما أزال جين هانت نفسه الذي لن يتغير، وقد كان ذلك صحيحاً لأنه في نهاية المطاف وبغض النظر عن الحملة التي أدارها فقد كان قادرا على أن يغادر وأن يبقى نفس الشخص الذي كانه قبل صدور النتائج».
في الأثناء، كانت المرشحة الخاسرة سوزان دباجة والمئات من مناصريها يعيشون بدورهم تلك اللحظات الدراماتيكية في مطعم «لا بيتا» في غرب ديربورن، حيث اكتشفوا في اللحظات الأخيرة أن النتيجة لم تكن لصالحها، مع الإشارة إلى أن دباجة وفريقها كانوا قد نبهوا المحتشدين الذي ابتهجوا بصدور النتائج الأولية إلى أن الأصوات الغيابية لم تحتسب بعد، وكانت الكثير من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي قد أعلنت فوزها.
وبعد صدور النتائج الرسمية تعكر مزاج مناصري دباجة الذين توجهت لهم رئيسة المجلس البلدي بالقول: «لم يكن بمقدوري أن اختار جمهوراً أفضل منكم لكي أكون معكم في هذه الليلة». وأضافت: «مع هذه النتيجة أشعر أنني على ما يرام وسأقول لكم لماذا.. لأنني أعلم أننا فعلنا كل ما يمكننا فعله، وأشعر بالارتياح لعلمي أنني أعطيت كل شيء يمكن أن أعطيه، لقد أدرنا حملة قوية ونظيفة ومحترمة، وآمل أن نمضي قدماً ونحن موحدين».
وسوف تستمر دباجة بتولي مسؤولياتها كرئيسة لمجلس بلدية ديربورن حتى نهاية ولايتها على رأس المجلس في كانون الأول (ديسمبر) 2017.
أما هانت، فسوف ينضم لفريق القضاة في محكمة ديربورن التي يرأسها القاضي العربي الأميركي سالم سلامة مطلع العام المقبل. وسيشغل هانت مقعد القاضي وليام هلتغرين الذي سيتقاعد مع نهاية العام 2016.
Leave a Reply