ديربورن
هزّ مقتل طفلة عربية أميركية في مدينة ديربورن يوم الأحد الماضي، أبناء المجتمع المحلي، إثر تعرضها لحادثة دهس مروعة أدت إلى مصرعها، فيما فرّ الجاني من مكان الحادثة وظل متوارياً عن الأنظار لمدة أربعة أيام قبل أن يسلم نفسه لشرطة المدينة صباح الأربعاء المنصرم، بعد تعميم صورته ورصد مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات تساعد في إلقاء القبض عليه.
وكانت الطفلة بتول حيدر الفداوي (6 سنوات) في زيارة لبيت جدتها الكائن على شارع بينغهام (الكتلة 7600) في شرق ديربورن، حين صدمتها سيارة من طراز «شيفروليه إكوينوكس»، ولاذت بالفرار، حوالي الساعة الثالثة عصراً.
وتم إسعاف الفداوي إلى أحد المستشفيات المحلية، إلا أنها فارقت الحياة بعد وقت قصير من وصولها، متأثرة بمضاعفات حادثة الدهس، حسبما أفادت شرطة ديربورن.
وكان السائق المشتبه به بدهس الفداوي قد لاذ بالفرار بعد صدم الطفلة، وبدأت الشرطة بالتحقيق والبحث في كاميرات المراقبة المتواجدة في الشارع، وتمكنت خلال وقت قصير من التعرف على المشتبه به، وهو جيون كولينز (18 عاماً)، وهو أميركي من أصول إفريقية.
وبعدما رصدت السلطات مكافأة مالية بمقدار خمسة آلاف دولار لمن يدلي بمعلومات تساهم في إلقاء القبض عليه، حضر كولينز شخصياً برفقة أحد أقاربه إلى مقر الشرطة وقام بتسليم نفسه طواعية.
وأكد قائد شرطة ديربورن، رونالد حداد بأن التحقيق لايزال جارياً لمعرفة ملابسات الحادث، وقال: «بوجود المتهم في الحجز، من المهم أن نذكر أن هذا التحقيق قائم ومستمر»، واعداً باطلاع الجمهور على آخر المستجدات «حين تقتضي الحاجة لذلك».
وأرسل حداد بتعازيه لأسرة الضحية، مؤكداً حرص دائرته على ملاحقة المخالفين للقوانين.
وأقيم مجلس عزاء الفداوي –الإثنين الماضي– في «دار الحكمة الإسلامية» بديربورن هايتس، بمشاركة مئات المعزين الذين أظهروا تعاطفهم الشديد مع ذوي الضحية، وأعربوا عن استيائهم المتزايد من آفة القيادة المتهورة في الديربورنين.
وفي اليوم التالي، احتشد عشرات المتعاطفين مع أسرة الضحية في موقع الحادث على شارع بينغهام حيث أضيئت الشموع ورفعت الصلوات لراحة نفس بتول.
وتعاني الأحياء الشرقية في ديربورن من انتشار سلوكيات القيادة المتهورة التي عادة ما تتسبب بحوادث مرورية أو إصابات أو وفيات.
وتعتبر القيادة المتهورة إحدى التحديات المستعصية في المدينة، وقد ظهر ذلك بوضوح خلال حملات المرشحين في الانتخابات البلدية الأخيرة، حيث تعهد معظم المتنافسين بمكافحة هذه الآفة الخطيرة، دون أن يذكروا طريقة محددة للقيام بذلك.
يُشار إلى أن مدينة ديترويت المجاورة عمدت إلى مكافحة ظاهرة القيادة المتهورة عبر تركيب آلاف المطبات داخل الأحياء السكنية في جميع أرجاء المدينة، وهو ما أدى إلى كبح القيادة السريعة وتراجع معدل الحوادث المرورية بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. ومن غير المعروف ما إذا كانت ديربورن ستلجأ إلى سياسة مماثلة للحد من خطر القيادة المتهورة في أحياء المدينة.
Leave a Reply