صدمة في الجالية .. ومشروع قانون في الكونغرس لمنع تكرار المأساة
ديربورن
صُعقت الجالية العربية في منطقة مترو ديترويت بنبأ فاجع تكّشف –فجر الأحد الماضي– عن مصرع عائلة عربية أميركية كاملة، إثر تعرضها لحادث مروري مروّع، وصلت أصداؤه إلى الكونغرس الأميركي عبر تقديم مشروع قانون ينص على تزويد السيارات الجديدة بأجهزة لفحص مستوى الكحول في الدم قبل السماح بتشغيل المركبات.
وكانت أسرة المحامي عصام عباس في طريق عودتها إلى منزلها الكائن بمدينة نورثفيل بولاية ميشيغن، بعد قضائها عطلة نهاية العام في ولاية فلوريدا، عندما صُدمت السيارة التي كانت تقلهم بسيارة سائق مخمور كان متجهاً عكس السير بسرعة جنونية، ما أدى إلى اندلاع النيران في المركبتين ومقتل جميع من بداخلهما.
وفي التفاصيل، أوردت شبكة «فوكس» الأخبارية –الثلاثاء الماضي– أن جوي لي بايلي كان يقود شاحنة (بيك آب) من نوع «شيفروليه»، تحت تأثير الكحول، وكان متوجهاً بها عكس السير بسرعة جنونية على الطريق السريع «75» عندما اصطدم بسيارة العائلة اللبنانية المنحدرة من مدينة بنت جبيل في الجنوب اللبناني.
وقد نجم عن التصادم المروع اشتعال النيران بالسيارتين ومصرع كل من بداخلهما.
وهم المحامي عصام عباس (42 عاماً) وزوجته الدكتورة ريما (38 عاماً) وأبناؤهما الثلاثة علي (14 عاماً) وإيزابيلا (13 عاماً) وجيزيل (7 أعوام)، إضافة إلى بايلي (41 عاماً) الذي تبين أنه كان يعمل في أحد مصانع «تويوتا» للسيارات بولاية كنتاكي.
وظهر الثلاثاء الماضي، وُريت جثامين الأبوين وأولادهما الثلاثة الثرى في مقابر «ميموريال غاردنز» الإسلامية، بمدينة وستلاند، بحضور حشد كبير من المشيعين من جميع أطياف الجاليات العربية في منطقة ديترويت. وقد شهدت أيام الأحد والاثنين والثلاثاء الماضية، تقاطر الآلاف من أبناء الجالية العربية بمنطقة مترو ديترويت لتقديم واجب العزاء لآل عباس في «المركز الإسلامي في أميركا» بديربورن، في ظاهرة غير مسبوقة، بحسب ما أكد ناشر «صدى الوطن»، الزميل أسامة السبلاني لبعض وسائل الإعلام الأميركية المحلية.
وكان أقارب الضحايا وذووهم قد تمنوا على المشيعين والمعزين عدم إحضار أكاليل الزهور إلى الجنازة أو صالة العزاء، والتبرع بأثمانها –بدلاً عن ذلك– لمنظمة «أمهات ضد القيادة المخمورة» MADDعلى الموقع الالكتروني: https://www.madd.org
صحيفة «صدى الوطن» كانت أول من نشر خبر ذلك الحادث الأليم الذي سرعان ما تناقلته مئات الصفحات الاجتماعية على مواقع السوشال ميديا، والذي حظي بمئات المشاركات و بآلاف التعليقات التي أظهرت التعاطف مع أهالي الضحايا، وتقدمت لهم بواجب التعزية.
وكان الفقيد عصام عباس يعمل كسمسار عقارات، فيما كانت زوجته ريما تعمل طبيبة في مستشفى «بومانت» الذي أبرق لـ«صدى الوطن» بياناً صحفياً نعى فيه الطبيبة عباس وأشاد بمناقبها الإنسانية والمهنية. وجاء فيه: «إننا نشعر بالأسى العميق لفقدان الدكتورة عباس، المأساوي، وفقدان زوجها وأولادهما. لقد كانت أماً رؤوماً وطبيبة مخلصة». وأضاف المدير الطبي الصحي في المستشفى، الدكتور ديفيد وود، في البيان: «إن قلوبنا مع عائلتها وأصدقائها ومرضاها، في هذا الوقت العصيب».
كما أصدر مركز «أكسس» بياناً، جاء فيه: «لقد أدمت قلوبنا أنباء ذلك الحادث المروّع. وفقدان أسرة عباس ليس خسارة لعائلتها فقط، وإنما هو خسارة لأكسس ولكامل المجتمع العربي الأميركي».
وأضاف المدير التنفيذي للمركز، حسن جابر، في البيان: «لقد عاشت أسرة عباس بتطلعات استثنائية، وكرست مواهبها لتحسين حياة كل شخص عرفته. لا توجد كلمات تعبر عما كانوا يعنونه لأكسس ولمجتمعنا.. سوف يبقون في ذاكرتنا إلى الأبد».
وتقام ذكرى أسبوع العائلة الفقيدة عند الساعة الرابعة عصر يوم الأحد 13 كانون الثاني (يناير) في «المركز الإسلامي في أميركا» بمدينة ديربورن.
وفي بادرة منها لمنع تكرار مأساة عائلة عباس، تقدمت عضو مجلس النواب الأميركي النائبة الديمقراطية عن ديربورن، ديبي دينغل، بمشروع قانون ينص على تزويد السيارات الجديدة بأجهزة لفحص مستوى الكحول في الدم قبل السماح بتشغيل السيارة، مع الإشارة إلى أن هذه الأجهزة معتمدة في بعض الولايات لمراقبة المدانين بالقيادة تحت تأثير الكحول.
وقالت دينغل في طرحها للمشروع أمام مجلس النواب الخميس الماضي: «إذا تمكنا من تفادي موت منع شخص واحد على الطرق، وجعل الناس يفكرون مرتين قبل أن يجلسوا خلف المقود حين لا ينبغي لهم ذلك –حتى عندما يكونون ثملين قليلاً ويظنون أنهم سيكونون على ما يرام– فعندئذٍ ألا نكون قد نجحنا؟».
وأضافت «أنا أعلم أن البعض سيقول إن هذا عبء كبير (على صناعة السيارات). وهذا لن ينجح. لماذا يتعين علينا فعل ذلك؟ لكنني سأنظر في عيونهم وأقول: ما من مجتمع يستحق أن يشعر بما شعر به مجتمعنا هذا الأسبوع» في إشارة إلى الفاجعة التي ألمت بمجتمع الجالية العربية.
وتابعت «لا شيء سيعيد عائلة عباس. ولكن حياتهم كانت أكثر أهمية من أن يطويها النسيان».
وختمت دينغل كلامها بالقول: «مجتمعنا سوف يفتقدهم بشدة، لكننا نحتاج إلى التأكد من أن موتهم ليس عبثياً. نحن ملتزمون بإحياء ذكراهم وذكرى آخرين نعرفهم بمحاولة منع فقدان حياة أخرى بهذه الطريقة اللامنطقية».
Leave a Reply