ديترويت – بعد ما يقرب من ثمانية أسابيع من التوقف، أعلنت شركات صناعة السيارات الثلاث «جنرال موتورز» و«فورد» و«فيات كرايسلر»، عن استئناف الإنتاج في مصانعها بولاية ميشيغن يوم 18 أيار (مايو) الجاري، وذلك بعد قرار حاكمة الولاية غريتشن –الخميس الماضي– بالسماح بعودة النشاط الصناعي في الولاية في ظل تراجع وباء كورونا المستجد.
وكانت شركة «جنرال موتورز» قد أبلغت جميع عمالها المنتسبين لـ«اتحاد عمال السيارات» UAW، أنها تخطط لإعادة تشغيل بعض منشآتها الصناعية بالتنسيق مع حكومة ميشيغن ومسؤولي نقابة عمال السيارات، إضافة إلى قاعدة الشركات المورّدة.
وجاءت موافقة ويتمر على استئناف النشاط الصناعي، ابتداء من يوم الاثنين المقبل (11 مايو)، لإعطاء مهلة أسبوع للشركات المورّدة كي يتسنى لها إمداد مصانع السيارات بالمواد والقطع الضرورية لعودة الإنتاج بحلول 18 مايو.
كذلك، قالت شركتا «فيات كرايسلر» و«فورد»، إنهما تخططان لاستئناف إنتاج السيارات، في الموعد نفسه.
توقّف إنتاج الشركات الثلاث في الولايات المتّحدة خلال شهر مارس الماضي، مع ارتفاع عدد الإصابات بمرض «كوفيد–19».
وقالت ويتمر في بيان «هذه أنباء طيبة لولايتنا وأعمالنا وعائلاتنا العاملة»، مؤكدة أن أزمة كورونا لم تنته بعد، و«لكن هذه خطوة مهمة إلى الأمام» لإعادة فتح القطاعات الاقتصادية بشكل آمن ومسؤول، مؤكدة أنها ستواصل العمل على مدار الساعة لضمان اعتماد أفضل الإجراءات الوقائية لحماية العمال من عدوى «كوفيد–19».
من جانبه، قال روري غامبل رئيس اتحاد عمال السيارات في بيان، إن النقابة ستواصل الحوار مع شركات السيارات للتأكد من تطبيق كافة الإجراءات الوقائية «لحماية صحة وسلامة أعضائنا وعائلاتهم ومجتمعاتهم بينما ننتقل بحذر إلى المرحلة التالية من محاربة هذه الجائحة مع إعادة فتح المصانع».
وبعد معارضة حالت دون استئناف الإنتاج، أعطت نقابة عمّال السيّارات، موافقتها الضمنيّة على إعادة تشغيل الإنتاج في أميركا الشمالية في 18 مايو، فيما يعمل مشرعون في الكونغرس على إعداد خطة إنقاذية لصناعة السيارات.
وبمجرّد استئناف الإنتاج، سيكون السؤال هو مدى سرعة انتعاش الطلب الأميركي على السيّارات، حيث يتوقّع بعض التجّار تخفيضات كبيرة لجذب المستهلكين إلى صالات العرض خلال الفترة القادمة.
ويأتي ذلك، فيما أعلنت «جنرال موتورز» عن أرباح فصلية أقوى من المتوقّع خلال الربع الأول من العام الحالي بمبيعات بلغت 33.4 مليار دولار، ما أدّى إلى ارتفاع أسهمها خلال تداولات الأسبوع الماضي، بحسب «رويترز».
وتراجعت إيرادات الشركة بنحو 6.2 بالمئة لتصل إلى 32.7 مليار دولار، كما انخفضت مبيعات «جنرال موتوزر» في الولايات المتحدة بنحو 7 بالمئة نتيجة تأثيرات جائحة «كوفيد–19». وفي حين تفاوتت التأثيرات على المبيعات بين المناطق الجغرافية، إلا أن الطلب على مركبات «البيك–أب» بقي قوياً بالنسبة للعديد من الوكلاء.
وكانت الشركة الأميركية قد علّقت في السابق توقّعات أرباحها لعام 2020، بسبب عدم اليقين بشأن تفشّي الفيروس. وقالت المديرة الماليّة، ديفييا سورياديفارا، في بيان صحفي: «مع مستوى عدم اليقين والضبابية الحاليّة، من السابق لأوانه معرفة متى يبدأ الاقتصاد في الانفتاح مرّة أخرى».
لكنّها قالت: إن «الربع الثاني سيكون الأكثر تضرّراً» مع إغلاق إنتاج أميركا الشمالية معظم هذه الفترة. وقالت، إن جائحة الفيروس التاجي قلّلت أرباح الشركة في الربع الأوّل الذي يمتد من مطلع العام حتى نهاية آذار (مارس) بمقدار 1.4 مليار دولار.
Leave a Reply