لانسنغ
في محاولة منها لمعالجة أزمة حفر الطرقات المنتشرة في جميع أنحاء الولاية، أمرت الحاكمة غريتشن ويتمر، الثلاثاء الماضي، وزارة النقل في ميشيغن بتسريع عملية إصلاح الحفر بجميع الوسائل المتاحة.
ويأتي قرار الحاكمة التي تعهدت خلال حملتها الانتخابية عام 2018 بـ«إصلاح الطرق اللعينة»، مع تزايد سخط السكان على الانتشار غير المسبوق للحفر بعد تقلبات الطقس الحادة خلال الأسابيع الأخيرة.
وستشمل الإجراءات الجديدة –بحسب ويتمر– زيادة أجور ساعات العمل الإضافي لطواقم الصيانة، والتعاقد مع المزيد من المقاولين، إلى جانب توفير التمويل اللازم لدوائر النقل في المدن والمقاطعات بأسرع وقت ممكن من أجل صيانة الطرقات المحلية، في حين ستتولى وزارة النقل في ميشيغن، إصلاح الطرقات الرئيسية التي تحمل أحرف M أو I أو US (مثل: I–75 ،M–39 ،US–23).
ويتضمن قرار ويتمر أيضاً، توجيه شرطة الولاية لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين طواقم الصيانة على الطرقات، فضلاً عن مطالبتها وزارة النقل بالاستجابة الفورية لشكاوى السائقين والإسراع في إصلاح الحفر التي يقومون بالإبلاغ عنها.
وقالت ويتمر التي تستعد لخوض الانتخابات للاحتفاظ بمنصبها في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم: «إن تلف السيارات الناتج عن القيادة فوق الحفر في الطريق إلى العمل أو المدرسة أمر محبط لجميع سكان ميشيغن»، مؤكدة أنه «يجب ألا تضطر أية أسرة إلى إنفاق أموالها التي اكتسبتها بشق الأنفس على إصلاح إطار مثقوب أو محور مكسور بسبب هذه الحفر».
وأضافت: «لهذا السبب أقوم بتوجيه وزارة النقل بالولاية لتسريع إصلاحات الحفر»، مقرّة بأن هذا القرار، الذي لم تحدد كلفته بعد، يرمي إلى معالجة مشكلة الحفر على المدى القصير، لكنها تعهدت أيضاً بمواصلة جهودها لإيجاد حلول طويلة الأمد لإصلاح طرقات الولاية.
وقالت ويتمر إنه منذ توليها منصب الحاكم، قامت الولاية بإصلاح أو استبدال أو إعادة بناء أكثر من 13 ألف ميل من الطرقات وأكثر من 900 جسر، مضيفة أنها طلبت في مقترحها لموازنة السنة المالية القادمة، زيادة تمويل وزارة النقل في ميشيغن بمليار دولار إضافي.
وكانت إدارة الحاكمة الديمقراطية قد استدانت مطلع العام 2020 مبلغ 3.5 مليار دولار، بغرض إصلاح شبكة الطرقات المتهالكة على مدى خمس سنوات، وذلك بعد امتناع الأغلبية الجمهورية في مجلس الولاية التشريعي، عن الموافقة على مقترحها بزيادة ضريبة الوقود بمقدار 45 سنتاً للغالون الواحد من أجل تحسين الطرقات.
موسم غير مسبوق
وتسببت التقلبات الحادة في درجات الحرارة، خلال شهر شباط (فبراير) الماضي، بأضرار بالغة لمعظم الطرقات في منطقة ديترويت الكبرى، مثيرةً قلق واستياء السكان الذين بات يتوجب عليهم قيادة سياراتهم بحذر شديد لتجاوز الحفر المنتشرة على نطاق واسع وخطير.
وعادة ما تعاني الطرقات في ولاية ميشيغن من ظهور الحفر بمختلف الأحجام في مثل هذا الوقت من السنة، غير أن موسم الحفر هذا العام يبدو أسوأ بكثير من المعتاد بسبب تقلبات الطقس وتقادم الطرقات.
وبحسب وزارة النقل في ميشيغن، تتشكل حفر الطرقات نتيجة تسرب مياه الأمطار والثلوج إلى التربة تحت الإسفلت، حيث يؤدي انخفاض درجة الحرارة إلى تجمد المياه المتسربة مما يتسبب بتمدد التربة وارتفاعها فتدفع بذلك، الإسفلت نحو الأعلى. وعند ارتفاع درجة الحرارة مجدداً تتراجع التربة إلى مستواها الطبيعي مخلفةً فراغاً بينها وبين الإسفلت. ثم سرعان ما يتسبب مرور السيارات، لاسيما الشاحنات الثقيلة، بتشقق الإسفلت وانهياره فوق الفجوة الناتجة عن عملية تمدد التربة، فتظهر إثر ذلك حفر الطرقات التي تأخذ بالاتساع كلما مرت عليها السيارات.
والجدير بالذكر أن الطرقات في ميشيغن تعتبر من الأسوأ في الولايات المتحدة نتيجة عدة عوامل محلية، من بينها، أحوال الطقس والأوزان الثقيلة المجازة للشاحنات فضلاً عن سوء الرقابة الحكومية على أعمال شركات البناء التي تتولى بناء وصيانة الطرقات، علماً بأن ميشيغن تعتبر من أكثر الولايات الأميركية تساهلاً مع شركات المقاولات من حيث معايير جودة الطرقات ومدة صلاحيتها.
Leave a Reply