نِك ماير – «صدى الوطن»
عقدت مؤسسة «نيو ميشيغن ميدياً» التي تضم مجموعة من الصحف الإثنية بينها «صدى الوطن»، الأربعاء الماضي، مؤتمراً تحضيرياً ضم كلاً من حاكمة ولاية ميشيغن غريتشن ويتمر ومحافظ مقاطعة وين وورن أفينز ورئيس بلدية ديترويت مايك داغن إضافة إلى ناشري الصحف التي تمثل مجتمعات العرب واللاتينيين والآسيويين واليهود والأفارقة الأميركيين، لمناقشة التحديات التي قد تحول دون إقبال الأقليات على المشاركة في الإحصاء الوطني لعام 2020.
المؤتمر الذي أقيم على مدى ست ساعات في «مركز مكغريغر» بـ«جامعة وين ستايت» في ديترويت، ركز على أهمية المشاركة في التعداد نظراً لتأثيره الحاسم على حصة ميشيغن من الأموال الفدرالية المخصصة للتعليم والصحة والبنى التحتية، وكذلك لحفظ مقاعد ميشيغن في الكونغرس، لاسيما وأن الولاية مهددة بفقدان أحد مقاعدها الـ١٤ في مجلس النواب الأميركي بعد الإحصاء القادم.
وأكدت ويتمر خلال كلمتها على أن «كل شيء، من التعليم إلى الطرقات»، سوف يتأثر بكم الأموال الفدرالية التي ستحصل عليها الولاية خلال السنوات القادمة، مشددة على أهمية مشاركة كل فرد من سكان ميشيغن بالإحصاء المقرر إنجازه بحلول نهاية نيسان (أبريل) المقبل.
أفينز، الذي عمل في الماضي مندوباً للتعداد السكاني، قال: «ما تعلمته من طرق الأبواب خلال السنين الماضية، هو أن الناس يستجيبون لمن يثقون به»، مؤكداً على أهمية الإعلام الإثني في بناء الثقة وتثقيف السكان المهاجرين.
وأشار إلى أنه بقدر ما يتم تثقيف الناس في منطقة ديترويت، وفي ميشيغن عموماً، بقدر ما يقبل المزيد منهم على ملء الاستمارات الخاصة بالتعداد الذي سينطلق ميدانياً في آذار (مارس) القادم.
وتضمنت فعاليات المؤتمر، ندوة تثقيفية حول أهمية الإحصاء السكاني وتشجيع المجتمعات الإثنية على المشاركة فيه. وأدار الندوة الدكتور هايغ أوشيغان، المدير التنفيذي لمنظمة «نيو ميشيغن ميديا».
وتوجه أوشيغان إلى الحضور بالقول: «لم نتمكن قط من جمع مثل هذا العدد من وسائل الإعلام الإثنية في جنوب شرقي ميشيغن»، مضيفاً: «لدينا أكثر من 70 شخصاً من أربعين وسيلة إعلامية».
وشدد على أهمية المشاركة في التعداد السكاني، خاصة في مجتمعات الأقليات بميشيغن، وقال: «إن 26 بالمئة من سكان الولاية، و86 بالمئة من سكان ديترويت، هم من غير البيض»، لافتاً إلى أن «حوالي 42 بالمئة من ميزانية ميشيغن تعتمد على الإحصاء السكاني» في إشارة إلى التمويل الذي تتلقاه الولاية من الحكومة الفدرالية بناء على نتائج الإحصاء.
وفيما يخشى الكثيرون من أبناء المجتمعات الإثنية من إمكانية استخدام المعلومات الإحصائية ضدهم، من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب بسبب خطابها المناهض للأقليات والمهاجرين والمسلمين، إلا أن أوشيغان أشار إلى أن القانون يحظر استخدام بيانات التعداد السكاني لمدة 70 عاماً بعد جمعها. وقد عمل بهذا القانون ابتداء من إحصاء 1950 في أعقاب اعتقالات اليابانيين الأميركيين إبان الحرب العالمية الثانية، حيث استندت السلطات الأمنية حينها إلى بيانات إحصاء 1940، بحسب أوشيغان.
وفي رد على أسئلة الحضور، أكد أستاذ الاتصالات بـ«جامعة وين ستايت» «بأن لا شيء مستبعد.. لكن القوانين التي تمنع استخدام معلومات الإحصاء ضد أي من سكان الولاية، واضحة وصارمة».
وضمت الفعالية ممثلين من المجتمعات العربية والفلبينية والأفارقة الأميركيين واللاتينيين واليهود وسكان البلاد الأصليين والصينيين واليابانيين والبولنديين والهنود والأرمن والفيتناميين والألبان.
دونا موراي–براون، الرئيسة والمديرة التنفيذية لـ«جمعية ميشيغن غير الربحية» MNA، حثت أبناء الأقليات على ملء استمارات التعداد، بغض النظر عن أوضاعهم القانونية. وقالت: «المشاركة المدنية أصبحت الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى»، مرددة شعار: «عشر دقائق تعني عشر سنوات»، في إشارة إلى التأثير طويل الأمد لنتائج الإحصاء السكاني.
وحول تأثير الإحصاء على ترسيم الدوائر الانتخابية لاسيما مع رفض المحكمة العليا تضمينه سؤال الجنسية، قالت: «نحتاج إلى النظر للصورة الأوسع»، من أجل ضمان أن يكون الجميع مشمولاً بالتعداد.
وشددت رئيسة مجلس حكام «جامعة وين ستايت»، كيم ترنيت، على أن إحصاء 2020 مهم بشكل خاص، كونه سيُجرى خلال عام الانتخابات الرئاسية، لافتة إلى أن مجتمعات الأقليات يتم تجاهل أعدادها بصورة تقليدية. وأكدت على أن الصحف المحلية تلعب دوراً مؤثراً في التشجيع على زيادة المشاركة. وقالت: «لا يمكننا ترك ملايين الدولارات الفدرالية.. بسبب إحصاء غير دقيق».
وكان بين المشاركين في الندوة التثقيفية، كل من ناشر «صدى الوطن»، الزميل أسامة السبلاني، وناشر صحيفة «ميشيغن كوريان ويكلي» تاك–يونغ كيم، وناشر «ديترويت جويش نيوز» آرثر هورويتز، وناشر «لاتينو برس» إلايس غوتيريز، وعضو مجلس ديترويت البلدي راكيل كاستنيدا لوبيز، ومدير «شؤون المهاجرين» ببلدية ديترويت روبرتو توريس، إضافة إلى عضو مجلس نواب ميشيغن، عبدالله حمود.
وتطرق المشاركون إلى أفضل السبل في التواصل مع مجتمعاتهم وحثها على المشاركة في إحصاء 2020، إضافة إلى كيفية مكافحة الخوف المتزايد من التداعيات التي تشعر بها الأقليات منذ وصول ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية.
ووفقاً لأوشيغان، فإن «الخوف من العواقب والتداعيات»، هو السبب الأول الذي رصده الباحثون حول أسباب انكفاء السكان من أصول إفريقية وآسيوية ولاتينية وعربية عن ملء استمارات التعداد السكاني.
بدوره، أكد السبلاني على أن استعادة الثقة هي التحدي الأكبر. في حين أشار غويتريز إلى أن مجتمعه متخوف بشكل خاص من مواقف ترامب ضد المجتمع اللاتيني.
وأشار السبلاني إلى تفاقم حالة انعدام الثقة بين المجتمع العربي والإدارة الأميركية، وقال: «الكثير من المهاجرين العرب يتوجسون من السلطات الحكومية، بسبب معاناتهم مع الأنظمة الديكتاتورية في أوطانهم الأم».
ولفت إلى أن المؤسسات الحكومية في الولايات المتحدة هي أكثر جدارة بالثقة عموماً، لكن خطاب ترامب يكاد يطيح بتلك الثقة، وقال: «الناس في هذا البلد يثقون نسبياً بحكوماتهم، مقارنة بالدول الأخرى، لكن في السنوات الأخيرة، اهتزت هذه الثقة، وفي بعض الحالات تدمرت».واستدرك السبلاني قائلاً: «لكننا بحاجة لأن نكون أقوى وأكثر صلابة، نحن بحاجة لكي نُحصى. لسنا وحدنا، معنا الكثير من الأميركيين وعلينا التغلب على هذا الخوف، والحرص على أن يتم إحصاؤنا». مؤكداً أنه «إذا أردنا أن ننتصر على محاولات تخويفنا، فعلينا أن نُحصى».
وينشط المسؤولون في ولاية ميشيغن من أجل تنفيذ إحصاء دقيق، لكي تتجنب الولاية خسارة مقعد إضافي في الكونغرس الأميركي، مثلما حدث في إحصاء 2010. كما يمكن أن تخسر الولاية حوالي 1,800 دولار عن كل شخص لا يتم إحصاؤه.
وكانت ميشيغن قد فقدت مقعداً في مجلس النواب الأميركي، بعد إحصاء 2010، وأصبح عدد النواب الذين يمثلون الولاية تحت قبة الكابيتول 14 عضواً. ومن المتوقع أن ينخفض عدد النواب إلى 13 أو أقل بعد إحصاء 2020، ما لم يرتفع عدد المشاركين في الإحصاء بميشيغن.
معلومات الإحصاء تستخدم لتحديد حصة كل ولاية من الأموال الفدرالية المخصصة لبرامج الرعاية الصحية (مديكيد ومديكير) والتعليم والبنية التحتية والإسكان والقروض الطلابية وبرامج الغذاء المجانية في المدارس وبرامج الأطفال «هيدستارت»، وغيرها.
والجدير بالذكر أن «نيو ميشيغن ميديا» ستعقد مؤتمرين مماثلين في مدينتي غراند رابيدز (غرب ميشيغن) وغايلورد (شمال).
لمزيد من المعلومات حول الإحصاء السكاني، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني: Becountedmi2020.com
Leave a Reply