لانسنغ – ابتداء من يوم الاثنين الماضي، باشرت دوائر الشرطة في مختلف أنحاء ميشيغن بتطبيق عقوبات صارمة لفرض ارتداء الكمامات داخل المتاجر والأماكن العامة المغلقة في الولاية. غير أن الأمر التنفيذي الذي أصدرته الحاكمة غريتشن ويتمر للحد من تفشي وباء كورونا، سرعان ما قوبل بمعارضة فورية من قبل بعض مسؤولي إنفاذ القانون الذين أعلنوا عن عدم التزامهم بتطبيق القرار الذي تسبّب خلال الأيام الأولى من سريانه بعدة حالات شجار بين المستهلكين والموظفين استدعت تدخل الشرطة، وانتهى إحداها بمقتل رجل وإصابة آخر في مدينة لانسنغ.
وكانت ويتمر قد أمرت بفرض ارتداء الكمامات في جميع الأماكن المغلقة وكذلك في الأماكن المفتوحة المكتظة التي يتعذر فيها الحفاظ على شروط التباعد الاجتماعي (ستة أقدام)، وذلك بعد ارتفاع وتيرة الإصابات اليومية بفيروس «كوفيد–19» في ميشيغن إلى مستويات غير مسبوقة منذ أيار (مايو) الماضي.
وقد بعثت إدارة الحاكمة برسائل نصية عبر الهواتف المحمولة لتنبيه سكان الولاية إلى إلزامية ارتداء الكمامات تحت طائلة الملاحقة القانونية، التي تشمل اتهام الأفراد المخالفين بارتكاب جنحة قانونية، إضافة إلى غرامة مالية تصل إلى 500 دولار.
أما المؤسسات التجارية التي تخالف القرار، وتقوم بخدمة الزبائن غير الملتزمين بارتداء الكمامة، فستواجه خطر الإغلاق وفقدان التراخيص.
ويسمح القرار للشركات بعدم خدمة أي شخص لا يتردي قناعاً، كما ينص على وضع لافتات عند المداخل تذكر بالمسؤولية القانونية لعدم وضع الكمامات في الداخل.
ويستثني القرار، الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، فضلاً عن الأشخاص الذين لا يمكنهم تحمل الأقنعة لدواع صحية. وكذلك يُستثنى الأشخاص الذين يتناولون المأكولات أو المشروبات أثناء جلوسهم في مقاعدهم داخل المطاعم.
ويُعفى من العقوبة أيضاً، الأشخاص الذين ينزعون الكمامات أثناء ممارسة الطقوس الدينية داخل دور العبادة، علماً بأن مراكز السيطرة على الأمراض (سي دي سي) تشجع على ارتداء الأقنعة خلال التجمعات الدينية للحد من تفشي الوباء.
وتشير أحدث البيانات الحكومية ليوم الخميس 16 تموز (يوليو)، إلى ارتفاع حصيلة إصابات كورونا في ميشيغن إلى 71,842 حالة، بينما وصل عدد الوفيات المرتبطة بالفيروس إلى 6,101 وفاة.
وقالت ويتمر في تغريدة عبر «تويتر»: «لا أهتم لما على قناعك، بل أهتم فقط أن تضع قناعاً على وجهك». وأضافت: «ضع قناعاً… ضع قناعاً منزليّ الصنع… أو قناعاً مقلّمة أو قناعاً مكتوب عليه «الأقنعة مقرفة»… أو حتى قناعاً عليه شعار ترامب… لكن، أرجوك، ضع قناعاً».
موقف الشرطة
في حين بادرت العديد من دوائر الشرطة المحلية إلى تطبيق أمر الحاكمة الجديد عبر إصدار مخالفات بحق الأفراد غير الملتزمين بالقرار، إضافة إلى إنذارات للمحلات التجارية المتهاونة في تطبيق شرط ارتداء الأقنعة.
لكن في المقابل، أعلن عدد من قادة الشرطة في أنحاء متفرقة من الولاية، عن عدم التزامهم بأمر الحاكمة، مطالبين السكان بعدم الاتصال بدوائرهم للشكوى بشأن قيود الكمامات الجديدة، بسبب الإرباك الذي تتسبب به أوامر الحاكمة.
وقال قائدا الشرطة في مدينتي سانداسكي وباد آكس، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن الحاكمة أصدرت أكثر من 100 أمر تنفيذي حتى الآن، وأن ذلك تسبب بإرباك شديد لدى وكالات إنفاذ القانون. وقد دعيا السكان إلى الاتصال بمكتب المدعي العام دانا نسل، للاستفسار.
وردّ المتحدث باسم نسل، راين جارفي، بالقول إن وكالات الشرطة التي قد تكون مشوشة بشأن الأوامر التنفيذية بإمكانها الاتصال بمكتب الحاكمة أو الادعاء العام للحصول على إيضاحات وتوجيهات، كما بإمكانها الاتصال بمكاتب الادعاء العام في المقاطعات.
لكن بوب ستيفنسون، المدير التنفيذي لجمعية قادة الشرطة في ميشيغن، قال إن أمر الحاكمة يضع الشرطة في «موقف حرج» لأن بعض السكان يريدون تطبيق شرط الكمامات بصرامة، فيما البعض الآخر لا يؤيد ذلك.
ومن أبرز أجهزة الشرطة التي امتنعت عن الالتزام بتطبيق أمر الحاكمة، مكتب شريف مقاطعة ماكومب، أنتوني ويكرشام، الذي أعلن أن عناصر دائرته لن يصدروا مخالفات بحق الأشخاص غير الملتزمين بارتداء الكمامات، وأنه سيترك للمؤسسات التجارية المحلية حرية الاختيار بين فرض ارتداء الكمامات أو عدمه.
وأوضح ويكرشام أن الشرطة ستستجيب لاتصالات المتاجر التي تقرر فرض الكمامات على المستهلكين، في حال امتناع الزبائن عن التجاوب مع الشروط وإصرارهم على عدم المغادرة، قائلاً إنه سيتم التعامل مع الحالات من هذا النوع بمثابة التعدي على ممتلكات الغير، أما الشكاوى بشأن عدم ارتداء الأقنعة ضد الأفراد والشركات فدعا إلى تقديمها إلى مكتب المدعي العام.
وإلى جانب ويكرشام، أعرب عدد من قادة دوائر الشريف في ميشيغن عن رفضهم لتطبيق القرار، بينهم قائد مقاطعة فان بورين في غرب الولاية.
في المقابل، أكد مكتبا الشريف في مقاطعتي وين وأوكلاند، أكبر مقاطعتين في الولاية، اعتزامهما تطبيق أمر الحاكمة وملاحقة المخالفين. وقد بادرت دوائر الشرطة المحلية في مدن مثل ديربورن وديربورن هايتس إلى تحرير مخالفات وإصدار تحذيرات بحق المخالفين منذ اليوم الأول لسريان قرار الكمامات.
قتيل
ومع البدء بتطبيق قرار ويتمر المتعلق بإلزامية ارتداء الكمامات تحت طائلة الملاحقة القانونية، وقعت خلال الأسبوع الماضي عدة حوادث وصدامات بين المستهلكين وموظفي المتاجر، مما استدعى تدخل الشرطة في العديد من الحالات.
وفي حادثة كانت الأسوأ، وقعت صباح الثلاثاء الماضي في مدينة لانسنغ، حيث تشاجر زبونان داخل أحد المتاجر بسبب الكمامة. وأقدم أحدهما (43 عاماً) –وهو موظف حكومي خارج دوام الخدمة في وزارة النقل– على طعن الآخر بسكين، وهو زبون سبعيني طالبه بوضع كمامة بعدما رفض موظف المتجر خدمته، وقد تم نقل الضحية إلى المستشفى وهو في حالة مستقرة.
وبعد فراره من المتجر، تمكنت الشرطة من تحديد موقع الجاني شون رويس بعد نصف ساعة تقريباً من وقوع الحادثة، ولدى محاولة توقيفه في بلدة دلتا، ترجل رويس من سيارته وحاول الاعتداء على عنصر الدورية مستخدما مفك براغي وسكيناً، وفق ما أظهرت الكاميرا المثبتة على صدر الشرطية التي ردت بإطلاق عدة رصاصات عليه وأردته قتيلاً.
وبحسب المسؤول عن جهاز الشرطة بمقاطعة إيتون، توم رايش، فإن الضابطة استخدمت مسدسها لأن حياتها كانت في خطر، واضطرت للقيام بذلك.
ويشار إلى أن رويس الذي لا تزال حادثة مقتله قيد التحقيق، هو ثاني شخص يلقى مصرعه في ميشيغن بسبب خلاف حول الكمامات، إذ قضى حارس أمن في متجر بمدينة فلنت، إثر تعرضه لإطلاق نار من رجل وابنه بسبب رفض خدمة زوجته لعدم ارتدائها كمامة في أيار (مايو) الماضي.
Leave a Reply