لانسينغ – ينتظر أن يخوض حاكم ولاية ميشيغن الجمهوري ريك سنايدر معركة إنتخابية حامية الوطيس ضد منافسه الديمقراطي مارك شاور, ويقول محللون سياسيون بأن سنايدر الذي يقود إقتصاد الولاية المتنامي ولكن بمعدلات بطيئة, أمكنه جمع مبالغ هائلة من المتبرعين لحملته الإنتخابية وهو الذي نجح فـي تسخير موقعه كحاكم للولاية من أجل حشد الطاقات لحملته. هذه فـي المقابل هناك شاور الذي يعترف حتى أنصاره بأنه يفتقد الى الكاريزما «الجاذبية والشخصية قوية التأثير» حتى فـي الأيام الأخيرة فهو إن نزل الى أحد الشوارع فـي ميشيغن فلن يعرفه الكثيرون.
ورغم ذلك يقول محللون إستنادا الى نتائج إستطلاعات الرأي الأخيرة والتي أظهرت تقاربا شديدا بين المرشحين بأن هذه المرة الأولى فـي تاريخ الإنتخابات الحاكمية فـي الولاية, يفقد فـيها المرشح لإعادة انتخابه قصب السبق على منافسه فـي إستطلاعات الرأي, والأسباب فـي ذلك كثيرة ومتنوعة البعض منها فـي غاية الأهمية وأخرى مثيرة للجدل منها إصلاح النظام الضريبي, قانون الحق فـي العمل, مدراء الطوارئ فـي البلديات, توسيع مظلة ميدكيد, وإعادة هيكلة بلدية ديترويت والتي عمل عليها سنايدر والمشرعون الجمهوريون منذ توليه السلطة فـي 2011. سنايدر الذي تعهد بـ «إعادة إختراع» حكومة ميشيغن سعى الى تغييرات أغضبت المتقاعدين وأعضاء النقابات وأدخلت البهجة فـي نفوس أصحاب الأعمال من خلال تقليص الضرائب والحد من اللوائح المنظمة, ولكنه لم يكن قطُّ قريبا بما فـيه الكفاية من خط المحافظين فـي حزبه الجمهوري, حيث أن العديدين من قيادات «حزب الشاي» نأوا بأنفسهم عن الإنخراط فـي حمى إنتخابات الحاكمية هذه المرة, بعد رفض المؤتمر الحزبي فـي آب (أغسطس) لمرشحهم لخوض الإنتخابات التمهيدية فـي مواجهة سنايدر.
شاور حاول التقرب من القواعد الشعبية الديمقراطية من خلال تصوير سنايدر وكأنه منحاز للأثرياء ورجال الأعمال, بينما الفصول المدرسية مزدحمة بالتلاميذ, والعمال من ذوي الدخول المنخفضة قلصت مرتجعاتهم الضريبية بسبب سياسات الجمهوريين, كما تم التركيز على موضوع صغير ولكن نال تغطية إعلامية واسعة لفضيحة أحد كبار المسؤولين فـي دائرة الإسكان الذي قدم إستقالته بعد ان طالب بتعويضات هائلة من شأنها تغطية نفقات شراء الكافـيار ومشروب روم الكحولي الفاخر. هذه الموضوعات والمناورات كان لها الأثر فـي رأي الناخبين المحتملين, أحد المقيمين فـي بلدة ماكومب وهو شرطي سابق فـي مدينة هامترامك تقاعد فـي 2011 قال إن وظيفته كانت على المحك حين عين مدير طوارىء فـي البلدية وأنه تأثر سلبا بالتعديلات الضريبية التي فرضها سنايدر الجمهوري, وأنه بناء عليه سينتخب أي أحد بإستثناء سنايدر رغم أنه لا يعرف من هو شاور.
فـي المقابل يقول الحزب الجمهوري بأن إنتخاب شاور الذي أنتخب عضوا فـي كونغرس الولاية لفترة واحدة وكان زعيم الأقلية الديمقراطية فـي مجلس الشيوخ فـي عهد حاكمة الولاية السابقة جنيفر غرانهولم, سيعيد الأمور فـي ميشيغن الى ما كانت عليه فـي العقد الماضي وسينتشلها من تقلص فـي الإقتصاد وترنح فـي المجلس التشريعي, بعد أن نجح سنايدر فـي جلب الإستقرار المالي للولاية عقب تعرض الحكومة فـي لانسنغ الى إحتمالية التغيير فـي عهد غرانهولم الديمقراطية. وهذه الرسالة سبب كاف لموظف متقاعد من شركة فورد للسيارات وهو دايف بوغارد من بليموث والذي قال إنه سينتخب سنايدر. وقال إنه لا يحب سنايدر ولكن لا يود العودة بميشيغن الى زمن كالذي كان فـي عهد غرانهولم.
وكانت إستطلاعات الرأي أظهرت تقدم سنايدر على شاور بـ 7 – 8 نقاط مئوية بداية العام, لكن الإستطلاعات منذ آب (أغسطس) أظهرت تلاشي الفروق بين المرشحين بحيث تقدم كل منهما على الآخر بـ نقطتين وهذه تحتسب ضمن هامش الخطأ, ويؤكد المحللون بأن ميشيغن واحدة من 5 ولايات يواجه فـيها عادة الحكام الجمهوريون معركة إنتخابية قاسية لإعادة إنتخابهم.
يذكر أن سنايدر وشاور كلاهما من البيض وفـي أواسط الخمسينات من العمر, وكلاهما له علاقة بمدينة باتيل غريك التي نشأ وتربى فـيها سنايدر, والتي يقول عنها شاور إنها موطنه, ولكن الى هنا تنتهي أوجه التشابه بينهما. سنايدر دخل معترك السياسة لأول مرة حين أنتخب حاكما لميشيغن, وقبل ذلك كان رجل أعمال فـي قطاع التكنولوجيا وهو حاصل على البكالوريوس والماجستير فـي إدارة الأعمال ومن ثم الدكتوراة فـي القانون من جامعة «ميشيغن». أما شاور الحاصل على درجتين فـي الماجستير من جامعات «ميشيغن» فهو يعمل فـي القطاع العام والمنظمات المدنية منذ بداية حياته المهنية.
وبالنسبة للبرامج السياسية لكلا المرشحين فهي محددة وواضحة ولن يجد الناخب صعوبة فـي الإختيار, حيث تعهد شاور بزيادة هائلة فـي الموازنات المخصصة للتعليم, وإلغاء الضرائب الإضافـية التي فرضها سنايدر على المتقاعدين, وإعادة الإعفاءات والمزايا للعاملين التي قلصها سنايدر, ولكنه لم يفصح كيفية توفير التمويل لهذه البرامج, وقال إنه سيجري مراجعة لأجهزة الولاية ويلغي المزايا الضريبية التي منحها سنايدر للشركات العاملة فـي الخارج, إضافة الى السعي لإبطال مفعول قانون الحق فـي العمل الذي سنه سنايدر فـي العام 2012. وزعم شاور بأن حكومة سنايدر تعمل لصالح الأثرياء وذلك من خلال توفـير 1.8 مليار دولار للشركات على حساب الطبقات العاملة والمتوسطة.
من جانبه قال سنايدر إنه سيركز جهوده فـي ولايته الثانية على إعداد العمالة الماهرة والمدربة لملاءمة إحتياجات أصحاب الأعمال, وقال إن هناك 100 ألف فرصة عمل متوفرة فـي ميشيغن لا تجد من يملؤها, وأضاف أن تعديل نظم تقاعد الموظفـين الحكوميين وتقليص الدين العام سيتيح للولاية الإستقرار المالي بما يسمح بزيادة الإستثمار فـي قطاع التعليم والبنية التحتية والأولويات الأخرى, وقال إن مواجهة المحنة المالية المتفاقمة فـي ديترويت وضعت اكبر مدينة فـي الولاية وميشيغن نفسها على عتبة العظمة مرة أخرى. وقال سنايدر إن إلغاء الضريبة على الأعمال فـي ميشيغن وإستبدالها بضريبة 6 بالمئة على المؤسسات لم تستفد منها الشركات الكبيرة وإنما الأعمال الصغيرة والمتوسطة.
الى ذلك قال البروفسور فـي جامعة «غراند فالي ستايت» ويت كيلبورن بأن حملة إنتخابات سنايدر فـي 2014 ليست متفوقة مثل ما كان الحال عام 2010 ضد منافسه بيرنيرو, فهو مستمر فـي مواجهته لمشاكل مثل قانون حق العمل الذي أدى الى محو صورته كسياسي معتدل أكثر من كونه حزبياً فـي نظر الديمقراطيين, ثم إنه حاول التقرب من المستقلين من خلال توسيع ميدكيد ومنح ديترويت 195 مليون دولار لمساعدتها للخروج من الإفلاس, إلا أن هذا أفقده عددا من المؤيدين الجمهوريين. وأضاف أنه خسر ناشطين حزبيين وعول على المستقلين الذين لا يعبأون كثيرا بالإدلاء بأصواتهم فـي صناديق الإقتراع.
من ناحيته قال البروفسور فـي جامعة «وين ستايت» لايك طومبسون بأن معدلات البطالة إنخفضت نسبياً فـي عهد سنايدر إلا إنها إرتفعت قليلا فـي الشهرين الأخيرين خاصة فـي جنوب شرق ميشيغن والتي أظهرت الإستطلاعات فـيها تقدم شاور. وقال برغم تقدم سنايدر على منافسه فـي أوساط المستقلين, إلا إن شاور تقدم عليه فـي أوساط النساء وهي كتلة تصويتية هامة, وقال لا زال هناك متسع لإنفاق المال الإنتخابي وبإمكان سنايدر ضخ مبالغ طائلة فـي وسائل الإعلام ما قد يؤثر على النتيجة النهائية.
Leave a Reply