واشنطن - سرب موقع «ويكيليكس» السبت الماضي وثائق سرّية جديدة من البريد الإلكتروني الخاص بوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، تظهر كيف أرادت شركة «غوغل» الإطاحة بالرئيس السوري بشّار الأسد من خلال أداة رسم خرائط إلكترونية، وبالاعتماد على شبكة «الجزيرة» القطرية. ونشر موقع «ويكيليكس» الشهير نحو 50547 وثيقة تضم رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلتها أو تلقتها كلينتون فـي الفترة الممتدة بين 30 حزيران (يونيو) 2010 وحتى 12 آب (أغسطس) 2014.
وأظهرت رسالة بتاريخ الثالث من آب 2012، أن «غوغل» سعى إلى دعم المزيد من الانشقاقات فـي صفوف النظام، وتعزيز ثقة المعارضة بالتعاون مع فضائية «الجزيرة» القطرية.
ووردت تفاصيل هذه الخطة عبر رسالة عنوانها «سوريا»، وجهها المدير التنفـيذي لشركة «غوغل» جاريد كوهين، الذي كان كبير مستشاري كلينتون حتى عام 2010، إلى عدد من كبار أعضاء فريق كلينتون وهم نائب وزيرة الخارجية بيل بيرنز، والمستشار أليك روس، ونائب رئيس الموظفـين جايك سوليفان.
وأوضح كوهين أن أداة رسم الخرائط تتضمن خريطة للمتمردين الذين ينشقون عن الأسد، كما خطط «غوغل» لتسليم هذه الأداة لقناة «الجزيرة» لضمان بث البيانات إلى سوريا، وتشجيع مزيد من الانشقاقات ومنح الثقة للمعارضة.
وترك كوهين (34 عاماً) منصبه فـي زارة الخارجية بعد أن عينه الرئيس التنفـيذي السابق لـ«غوغل» أريك شميت مديراً لقسم «أفكار غوغل»، الذي يعرف الآن باسم «جيغسو».
وكتب كوهين فـي رسالته:
نائب وزير الخارجية بيرنز، جايك، أليك.. الرجاء الحفاظ على السرية، ولكن فريقي يخطط لإطلاق أداة يوم الأحد، سوف تتبع وترسم خريطة للانشقاقات فـي سوريا.
منطلقنا من وراء ذلك هو أنه فـي حين يتابع الكثير من الناس الأعمال الوحشية، لا أحد يمثل ويرسم الخرائط والانشقاقات بشكل مرئي، الذي نعتقد أنه مهم فـي تشجيع المزيد من الانشقاق وإعطاء الثقة للمعارضة. ونظراً لمدى صعوبة الحصول على المعلومات من داخل سوريا فـي الوقت الراهن، نحن نتشارك مع قناة «الجزيرة» الذي ستتسلم الملكية الأولية للأداة التي بنيناها وتتبع البيانات، وتتحقق منها، وتبثها مرة أخرى إلى سوريا. أرفقت بعض المواد المرئية التي تظهر كيف ستبدو الأداة، يرجى الحفاظ على سرية هذا، واسمحوا لي أن أعرف ما إذا كان هناك أي شيء تعتقدون أننا فـي حاجة إلى أخذه بنظر الاعتبار أو التفكير فـيه قبل أن نطلق الأداة.. ونعتقد أن هذا يمكن أن يكون له تأثير مهم.
وكان مؤسس «ويكيليكس» جوليان أسانج ألمح فـي مقال نشره فـي مجلة «نيوزويك» الأميركية عام 2014 إلى دور «مشبوه» تلعبه «غوغل» حين قال: «إنّها ليست كما تبدو لكم». من جهتها، لفتت مجلة «واشنطن إكزامينير» الأسبوعية عبر موقعها الإلكتروني إلى أنّ جارد كوهين سبق أن «استخدم مواقع التواصل الاجتماعي لـ «تحفـيز الثورات» حتى قبل ترك منصبه الرسمي فـي وزارة الخارجية».
Leave a Reply