ديربورن هايتس – رغم أزمة تفشي وباء كورونا، تستمر المناكفات السياسية داخل أروقة بلدية ديربورن هايتس، حيث يرفض أعضاء مجلس المدينة الموافقة على قرار أصدره رئيس البلدية دان باليتكو بإعلان حالة الطوارئ في المدينة ومطالبة السكان بالبقاء في منازلهم للحد من انتشار فيروس «كوفيد–19».
وكان باليتكو قد أصدر بتاريخ 24 آذار (مارس) المنصرم، قراراً بإعلان حالة الطوارئ في المدينة، داعياً السكان إلى «البقاء في منازلهم أو أماكن إقامتهم قدر الإمكان»، تماشياً مع أمر تنفيذي مماثل أصدرته حاكمة ولاية ميشيغن غريتشن ويتمر، على مستوى الولاية برمتها قبل يوم واحد.
وبحسب دستور مدينة ديربورن هايتس، يظل إعلان حالة الطوارئ الذي يصدره رئيس البلدية صالحاً لمدة سبعة أيام فقط، في حال عدم إقراره من قبل المجلس البلدي.
ومع مرور الأيام السبعة وامتناع المجلس البلدي عن إقرار حالة الطوارئ، اضطر باليتكو، يوم الاثنين الماضي، إلى إعلان حالة الطوارئ مرة ثانية، مؤكداً عزمه على تكرار الخطوة بعد سبعة أيام في حال لم يوافق مجلس البلدية على قراره.
وبناء على محادثاته مع المسؤولين في حكومة الولاية، قال باليتكو إنه «من المهم أن يكون لدينا هذا الإعلان لعدة أسباب» مشيراً إلى أنه تحدث مع محامي المدينة و«قررنا أنه مع عدم الموافقة على الإعلان الأول، يتحتم علينا إصدار إعلان ثانٍ. وإذا لم يوافقوا عليه، سأضطر إلى إصدار إعلان ثالث الأسبوع القادم».
وجاء في نص قرار باليتكو إن الغرض من الأمر التنفيذي، هو المساعدة في كبح انتشار وباء «كوفيد–19» وتخفيف الأعداد المتزايدة من المصابين الذين باتوا يثقلون كاهل القطاع الصحي في الولاية.
من جانبه، اتهم عضو المجلس البلدي بيل بزي، رئيس البلدية بمحاولة الاستيلاء على صلاحيات مجلس المدينة، وقال لباليتكو في رسالة إلكترونية: «لم تتم استشارة مجلس المدينة أو أي شيء من هذا القبيل بشأن سلامة أو رفاهية مدينتنا وسكاننا».
كذلك، اتهم عضو مجلس المدينة، راي موسكات، رئيس البلدية باستغلال موقعه وإصدار قرارات مدفوعة بمصالح شخصية. وقال في رسالة إلكترونية «يتمتع المجلس البلدي بسلطات محدودة وأنا لا أريد لأحد أن يسلب تلك الصلاحيات».
ورد باليتكو بالقول إن هذه الاتهامات غير صحيحة، مؤكداً أنه اتصل شخصياً بجميع أعضاء المجلس لمناقشة الأحداث خلال الأسبوع الماضي.
وأضاف في تصريح لصحيفة «برس آند غايد»: «لا أعرف من أين يأتون بهذا. إنني أتصرف بالطريقة التي أراها الأنسب لمدينتنا في هذه الأوقات غير العادية»، لافتاً إلى أنه يبذل كل ما بوسعه للمحافظة على فعالية البلدية.
وتوجه باليتكو إلى مسؤولي ديربورن هايتس قائلاً: «أطلب أن نبدأ العمل كقادة للمدينة وأن نوقف هذا التشاحن والتشكيك غير الضروريين حتى نتمكن جميعاً من تجاوز هذه الأوقات الحرجة». وتابع «لقد تواصلت مع كل واحد منكم في وقت سابق من هذا الأسبوع، ورحبت بالاقتراحات، وسوف أستمر بالتواصل معكم مع تطور الأمور».
ويواجه باليتكو منذ نحو عامين معارضة شرسة من أغلبية أعضاء المجلس البلدي، وقد وصلت المواجهة بين الطرفين إلى حد تبادل الدعاوى القانونية أمام القضاء.
وفي سياق آخر، دعا مدير الطوارئ في ديربورن هايتس، لي غافين، السكان إلى ضرورة عدم مغادرة منازلهم إلا للحالات الضرورية، محذراً من أن أعداد المصابين بفيروس «كوفيد–19» لم تبلغ ذروتها بعد.
وحول خدمات البلدية، قال غافين إن الشرطة عززت حضورها الميداني في شوارع المدينة للاستجابة للحالات الطارئة، لكنه دعا السكان إلى الإبلاغ إلكترونياً عن الحوادث غير العنيفة، مثل السرقة، وذلك لتخفيف الاتصال المباشر الذي قد يؤدي إلى تفشي الوباء.
كذلك، أكد قائد شرطة ديربورن هايتس السابق، أنه يواظب على الاتصال يومياً بالمسؤولين في مقاطعة وين وولاية ميشيغن لتوفير المستلزمات والمعدات الضرورية لعناصر الشرطة والإطفاء والمسعفين، مثل الأقنعة والمعقمات.
وحول قسم الأشغال العامة في المدينة، قال غافين إن طواقم البلدية ستواصل مهامها المتعلقة بإزالة الأشجار والأغصان المتساقطة على الطرقات والشوارع، في حين سيتم تأجيل التعامل مع الأشجار التي تتساقط فوق الأملاك الخاصة.
Leave a Reply