القدس المحتلة – لم يمنع تعثر مفاوضات السلام المباشرة السلطات الإسرائيلية من مواصلة انتهاكاتها في القدس، حيث صادقت لجنة البناء والتخطيط في بلدية الاحتلال في المدينة على خطة هيكلية جديدة لحفر أنفاق وإقامة مراكز دينية يهودية في محيط المسجد الأقصى، وصفتها مصادر السلطة الفلسطينية بأنها التهديد الاكبر للقدس منذ العام 1967. فيما انتهك المستوطنون اليهود المزيد من المحرمات الفلسطينية عندما أقدموا مطلع الأسبوع الماضي على إضرام النيران في مسجد في بلدة بيت فجار قرب بيت لحم في جنوبي الضفة الغربية، فأحرقوا محتوياته بما في ذلك 15 مصحفاً، بعدما دنّسوه بكتابة عبارات عنصرية على جدرانه. وقال شهود عيان إن ستة مسلحين وصلوا عند الثالثة من فجر الإثنين الماضي إلى بلدة بيت فجار، وتوقفوا أمام “مسجد الأنبياء” في البلدة، حيث ترجلوا من السيارة التي كانوا يستقلونها، وكتبوا على جدران المسجد شعارات عنصرية باللغة العبرية، ثم دخلوا المسجد وأشعلوا النيران فيه، قبل أن يغادروا بعد نحو 20 دقيقة. وأوضح الشهود أنّ عدداً من المسلحين كان يعتمر القلنسوة اليهودية، فيما كان أحدهم مقنعاً. وقال عضو مجلس بلدية بيت فجار علي ثوابتة إنه “عندما رأى الناس النار تندلع في المسجد هرعوا إليه لإطفائه، لكن النيران أتت على السجاد، إضافة إلى 15 مصحفاً”. وأعلن المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن الشرطة فتحت تحقيقاً في الحادث، مشيراً إلى أن خبراء إسرائيليين توجهوا إلى المكان لتحديد سبب الحريق، من دون أن يتطرق إلى هوية الذين أضرموا النيران.
هدم الآثار الإسلامية
ومن جهة أخرى صادقت لجنة التنظيم والبناء المحلية التابعة لبلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة على المخطط الهيكلي الجديد لباحة حائط البراق. ويقضي المخطط الجديد بإنشاء مدخل جديد لـ”حائط المبكى” (البراق) انطلاقاً من الباب المقابل لمدخل حي سلوان قرب السور الجنوبي للحرم القدسي وصولاً إلى باحة البراق، بالإضافة إلى بناء عدد من المراكز الدينية اليهودية في محيط المسجد الأقصى.
ووصف مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر هذا المخطط بأنه “الأخطر على القدس منذ العام 1967″، وأوضح أنّ المشروع “يقوم على هدم وإزالة كافة الآثار الإسلامية، وإحداث تغيير جغرافي غير مسبوق في اتجاه تهويد المنطقة، من خلال إزالة التلة التاريخية قرب باب المغاربة، إحدى بوابات المسجد الأقصى، وبناء جسر يمتد من ساحة البراق حتى بوابة المغاربة”، محذراً من أنّ “هذا المخطط يستهدف تأمين اقتحام اليهود للمسجد الأقصى من منطقة باب محمد الذي يقع أسفل المسجد ويطل على ساحة البراق بالإضافة إلى حفر أنفاق في ساحة البراق، وتسيير مترو أنفاق من الحي اليهودي في الجهة الشرقية المقابلة لنقل اليهود إلى ساحة البراق”.
ورأى خبير الأراضي والاستيطان خليل تفكجي أنّ المصادقة على هذا المخطط “تعتبر رسالة للسلطة الفلسطينية وللعالمين العربي والإسلامي من السلطات الإسرائيلية، بأن مدينة القدس عاصمة لدولة واحدة وليست عاصمة لدولتين”.
Leave a Reply