اقامت «حركة امل» في اميركا الشمالية احتفالها السنوي احياء لذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر عصر الاحد الماضي، 9 أيلول (سبتمبر)، في «المركز الاسلامي في اميركا» في ديربورن وذلك بحضور عدد كبير من أبناء الجالية.والقى في المناسبة الحاج حسين حجازي كلمة «حركة أمل» حيث خاطب الامام الصدر قائلا «توهموا سيدي انهم غيبوك ولم تغب عنا أبدا. سيدي سماحة الامام القائد، في هذا العام كما في كل عام، نلتقي لنجدد العهد والوعد، ومسيرة أمل الواعد بمستقبل يحيا به الانسان.. على ان لا نهدأ ولا نستكين حتى انتزاع حقيقة اختفائك من قلب معمر القذافي».وأضاف «اخوتي، اخواتي، أذّن بلال، وجاء الامام الصدر، فصار النهر امام البحر يأتمّ المتوسط بالليطاني، يتوضأ منه ويأخذ منه لقاح الطهر.. ولأنه من تراب الارز، حفر ميثاق أمل في قلب التاريخ قائلا: الله ربي ووطني لبنان فبأي آلاء ربكما تكذبان».وذكر حجازي بكلمات الامام الصدر من أن «سلام لبنان فصل من وجوه الحرب مع اسرائيل». وقوله ايضا «اتحدوا ايها اللبنانيون قبل ان تفتشوا عن وطنكم في مقابر التاريخ».. وجدد مناداة الامام الصدر بالعيش المشترك حتى لا ينقسم الوطن بين الطوائف «فيقسّم المقسّم ويجزّأ المجزّأ.. لتصبح دولة الكيان العنصري الغاضب هي الاقوى وترسم فيها السياسات التي لا تخدم الا سياسة واقتصاد وأمن اسرائيل والمرتكزة على امرين: قدرتها في التفوق العسكري على كل العرب واثارة الفتن الطائفية في كل الوطن العربي خاصة في لبنان عبر ضرب صيغة التعايش فيه».وقال حجازي بأن الامام الصدر «ادرك هذه الحقائق واسس مشروع المواجهة مع هذا العدو عبر دعوته للمحافظة على صيغة العيش المشترك التي تشكل رسالة حضارية لكل العالم.. فحاضَرَ الامام في الكنائس والمساجد والتجمعات الشعبية وقابل المسؤولين العرب والاجانب محذرا من خطورة المشروع الاسرائيلي في المنطقة».وحركة «أمل»، كما ذكّر حجازي، «كانت من اول المتصدين للمشروع الصهيوني عبر المقاومة التي مهدت لاندحار العدو من جنوب لبنان.. كانت رؤية السيد الصدر ان بناء المجتمع هو الاساس الاول لمواجهة المشروع الصهيوني في لبنان». وحول الوضع اللبناني، قال حجازي ان لبنان «يمتلك عنصري قوة ضد اي مؤامرة: المقاومة، والجيش اللبناني»، ناقلا ما اكده قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان في زيارة وفد حركة امل الاخيرة الى لبنان من «ان مشروع فتح الاسلام كان يهدف الى انشاء امارة مسلحة في كامل شمال لبنان لاقامة توازن، وحسب وجهة نظر الذين ساعدوا في التمهيد لمشروعهم، ما بين شمال مسلح وجنوب هم يروه متسلحا، رغم ان التسلح في الجنوب هو لمقاومة تقف بالمرصاد للعدو الاسرائيلي المحتل. لقد انتصر الجيش ولبنان». وعرض حجازي لمبادرة رئيس المجلس النيابي ورئيس حركة امل نبيه بري الاخيرة قائلا «انه أكد ان لبنان فوق الجميع وقدم مبادرة لا تخضع لأي مناورة».وعرض حجازي عرضا سريعا للاحداث التي ابتدأت من بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وكيفية تشكيل المحكمة والظروف السياسية التي صاحبت عملية الاغتيال. وعلق على الاحداث الاخيرة على الساحة اللبنانية بانه «يخيل للبعض من اللبنانيين انهم يستطيعون من خلال الاكثرية في المجلس النيابي ان يكملوا سيناريو ضرب المقاومة الذي ابتدأ في حرب تموز (يوليو)»، مؤكدا على انه لا يقصد كل الاكثرية وانما بعضا منهم. وعرج على اسباب تقديم بعض الوزراء استقالتهم من الحكومة الحالية وكيف «افقد ذلك الحكومة شرعيتها وميثاقيتها وبالتالي كان من المفروض ان تشكل حكومة وحدة وطنية تخضع لنص الدستور ولاتفاق الطائف». وحول مبادرة الرئيس بري لحل الأزمة الراهنة، أكد حجازي انها تنطلق باسم المعارضة كلها ان هذه المبادرة هي بمثابة تنازل من قبل المعارضة في محاولة لتحريك الوضع الراكد لايجاد حلول واعية بدل تمترس كل طرف خلف موقفه دون الالتفات الى ما ستؤول اليه الاحداث في حال استمر الحال على ما هو عليه، قائلا «ان المعارضة تتنازل عن مطلب انشاء حكومة وحدة وطنية بشرط التوافق على انتخاب رئيس جمهورية لبنانية جديد»، مؤكدا على ان «الرئيس بري لا يمكن ان يسجل على نفسه مخالفة الدستور» والتخلي عن مبدأ الثلثين في انتخاب رئيس الجمهورية. متمنيا ان «تقابل هذه المبادرة بردة فعل ايجابية من جميع الفرقاء لانها ليست الا لمصحلة لبنان». وأضاف أنه «لا بد من استغلال الانتصارين في الجنوب والشمال للوقوف في وجه مشروع الشرق الاوسط الجديد والذي لن تكون الغلبة فيه الا لاسرائيل». وختم بقوله «ونحن ندعو الجميع للتفاعل مع مبادرة الرئيس بري والتوافق على انتخاب رئيس جمهورية ليؤمن توازن بين اللبنانيين ويلغي حالة التشنج لتجنيب لبنان اي مؤامرة على الوطن والتجارب الماضية تؤكد ما نقول».
Leave a Reply