فور صدور العدد الماضي الذي تضمن تقريراً حول اختفاء الشاب العراقي سجّاد الميالي بطريقة غامضة، تفاجأنا فـي «صدى الوطن» ببعض ردود الأفعال العدائية التي تفتقر لأبسط قواعد الاحترام واللباقة والذوق العام، ليس من عائلة الميالي وحدها، وإنما من إحدى الصفحات المجتمعية على موقع «فـيسبوك» التي ساهمت بصب الزيت على النار، وإننا -فـي سياق عرضنا لبعض الملابسات التي حصلت- نؤكد بداية تعاطفنا غير المحدود مع أسرة المفقود راجين الله سبحانه أن يعيده إليها سالماً معافى، كما نؤكد بأننا مع حرية التعبير والنقد ضمن قواعد الأدب وأخلاقيات المخاطبة.
لقد أبدت عائلة الميالي غضبها الشديد على ما جاء فـي التقرير بنسخته العربية بصورة حصرية فـيما لم يكن لديها أي اعتراض على التقرير بنسخته الإنكليزية من دون أن نعرف بالضبط ما الذي أثار امتعاض العائلة وحنقها الشديد الذي وصل إلى مستوى السباب والشتائم بدعوى إساءتنا وتشويهنا لصورة الشاب المختفـي وعائلته المفجوعة.
وإننا فـي هذا الإطار نود التأكيد على أن «التقرير العربي» كان ترجمة مطابقة للتقرير الذي أعده الزميل سامر حجازي من القسم الإنكليزي، والذي قام بزيارة العائلة بناء على طلبها ومقابلة بعض أفرادها للوقوف على بعض المعلومات والتفاصيل المتعلقة باختفاء الشاب سجّاد الميالي، وبالتالي فإن كل ما كتبناه ونشرناه كان بناء على معرفة سابقة من قبل أفراد العائلة، ولم تتم أية إضافات إلى التقرير، لا بقصد الإثارة، ولا بقصد الإساءة بطبيعة الحال.
وقد اتخذت الحملة على «صدى الوطن» منحى أشد عدائية وجهالة حين قامت إحدى الصفحات المجتمعية على موقع «فـيسبوك» بتبني اعتراض العائلة واستيائها مما نشرناه، من دون أن يتأكد مدير الصفحة من صحة الادعاءات المرسلة، لا من خلال قراءة التقرير ولا عبر الاتصال معنا، عملاً بأبسط القواعد التي تخلصها الآية الكريمة: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، وقد تبين مصداق هذه الآية العظيمة بعد قليل من الوقت حين أعرب مشرف الصفحة الفـيسبوكية عن ندمه واعتذاره، وقام بإلغاء المنشور، وإننا فـي هذه المناسبة، نحييه على شجاعة الاعتذار، فلا شك «أن الرجوع عن الخطأ خير من الاستمرار فـيه».
لكن تبنّي تلك الصفحة لمظلومية عائلة الميالي، وهو أمر نقدره لو كان صادقاً أو مدعوماً بالأدلة، خلق فرصة لبعض المغرضين والمتصيدين بأن يكيلوا لنا الاتهامات ويثيروا الشبهات حول صحيفتنا التي نؤكد للمرة الألف أنها مفتوحة الأبواب لجميع من لديهم أسئلة أو استفسارات حول أي موضوع من المواضيع، كما أن صفحاتها متاحة لأي صاحب رأي أو شكوى أو مشكلة، بدون شروط أو مقابل إلا ما تتطلبه الأصول المهنية فـي الكتابة والنشر، إيمانا منا بالمشاركة الإعلامية والمجتمعية التي تساهم فـي تقدم جاليتنا وازدهارها وحماية مصالحها ومستقبل أبنائها.
جاء فـي أحد التعليقات على المنشور (الذي تم حذفه لاحقا) أن «ما يسيء لعائلة الميالي يسيء لنا جميعا»، وكأن الهدف من وراء نشرنا للتقرير كان الإساءة لعائلة الميالي، وهذا أمر غير صحيح، فضلا عن أنه مزايدة مجانية لأن صاحب التعليق لم يطلع بدوره على التقرير كما اتضح لاحقاً. وإننا إذ نفضل فـي هذا الإطار الإحجام عن الدخول فـي المهاترات والمناكفات والجدل العقيم، نؤكد مرة أخرى أن قيامنا بنشر التقرير كان بناء على طلب العائلة بالدرجة الأولى، وتاليا من منطلق تعاطفنا معها وإيماننا بأن النشر قد يساعد العائلة فـي الوصول إلى معرفة مصير ابنها المفقود حتى اللحظة.
Leave a Reply