الدوافع تظلّ غامضة بعد مقتل منفذ الهجوم
وين
في هجوم غامض أثار مخاوف أولية بشأن إمكانية ارتباطه بالإرهاب الديني أو الصراع في الشرق الأوسط، قام رجل أميركي أبيض مدجج بالسلاح، بفتح النار على كنيسة في مقاطعة وين الأحد الماضي، قبل أن يلقى مصرعه برصاص أحد حراس الأمن في الموقع المستهدف، دون أن يتسبب الهجوم بسقوط أي قتيل آخر.
وكشف راعي «كنيسة كروس بوينت المجتمعية» في مدينة وين أن منفذ الهجوم برايان براونينغ (31 عاماً)، وهو من سكان مدينة روميلوس المجاورة، سبق وأن قصد الكنيسة المستهدفة عدة مرات بقصد خوض نقاشات دينية معه، موضحاً أن والدة براونينغ نفسها، تعمّدت وانتسبت إلى الكنيسة الواقعة على شارع غلينوود في الخريف الماضي.
ورغم عدم جلاء الدوافع الحقيقية وراء الهجوم، أثار الكشف عن تفاصيل الحادث وهوية منفذه، ارتياحاً واسعاً في منطقة ديترويت الكبرى التي تضم نسيجاً دينياً متنوعاً، بعدما تبين عدم ارتباط الواقعة بتنظيمات إرهابية، خاصة وأن الحادث وقع بعد ساعات قليلة من تفجير كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق، والذي أودى بحياة 22 شخصاً فضلاً عن إصابة العشرات، بعد أن قام متطرف أجنبي ينتمي إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، بإطلاق النار على المصلّين قبل أن يفجر نفسه داخل قاعة الكنيسة، بحسب السلطات المحلية.
وفي تفاصيل الهجوم على كنيسة «كروس بوينت»، وصل براونينغ إلى المكان مرتدياً ملابس ومعدات عسكرية، قرابة الساعة 11:15 صباحاً، وترجل من سيارته وبدأ بإطلاق زخات الرصاص على مبنى الكنيسة مشتبكاً مع حراس الأمن الذين أصيب أحدهم في ساقه، قبل أن يقوم أحد رعايا الكنيسة بدهسه بسيارته. وعلى أثر ذلك، تبادل براونينغ إطلاق النار مع حراس الأمن الذين تمكنوا في نهاية المطاف من قتله، دون أن يُقتل أو يُصاب أي شخص آخر بجروح خطيرة.
ونسبت شرطة مدينة وين، الفضل إلى يقظة أعضاء الكنيسة وحراس الأمن الذين تمكنوا من منع مجزرة محققة في الكنيسة التي كانت تحتوي لحظة الهجوم على 150 شخصاً بينهم عشرات الأطفال، في حين كان براونينغ يحمل عدة أسلحة نارية من بينها بندقية نصف آلية وأكثر من 12 مخزناً محشواً، بالإضافة إلى مسدس أوتوماتيكي ومئات الطلقات الإضافية في جعبته.
وأوضحت الشرطة أن تفتيش منزل براونينغ في روميلوس كشف لاحقاً عن المزيد من البنادق والمسدسات، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الذخيرة.
وقالت الشرطة إنه لا يوجد دليل يربط إطلاق النار بالعنف في الشرق الأوسط، على الرغم من المخاوف من احتمال ارتباطه، لافتة إلى أنه ليس لدى براونينغ أي سجل إجرامي، ولكنه ربما كان يعاني من أزمة نفسية.
وأشاد قائد شرطة وين، رايان سترونغ، «بمن هبوا للمساعدة في إيقاف منفذ الهجوم وحماية رعايا الكنيسة. وقال: «نحن ممتنون للأفعال البطولية التي قام بها موظفو الكنيسة، الذين أنقذوا بلا شك أرواحاً كثيرة ومنعوا وقوع حادث إطلاق نار جماعي واسع النطاق».
بدوره، قال راعي الكنيسة، آندي بيو، إن براونينغ تردد على الكنيسة مراراً خلال السنة الماضية وتناقش معه بشأن نصوص دينية في الكتاب المقدس، مشيراً إلى أنه في إحدى المرات زعم أنه «نبي» وأنه يتلقى الوحي من الله مباشرة!.
وصرّح القس بأن براونينغ لم يُهدد الكنيسة قط، لكنه بدا وكأنه يُعاني من اضطراب نفسي في المرات القليلة التي حضر فيها القداس، موضحاً أن مسؤولي الكنيسة «حاولوا توجيهه بشكل أفضل»، وشعروا أنه كان يتحسن قبل إطلاق النار.
وقال بيو: «لا يوجد في قلوبنا أي غضب أو كراهية تجاه عائلته، وحتى تجاهه. نعلم أنه مريض، ونأسف لأن الأمر انتهى على هذا النحو».
Leave a Reply