ديربورن – «صدى الوطن»
حسين بري، عضو مجلس ديربورن التربوي السابق، يسعى الى إكمال مسيرته في الخدمة العامة من حيث بدأ، وذلك باستعادة مقعده في المجلس الذي يشرف على مدارس المدينة العامة وكلية هنري فورد.
وكان بري (53 عاماً) قد ترك المجلس التربوي عام ٢٠١٤ ليترشح لعضوية مجلس نواب ولاية ميشيغن عن «الدائرة ٩» التي تضم أجزاء واسعة من غربي ديترويت وأحياء محدود في شمال شرقي ديربورن. ولكن مسعاه لم يكلل بالنجاح بمواجهة النائب الحالي هارفي سانتانا الذي فاز بتمهيديات الحزب الديمقراطي واحتفظ بمقعده لولاية ثالثة وأخيرة.
ورغم أن مقعد سانتانا النيابي مفتوح للمنافسة هذا العام، إلا أن بري قرر الترشح لأحد المقعدين المفتوحين في مجلس ديربورن التربوي الذي شغل بري عضويته لمدة خمس سنوات.
في مقابلة مع صحيفة «صدى الوطن»، قال بري، وهو أب لخمسة أبناء، إن مسعاه الانتخابي تحركه رغبته في توفير تعليم ملائم لأبناء المجتمع المحلي، بمن فيهم أبناؤه وأحفاده، و«جميعهم نتاج مدارس ديربورن العامة».
ويعتبر بري نفسه محظوظاً لأن لديه «نعمة الوقت» و«الفرصة لخدمة المجتمع»، مؤكداً أن مسيرته في المجلس تمحورت حول خدمة الشباب والتطلع الى المستقبل، لافتاً الى أن القرارات التي كان يتخذها كانت دوماً مبنية على أساس أنها ستطال أولاده. مشدداً على أن هدفه هو أن «يلقى كل واحد من أطفالنا نفس القدر من النجاح الذي تمتع به أطفالي».
بري، وهو خريج ثانوية فوردسون ومن سكان ديربورن القدامى، وجه مألوف في الجالية العربية كما أن له تاريخ طويل في العمل التطوعي الاجتماعي من خلال انخراطه في جمعية الأهالي والمعلمين، وفرق لعبة الفوتبول للشباب، ومؤسسة «غود فيلوز» الخيرية.
«ديربورن قدمت لي ولعائلتي فرصاً رائعة وخبرات مذهلة وعمراً من الذكريات التي لا أستطيع أن أتخيل أننا كنا سنتمتع بها في أي مكان آخر»، أفاد بري.
مجالات للتحسن
بري أشاد بالتقدم الذي حققته مدارس ديربورن في العقد الماضي، حيث تم تسجيل زيادة ملحوظة في معدلات التخرج، وتحسن في نتائج الطلاب في الامتحانات الرسمية، لافتاً الى أن العديد من خريجينا انتسبوا الى جامعات بارزة مثل «جامعة ميشيغن»، و«ميشيغن ستايت» إضافة الى العديد من الجامعات الأميركية الأخرى المرموقة في أنحاء البلاد.
غير أن بري يشير الى أن هناك أموراً لا تزال بحاجة الى معالجة في منطقة ديربورن التعليمية، وفي مقدمتها مسألة انخراط الأهالي في العملية التربوية. ويقول في هذا الصدد إنه على المنطقة التعليمية أن تحمّل الآباء جزءاً من مسؤولية تعليم أبنائهم، مقراً أنه «في كثير من الأحيان، تشكل الحواجز اللغوية أو جداول العمل المزدحمة عائقاً أمام انخراط الأهالي في المشاركة في تحسين الأداء الأكاديمي لأطفالهم». لكن الحل -برأي بري- ممكن.
وقال «ليس سراً أن الطلاب يحققون نجاحاً أفضل إذا ما انخرط الآباء في العملية التعليمية». وأسهب قائلاً بأن «معظم الآباء والأمهات يفهمون هذا، ولكن عدداً كبيراً منهم لا يشارك بفعالية» معرباً عن رغبته في أن يرى الأهالي يتحملون جزءاً من المسؤولية، مقترحاً إيجاد صيغة تعاون -أشبه بعقد- بين الأهالي والمعلمين لتوضيح مسؤوليات كل طرف.
كما يطمح بري الذي يعمل وكيلاً عقارات منذ أكثر من 25 عاماً، لجلب خبرته التجارية الى المجلس والعمل على جذب المزيد من المستثمرين إلى كلية هنري فورد والمدارس العامة في ديربورن، مع الحفاظ على أموال دافعي الضرائب وإنفاقها على النحو الملائم.
واستناداً الى خبرته في مجال العقارات يلفت بري الى أن نجاحات مدارس ديربورن العامة تلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على ازدهار أسعار المنازل في ديربورن. موكداً أنه من واجب المجلس التربوي الحفاظ على مصلحة «دافعي الضرائب الذين يمولون مدارسنا»، والحرص على أن دافعي الضرائب والمستثمرين في المدينة يحصلون على مردود جيد من استثماراتهم.
ويقول «كثير من مشتري البيوت أبلغوني أن النجاحات التي تحققت في مدارسنا كانت جزءاً أساسياً من قرارهم بالانتقال الى ديربورن».
بري يطمح، الثلاثاء القادم، للفوز بمقعد في المجلس التربوي الذي يتشكل من سبعة أعضاء. ويتنافس بري مع ثلاثة مرشحين آخرين على مقعدين لولاية كاملة من ست سنوات، والمنافسون هم عضو المجلس الحالية فدوى حمود، والمرشحان الجديدان خضر فرحات وعادل المعزب.
ويأمل بري من الناخبين في ديربورن الأخذ بعين الاعتبار ولاءه والتزامه بخدمة المجتمع المحلي عند الادلاء بأصواتهم. وختم حديثه لـ«صدى الوطن» بالقول «من حسن الحظ أن تكون ديربورن مدينتي منذ ما يقرب من 50 عاماً»، وأضاف «كإنسان بالغ حر التفكير له القدرة على اتخاذ القرارات الشخصية، لم يكن عندي أدنى شك حول المكان الذدي أحب أن أعيش فيه مع عائلتي. وعبر السنوات، كنت قادراً على الجمع بين اهتمامي بالتعليم المحلي وشغفي الحقيقي في الحياة، وهو إرشاد الشباب.. وكلي أمل بأن أواصل المسيرة».
Leave a Reply