مفارقات مثيرة لم تنقلها عدسات التلفزة العالمية الفيصل لم يستمع لاولمرت. والبيان المشترك قبل عشر دقائق
سادت بعض الفوضى مؤتمر أنابوليس، الذي انتهى بوعد بتسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين خلال 14 شهراً، من توجيه الدعوات متأخرة إلى صدور الإعلان الفلسطيني الإسرائيلي في اللحظة الأخيرة. وعشية المؤتمر الذي عقد في جلسات مغلقة في قاعة الشرف الواسعة في الأكاديمية البحرية في أنابوليس، تتالت التصريحات المتناقضة. وبعد ليلة من المحادثات غير المثمرة وصل كل المشاركين إلى أنابوليس. وقبل دقائق معدودة فقط من افتتاح الرئيس جورج بوش للمؤتمر وبعد تدخله المباشر في المفاوضات، وضع الإسرائيليون والفلسطينيون اللمسات الأخيرة على وثيقة إطار بشأن مفاوضاتهم المقبلة. ولدى وصوله إلى أنابوليس، أبلغت رايس الرئيس الأميركي أن بعض النقاط لا تزال عالقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن «الرئيس ساعد في انجازها». وبعدما حصل على النص النهائي قال الرئيس الأميركي «لم لا أتلو هذه الوثيقة في بداية كلمتي؟ وقد وافق الجميع». وضع الرئيس الأميركي نظارتيه وهو أمر نادر في مشاركاته العلنية، لتلاوة النص أمام المشاركين بسبب عدم توفر الوقت لطباعته. وجلس إلى جانبي الرئيس الأميركي، رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت وقد ارتدى ربطة عنق حمراء، في حين وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ربطة عنق زرقاء، شأنه في ذلك شأن بوش، واستمعا إلى الرئيس الأميركي قبل تبادل المصافحة. وهذا الاتفاق المبرم في اللحظة الأخيرة لم يزل الشكوك في هذه المحاولة الأخيرة لتحقيق السلام. فبعدما توجهت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بالكلام، إلى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، لتعرب له عن أمل إسرائيل بتحقيق السلام مع جارتها الشمالية كان التوتر ملموساً. وقال مسؤول في الوفد الإسرائيلي لوكالة «فرانس برس»، «تسيبي نظرت إليه ولم يدر وجهه. انه أمر مهم». وتحت الشعار العزيز على قلب البحارة «لا نهجر السفينة»، أعطى المشاركون الذين بلغ عددهم نحو الخمسين، وقد جلسوا على طاولة مستطيلة كبيرة، حق الكلام تباعاً بدعوة من رايس. وقال مسؤول إسرائيلي «أطلقت نكات أحياناً». وأشار دبلوماسيون إلى أن عضواً في الوفد المصري تناول سندويشة معدة حسب التقاليد الدينية اليهودية ومخصصة للإسرائيليين. عندما بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي خطابه في الجلسة الافتتاحية، وضع كل وزراء الخارجية حول الطاولة السماعات علي آذانهم. باستثناء السعودي الامير سعود الفيصل. توجهت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني بالكلام الي نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لتعرب له عن امل اسرائيل بتحقيق السلام مع جارتها الشمالية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في الوفد الاسرائيلي قوله تسيبي نظرت اليه ولم يدر وجهه. انه امر مهم .من جهتها، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن وثيقة «التفاهم المشترك» بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت التي أعلنها بوش، أنجزت قبل نصف ساعة فقط من افتتاح المؤتمر، مشيرة الى أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس سحبت عباس من اجتماع ثلاثي مع أولمرت وبوش، ومارست ضغوطا عليه لإقرار الوثيقة، وهو ما حصل. وروت الصحيفة انه تم استبدال قريع بكبير المفاوضين صائب عريقات، بعد الإخفاق في تحقيق تقدم مع الأول حول الوثيقة ليل الاثنين الثلاثاء. أضافت الصحيفة انه تم التوصل الى «اتفاقات عديدة» مع عريقات، تراجع الفلسطينيون عنها في الصباح التالي، ما جعل ليفني تفقد أعصابها وتقول لقريع «وافق عليها أو اغرب عن وجهي!».ذكر مراسل القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، تسفي يحزقيل، الذي يغطي وقائع مؤتمر أنابوليس، أنه زار السفارة السعودية في واشنطن بصفة مراسل للتلفزيون الإسرائيلي، وتم استقباله بشكل لائق ولافت للنظر.ولفت يحزقيل إلى أنه زار أيضاً السفارة السورية، لكن على عكس ما جرى له في السفارة السعودية، «طردَنا السوريون من السفارة، بينما استقبلَنا السعوديون وقدّموا لنا فنجان قهوة». وأضاف يحزقيل ان «السعوديين يقدمون مساعدة كبيرة وقيّمة للإدارة الأميركية في كل ما يتعلق بمؤتمر أنابوليس، سواء لجهة الحضور العربي أو لجهة الحضور الدولي والإسلامي. في حين أنهم، أي السعوديين، غاضبون من سوريا لأنها لا تزال تزعج الموقف الأميركي، وخاصة عندما خفضت سوريا من مستوى تمثيلها المفترض للمؤتمر، وهذا ما فسر أميركياً بأنه استخفاف بالإدارة الأميركية».وذكرت المتحدثة باسم اولمرت، ميري ايسين، ان رئيس الوزراء صافح بعد إلقائه كلمته في المؤتمر موفدي كل من البحرين وقطر والمغرب وتونس وباكستان، ولكن ليس موفدي سوريا او السعودية.
Leave a Reply