سامر حجازي – «صدى الوطن»
كرّم قياديون ونشطاء من الجالية العربية الأميركية ومسؤولون محليون وفدراليون، يوم الأربعاء الماضي، مدير «مكتب التحقيقات الفدرالي» (أف بي آي) فـي ديترويت بول أباتي، بمناسبة مغادرته ديترويت لتسلم منصبه الجديد فـي العاصمة واشنطن، فـي حفل عشاء وداعي بقاعة الحفلات فـي مطعم «لا بيتا» فـي ديربورن.
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي قد أعلن، فـي شهر تموز (يوليو) الماضي، عن ترقية أباتي إلى منصب مساعد المدير المسؤول عن العمليات الميدانية فـي المكتب المركزي فـي واشنطن، بعد مضي عامين على قيادة مكتب ديترويت التي تسلمها فـي شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2013 خلفا للمدير السابق روبرت فولي.
وقد نجح أباتي بإقامة علاقة عمل وثيقة مع المجتمعين العربي والإسلامي الأميركيين وحرص على حضور نشاطاتهم وفعالياتهم بانتظام، كما أرسى تعاوناً مهنياً وعلاقات وثيقة مع قادة المجتمعين ونشطائهما، فـي مختلف مدن ولاية ميشيغن.
وأشاد العديد من النشطاء بالعلاقة النوعية الفريدة بين أباتي والجالية خلال الحفل الوداعي الذي تم تنظيمه بالمشاركة بين قاضي قضاة المحكمة الفدرالية بشرق ميشيغن حيرالد روزين وناشر صحيفة «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني الذي استهل الحفل بإلقاء كلمة باسم الحاضرين والإشادة بأباتي وحرصه الإيجابي على التواصل مع جميع المكونات المجتمعية فـي ولاية ميشيغن، وعلى نحو خاص الجالية العربية وتفهم قضاياها ومشكلاتها.
وأشار السبلاني إلى أن أباتي عمل بجهود حثيثة على بناء الجسور مع القادة والناشطين فـي منطقة «مترو ديترويت» وبالأخص مدينة ديربورن مؤكداً «أنه كان يستجيب لطلب كل من كان يبحث عن إجابة».
واستشهد السبلاني بالمثال الأخير فـي تصرف أباتي المتفهم لمشاعر الجالية وهواجسها بعد الجدل الذي أعقب ذيوع تقرير نشرته صحيفة «ديتروبت نيوز» حول قيام طائرة تجسس تابعة لـ«مكتب التحقيقات الفدرالي» (أف بي آي)، فـي وقت سابق من هذا الشهر، بالتحليق فوق ديربورن مستهدفةً مراقبة الجالية العربية، بحسب ذلك التقرير، وقد سارع أباتي فـي نفس اليوم وبدعوة من الزميل أسامة السبلاني إلى طمأنة القادة والنشطاء العرب المحليين وتهدئة روعهم بنفـي مزاعم التقرير، وذلك خلال اجتماع عُقد فـي مكاتب «صدى الوطن».
وخاطب السبلاني المكرم قائلا: «بول.. أنت مثال نادر ونحن سنفتقدك» وأضاف مخاطبا الحاضرين «إنه لرجل رائع حقا، إنه ذكي ومتواضع وأميركي عظيم».
كما كرَّم رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي أباتي بتنويه تقديري وقال «إنه فـي الوقت الذي تلقى فـيه ديربورن اهتماماً سلبياً من قبل وسائل الإعلام، فأنا على ثقة ان أباتي سينقل النظرة الإيجابية عن المدينة عندما يزاول عمله فـي العاصمة».
وأضاف «إن واحدة من الأشياء التي أعتقد أنها جيدة، وتتعلق ببول، فـي وقت يترك فـيه منصبه هنا ليذهب إلى واشنطن، فهو يتنقل إلى واشنطن متسلحا بمعرفة ديربورن معرفة حقيقية لا يملكها معظم الناس هناك».
وأكد أن «التصورات حول ديربورن منحرفة ومشوهة، وإنها لمسألة قيمة كبيرة بالنسبة لنا، أن يحمل شخص ما كان صديقاً مقرباً مثل بول، التصورات الصحيحة والإيجابية إلى واشنطن».
بدوره، قدم قائد شرطة ديربورن رون حداد، «شارة القائد العام للشرطة» لأباتي تكريما له، وقال «إنه يستحق الثناء من الدائرة للشراكة التي بناها مع المدينة».
ثم تحدثت المدعية العامة لمقاطعة وين كيم وورثي عن «الجهود التعاونية بين مكتبها ومكتب التحقيقات الفدرالية فـي ديترويت التي لم تكن لتتم لولا ميزات أباتي القيادية».
وأفادت وورثي ان أباتي «فتح خطوط اتصال بين السلطات المحلية وسلطات الولاية والسلطات الفدرالية حول العديد من القضايا الجنائية فـي منطقة مترو ديترويت وكان حاضراً منفتحاً ومكرسا وقته بالكامل لهذه القضايا».
وأضافت «إنه الرجل الذي وجد ليكون أمينا لعمله وكان من السهل التعامل معه.. ولا يسعني إلا الأمل بأن نحظى بشخص يخلفه فـي منصبه فـي ديترويت بحيث يتمتع بنصف المواصفات التي تحلى بها بول».
وكان أيضاً بين الحضور دينيس ماتشمور رئيس طاقم موظفـي حاكم الولاية ريك سنايدر، والمستشار الخاص للحاكم ريتشارد بيرد، اللذان تطرقا فـي كلمتين منفصلتين الى
مبدأ الشراكة بين حكومة الولاية ومكتب الـ«أف بي آي» فـي ديترويت.
كما تحدث قاضي القضاة جيرالد روزين ونائب شريف مقاطعة وين مايك جعفر ورئيس رابطة الحقوق المدنية العربية الأميركية (ARCL) المحامي نبيه عياد والرئيس السابق لغرفة التجارة العربية الأميركية فـي ميشيغن ناصر بيضون، الذين أجمعوا فـي كلماتهم على نجاح أباتي فـي نسج علاقات مع الجالية العربية قائمة على التقدير والاحترام، وأشادوا بتجاربهم الشخصية مع أباتي التي استنتجوا من خلالها أنه من الصعب أن يحل مسؤول آخر مكان أباتي الذي رفع مستوى التعامل مع جميع الفعاليات إلى مستوى غير مسبوق، وقد أكد روزين أن «الحضور الكبير الذي جاء لوداع وتكريم أباتي هو أكبر دليل على ذلك».
بدورها أشادت المدعية العامة الفدرالية لمنطقة شرق ميشيغن باربرا ماكويد التي ألقت خطاباً أشارت فـيه إلى أنها عملت مع أباتي بشكل مستمر طيلة سنتين خلال عمله فـي ديترويت.
وأضافت «كان يهتم كثيرا بفعل الشيء الصحيح وخدمة هذا المجتمع. ما تراه هو ما تحصل عليه. إنه مهتم ويعمل بشكلٍ جاد ودؤوب كموظف عام، كما يعمل بجد ولساعات طويلة بشكل لا يصدق. لقد كان شريكاً مذهلاً وأنا سأفتقده كثيراً»، وخاطبت أباتي بالقول «سيكون من الصعب جداً ملء الفراغ الذي ستخلفه.. يا بول».
وفـي الختام، تحدث أباتي شاكرا الجالية العربية ونشطائها، «على السماح لمكتب «أف بي آي» فـي ديترويت للعمل معهم بشكل وثيق». وأضاف «إنه ينبغي على المؤسسات الحكومية فـي طول البلاد وعرضها الاحتذاء بمثال
«مكتب التواصل المجتمعي» فـي مكتب الـ«أف بي آي» فـي ديترويت.
وقال «أفكر بمكتب التواصل المجتمعي والعلاقات التي بنيناها.. نحن نموذج لبقية المؤسسات فـي البلاد، وكل ما قمنا به هنا والعلاقات التي أرسيناها، سأحملها معي إلى واشنطن.. إنني أتطلع إلى فرصة العودة إلى واشنطن حاملاً فـي حقيبتي تأثيراً وطنياً».
كما حضر الاحتفال شريف مقاطعة وين بيني نابليون ومساعد المدعي العام فـي مقاطعة وين وعضو المجلس التربوي مريم بزي ورئيسة المجلس البلدي فـي ديربورن سوزان دباجة والمشرف العام على مدارس ديربورن العامة غلين ميليكو ورئيس بلدية وستلاند بيل وايلد والمدير العام لفرع «الجمعية الوطنية لتقدم الملونين الأميركيين» (أن أي أي سي بي) دونيل وايت ومدير تحرير صفحة الرأي بصحيفة «ديترويت نيوز» نولن فـينلي والإذاعي المعروف بول دبليو سميث من إذاعة (دبليو جاي آر) فـي ديترويت ومساعد مكتب الـ«أف بي آي» جون شوب، بالإضافة إلى رجال أعمال محامين من خلفـيات متنوعة.
وتلقى راعيا الحفل، السبلاني وروزين، رسائل تهنئة وتقدير من أعضاء فـي مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين لتقديمها لأباتي.
Leave a Reply