أوكلاهوما سيتي – أقرَّت محكمة استئناف فيدرالية أميركية، الثلاثاء الماضي، قرارا كانت قاضية في ولاية أوكلاهوما قد اتَّخذته وقضى بمنع إجراء تعديل دستوري كان من شأنه أن يمنع المحاكم المحليَّة من أخذ أحكام الشريعة الإسلامية بالحسبان لدى إصدارها أي أحكام أو قرارات.
وكانت ولاية أوكلاهوما أول ولاية أميركية تصوِّت لصالح حظر الشريعة الإسلامية، إذ وافقت غالبية الناخبين على الحظر في استفتاء جرى في الولاية في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2010، وترافق مع انتخابات التجديد النصفي للكونغرس. إلاَّ أن مسلمي الولاية اعتبروا ذلك الاستفتاء “مثالا على التعصُّب ضد المسلمين”، ورأوا أنه “ليس هناك من تهديد لتطبيق الشريعة الإسلامية فى أوكلاهوما وأميركا”.
أمَّا منير عوَّاد، رئيس مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في أوكلاهوما، فقد اعتبر أن التعديل يشكِّل “خرقا لحقه الدستوري في ممارسة حرية العقيدة”. ورفع عوَّاد قضية اعتبر فيها أن من شأن التعديل، فيما لو تمَّ تطبيقه، أن يؤثِّر على كل مظهر من مظاهر حياته، بما في ذلك وصيته وعهوده.
وجاء في نصَّ التعديل المُقترح: “يحظر دستور أوكلاهوما على محاكم الولاية الأخذ بالاعتبار أي مفاهيم قانونية لأمم أو ثقافات أخرى، وخصوصا القانون الدولي والشريعة الإسلامية، لدى اتخاذها لأي قرارات”. لكن محكمة الاستئناف الفيدرالية أيَّدت في حكمها حكما قضائيا كانت القاضية فيكي مايلز-لارانغ قد أصدرته في أعقاب استفتاء تشرين الثاني عام 2010، وقالت فيه إن عوَّاد قدَّم “عرضا قويَّا” أظهر فيه الضرر البالغ الممكن أن يلحق به في حال إجراء التعديل الدستوري المذكور.
وجاء في نص الحكم الذي أصدرته مايلز-لارانغ: “لدى احتمال أن يكون القانون الذين يريد الناخبون تطبيقه غير دستوري، فلا يمكن ترجيح كفَّة مصالحهم على كفَّة مصالح عوَّاد في حماية حقوقه الدستورية”.
وقد عقَّب عوَّاد على الحكم الذي أصدرته مايلز-لارانغ في عام 2010 لصالحه، قائلا إن الحكم أعطاه فرصة “لإظهار أن الجالية المسلمة في أوكلاهوما تسعى ببساطة لكي تنعم بنفس الحقوق المدنية والدينية التي يكفلها الدستور لكافَّة الأميركيين”.
Leave a Reply