في كثيرٍ من الأحيان، نقوم بأفعالنا لأننّا نعتقدُ بصحةِ ما نفعله ونشعر بالرضا على أنفسنا عند القيام بتلك الأفعال. وفي حين آخر، ملاحظةُ فعلِ الخير يُمكنْ أنْ تغيّر حياتَنا ونظرتَنا إلى الأشياء للأبد. لقد وفّقني الله تعالى للقيامِ ببعضِ أعمالِ الخير في حياتي. كنتُ أظنُّ أنّني أعِي لماذا كُنتُ أخدُمُ جمعية المبرّات الخيرية المحترمة والمعروفة عالميا لمدة أربع سنواتٍ تقريباً، كي أساعدَ وأخدمَ الأيتام. ثمَّ في لحظةٍ لا تُنْسى، تبيّنَ لي كمْ كنتُ مُخطئاً.
منذُ سنةٍ ونصف تقريباً، تسنّتْ لي الفرصة كي أقومَ بجولةٍ في مدارس المبرّات وأديرة الأيتام التابعة لها في لبنان. خلال مأدبة عشاء مع إحدى المديرات، أعْلمتْني بالجهودِ المبذولة والمتواصلة لتطبيق الأفكار الابداعية الجديدة في المدرسة. فطلبتُ أن تُطلعني على مثالٍ مُحدّد.
قالت: “سأعطيك مثالا بسيطا”. “كُنّا نُقدّمُ الطعام في الكافيتريا من خلال طريقةِ الانتظامِ في صفّ طويل. ينتظرُ الأولادُ أدوارهم في الصف حاملينَ أطباقهم الفارغة ثمّ يُقدَّمُ لهمُ الطعام. ارْتأى لنا الخطأ في الاعتماد على هكذا طريقة، فغيّرناها الى طريقة مثالية أكثر. الآن عندما يدْخلُ الأولاد إلى الكافيتريا ويجلسون على مقاعدِهم، يجِدون الطعامَ جاهزاً على الطاولات”.
سألتها بحَيرة: “لماذا الوقوف في صف للحصول على الطعام طريقة خاطئة؟ هكذا الكل يفعل”.
قالت: “الوقوف في صفٍ طريقة صحيحة لي ولك، ولكنّها غيرُ صحيحةٍ للأيتام، لأنّ اليتيم لا ينبغي أن يضطرّ أبداً لمدِّ يدهِ للحصولِ على شيء”.
تلك الكلمات البسيطة غيّرتْ حياتي! استنْتجتُ بشكلٍ عميق أنّ هؤلاء الذّين ظننتُ أنّي أخدُمهم هم في الحقيقةِ يخدِمونني، بأنْ قدّموا لي الفرصةَ للقيام بأعمال الخير خلال عمري القصير الأمد في هذه الدنيا. منذ ذلك الوقت، حملتُ تلك الذكرى معي وجاهدتُ كي أفهم ذاك الدرس في كلّ ما تقوم به جمعية المبرّات الخيرية.
لهذا السبب، في مأدبة العشاء السنوية الرابعة، تفْخرُ جمعيةُ المبرّات أنْ تمُدَّ يدَها لكم كي لا يضطر الأيتامُ لمدِّ أيْديهم. تُقدّمُ المبرّات فرصةً سانحةً للمشاركة في أعمالِ الخير لتكفّلِ الأيتام وتقديم المعونات والتبرّعات عن طريقِ استلام الحقوق الشرعية كالخُمس والصدقة والزكاة والنذر والكفّارة وغيرها، كلّها لاستفادة الناس الأقلّ حصانةً في المجتمع ألا وهمُ الأيتام.
أدعو وأشجّعُ أفرادَ المجتمع للتفضّل إلى مكتبِنا الواقعِ على 13723 وست وورن في ديربورن واختيار يتيمٍ لكفالته. كفالةُ اليتيمِ تُكّلفُ الكفيل 500 دولار فقط في السنة أو 42 دولارا في الشهر. عندها يبدأُ المتكفّلون باستلام تقارير إحرازِ التقدّم الخاصة بالأيتام المكْفولين. يُمكنك أيضاً أنْ تحْصُلَ على قجّة صدقاتٍ لوضعها في بيتك، ثم تُعيدها لمكتبنا بعد امتلائها والحصول على أخرى جديدة. كذلك نُرحّبُ باتصالاتكم لمكتبنا على الرقم 5553-582-313 حيثُ يُمكنُ اتّخاذِ التدابير اللازمة للاستلام والتسليم.
تُقامُ مأدبةُ العشاء السنوي لجمع التبرّعات هذه السنة يوم 27 آب (أغسطس) في المركز الاسلامي في أميركا على فورد رود في ديربورن. نسألُ لطفاً أن تصلوا إلى المركز عند السابعة مساء، حيثُ نتوقعُ حُضوراً كبيراً هذا العام. سعرُ التذكرة هو 50 دولار.
جمعيةُ المبرّات هي مؤسّسة غيرُ تجارية مُعْفاةٌ من الضرائب تحت الرقم 501-سي3، كُلّ التبرّعات لا تخْضَع للضريبة. كما أنّ جمعيةَ المبرّات مسجلة مع الضرائب الأميركية ولها رقمٌ وهوية ضريبية فدرالية ومدعومة برخصة قانونية من مكتب المستشار القضائي في ولاية ميشيغن.
رُغمَ أن الأوضاع الاقتصادية قدْ تكونُ صعبةً علينا، إلا أنّ هؤلاء الأيتام هُم دائماً في ظروفٍ حرجة وصعبة، والكثيرُ منّا يُمكنُه التبرّع ولو قليلاً للمُساعدة. لذا ندْعوكم للإنضمام إلينا للاحتفال بالمعنى الروحي الحقيقي لشهرِ رمضان المُبارك مع عائلتكم الكريمة.
مُبارك عليكم شهر رمضان.
محمد بيضون
جمعية المبرّات الخيرية
Leave a Reply