ديربورن – في الذكرى الحادية والعشرين لتأسيسه، أقام موقع «بنت جبيل. أورغ» الخميس المنصرم حفل إفطاره السنوي في قاعة «ساميت» بشرقي ديربورن وسط حضور زهاء ألف شخص تقدمهم حشد من المسؤولين الرسميين وقادة المؤسسات العربية الأميركية في منطقة ديترويت
وألقيت خلال الحفل كلمات أضاءت على مكانة شهر رمضان الكريم ومعانيه الدينية والإنسانية، إلى جانب الإشادة بدور الموقع الإعلامي في تغطية أخبار الاغتراب اللبناني ودوره في دعم القضايا الوطنية والقومية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي اكتسبت زخماً دولياً وأممياً في أعقاب الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل على قطاع عزة، رداً على عملية «طوفان الأقصى» في السابع من شهر تشرين الأول (أكتوبر( الماضي.
الحفل الذي تولى تقديمه الزميل علي منصور، تضمن تكريم نخبة من الأمهات العصاميات في منطقة ديربورن لدورهن في تنمية عائلاتهن وإسهامهن المميز في الحياة العامة.
وأضاء منصور على التقدم المستمر الذي يحققه موقع «بنت جبيل» منذ تأسيسه في عام 2003 ونجاحه في نيل ثقة قرائه المنتشرين في شتى أصقاع العالم، لافتاً إلى أن دور المنصة الإلكترونية تعدّى مهام الصحافة والإعلام إلى دعم كافة المجتمعات اللبنانية، داخل وخارج الوطن الأم، ما شكّل جسر تواصل هاماً بين المغتربين اللبنانيين وبين عائلاتهم وأقاربهم وقضايا وطنهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
الحفل الذي حضره رسميون تقدمهم نائب محافظ مقاطعة وين أسعد طرفة وأمين خزانة المقاطعة أريك سابري ورئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود ورئيس بلدية ديربورن هايتس بيل بزي ونخبة من القضاة ورجال الأعمال والمسؤولين المحليين، تضمن عرض شريط مصور لأبرز المحطات في مسيرة الموقع الإلكتروني خلال العقدين الماضيين، وخطته في مواصلة النهج الذي يتبّناه القائمون على المنصة الإعلامية خلال المرحلة المقبلة، وفي مقدمتهم رئيس الموقع الزميل حسن بيضون ومندوب الموقع في منطقة ديربورن الزميل عباس شهاب.
تكريم عشرة من الأمهات العربيات
وفي لفتة متميزة، قام الموقع بتكريم عشرة من الأمهات العربيات في منطقة ديربورن تكريماً وإجلالاً لدورهن في حماية عائلاتهن وإثراء مجتمعهم بما يؤكد على دور المرأة اللبنانية، والمرأة العربية، في الحياة الأسرية والعامة. وتضمنت قائمة المكرمات كلاً من السيدات: الحاجة سلوى شرارة بزي، والحاجة نعمات هيدوس، والحاجة فاطمة بزي فرج، والسيدة إيمان علي أحمد، والسيدة عناية صوفان شهاب، والسيدة نهى هيدوس، والسيدة فاطمة فوعاني، والسيدة ليلى طليس، والحاجة رويدا عزير، إضافة إلى المحامية الراحلة فتحية (فاي) عواضة، التي وصفها المكرمون بأنها «قمر مشغرة المضيء في أميركا، وسفيرة العرب الأميركيين إلى الإنسانية».
وأعرب رئيس تحرير موقع «بنت جبيل» حسن بيضون عن سعادته الغامرة للحفاوة والثقة التي يوليها اللبنانيون الأميركيون لمنصته الإلكترونية، لافتاً إلى أن عدد الضيوف «تجاوز توقعات المنظمين». وقال لقد قررنا إقامة هذا الحفل للمرة الثانية في مدينة ديربورن لرد الجميل لمجتمعنا العربي الأميركي في منطقة ديربورن الذي ساهم بإنجاح مهمتنا الإعلامية طيلة العقدين الماضيين.
ولفت بيضون إلى أن موقع «بنت جبيل» أقام حفله الأول في عاصمة العرب الأميركيين في عام 2018 الذي تضمن تكريم الإعلاميين العرب في منطقة ديترويت، موضحاً بأن فعاليات الإفطار التي يقيمها سواء هنا أو في لبنان، تتضمن دوماً مبادرات لتكريم الأفراد والنشطاء والطاقات اللبنانية في كافة المجالات، للتأكيد على دور الموقع في تنمية المجتمع ودعم القضايا الوطنية والإنسانية داخل وخارج لبنان.
ويُعنى موقع «بنت جبيل.أورغ» الذي تأسس في 2003 بالشؤون اللبنانية والاغتراب اللبناني في كافة المجالات الاجتماعية والمناطقية وقضايا المهاجرين اللبنانيين في الولايات المتحدة وحول العالم، حيث يزوره يومياً زهاء نصف مليون متصفّح من كافة مناطق لبنان والعالم، بحسب الصفحة التعريفية للموقع على الشبكة العنكبوتية.
كلمة السبلاني
في كلمة له خلال الحفل، أشار ناشر صحيفة «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني إلى الاهتمام العالمي المتزايد بمدينة ديربورن، «عاصمة العرب الأميركيين في الولايات المتحدة»، بسبب مواقفها الداعمة للقضايا العربية والإنسانية وما ينجم عنها من مواقف سياسية بالغة التأثير، جعلت منها قبلة السياسيين وموفدي البيت الأبيض خلال الفترة الأخيرة بالتزامن مع انطلاق سباق الرئاسة الأميركية في شباط (فبراير) المنصرم.
وفي مستهل كلمته، أوضح السبلاني بأن المجتمع العربي الأميركي يعيش هذه الأيام مرحلة صعبة وحزينة بسبب مواصلة الحرب على الشعب الفلسطيني في القطاع المحاصر، لافتاً إلى أن قساوة هذه المرحلة تتعدى بأشواط، قسوة المرحلة التي عايشها العرب الأميركيون إبان حرب تموز على لبنان في 2006، فضلاً عن كونها أكثر مأساوية من نكسة العام 1967.
السبلاني يضيء على الدور السياسي المتنامي لمدينة ديربورن
وأوضح السبلاني بأن صمود سكان القطاع أمام آلة الحرب الإسرائيلية جعل غزة عنواناً لشرف وكرامة البشر جميعاً، وليس العرب والمسلمين فقط، لافتاً إلى أن دعم المجتمع العربي والمسلم الأميركي في منطقة ديربورن لمقاومة وتضحيات الفلسطينيين جعل الجميع يتطلعون إلى المدينة التي استقطبت اهتماماً إعلامياً منقطع النظير خلال تمهيديات الرئاسة الأميركية في ميشيغن الشهر الماضي، معرباً –في الوقت نفسه– عن أسفه من تدني الإقبال على صناديق الاقتراع في المدينة ذات الكثافة العربية.
وقال السبلاني: «علينا أن نشعر بالفخر، تحديداً هنا في ديربورن، لأن الولايات الأميركية الخمسين، والـ350 مليون أميركي، وكذلك جميع وسائل الإعلام الأميركية، والبيت الأبيض كانت عيونهم على ديربورن في فبراير الماضي، وبالتأكيد ستبقى عيونهم على مدينتنا في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل»، في إشارة إلى الجولة النهائية من سباق البيت الأبيض.
وأضاف السبلاني: «لقد باتت ديربورن اليوم هي قبلة أميركا، وسوف يكون الرئيس الأميركي القادم هو الرئيس الذي تريده ديربورن، والمرشح الخاسر سيكون المرشح الذي ترفضه ديربورن»، موضحاً بأن ميشيغن، «كولاية متأرجحة»، ستلعب دوراً حاسماً في تحديد هوية الرئيس الأميركي في نوفمبر القادم، وأن أصوات العرب والمسلمين الأميركيين فيها ستكون الفيصل في تحديد هوية المرشح الفائز في «ولايتنا».
وتطرّق السبلاني إلى زيارات عدد من المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن الذين «حجّوا» إلى ديربورن في مسعى لاستعادة ثقة الناخبين العرب والمسلمين الأميركيين في منطقة ديترويت، التي تزعزعت بسبب دعم الرئيس الديمقراطي لدولة الاحتلال ومدها بأكثر من 35 ألف طن من الأسلحة المتطورة والقذائف الثقيلة خلال الأشهر الخمسة الماضية.
وقال ناشر «صدى الوطن»: «قبل أيام قليلة زارني موفد كبير من البيت الأبيض، وفي 8 فبراير جاء 11 مساعداً للرئيس إلى ديربورن، وقبلهم جميعاً قدمت رئيسة الحملة الانتخابية للرئيس جو بايدن إلى المدينة، للتفاوض معنا حول ضمان التصويت لإعادة انتخاب الرئيس الديمقراطي، ولكن ردنا كان واضحاً، إذ قلنا لهم بأن الرئيس بايدن لم يعد يمثلنا، وأنه بات بالنسبة لنا مجرم حرب على غرار مجرم الحرب الإسرائيلي بنيامين نتنياهو».
وأفاد السبلاني الحضور بورقة المطالب التي قدمها بنفسه لموفدي البيت الأبيض، والتي تمثلت بالمطالبة بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وإعادة إعمار القطاع المدمر، بالإضافة إلى تكثيف الجهود الأميركية والأممية لإيجاد حل عادل وجذري للقضية الفلسطينية، محملاً الإدارة الأميركية مسؤولية استمرار مجازر الإبادة الجماعية التي أودت بحوالي 40 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. وقال: «هذه هي الشروط التي أبرقناها إلى البيت الأبيض، فإذا كان الرئيس جاهزاً لتنفيذها، فنحن على استعداد للتفاوض، أما إذا رفض مطالبنا، فسوف يسمع صوتنا بكل وضوح في نوفمبر المقبل».
وطالب السبلاني العرب والمسلمين الأميركيين بأن يكونوا على قدر المسؤولية التاريخية في شهر نوفمبر وأن يقبلوا بكثافة على صناديق الاقتراع لإيصال صوتهم «احتراماً وتقديراً لآلاف الشهداء في غزة ولبنان واليمن والعراق وسوريا»، وقال: «في فبراير، كانت عيون أميركا والبيت الأبيض والعالم بأكمله مصوبة نحونا، ولكن الأرقام كانت مخيبة للآمال، وعلينا أن نتفادى تكرار ما حدث في فبراير الماضي، رغم أهميته ورمزيته السياسية والانتخابية»، في إشارة إلى تصويت أغلبية المقترعين لخيار «غير ملتزم» في السباق الديمقراطي التمهيد.
وأردف السبلاني: «من بين زهاء 70 ألف ناخب مسجل في ديربورن، لم يشارك في التصويت سوى 17 ألف فقط، بينهم حوالي ستة آلاف ناخب صوّتوا بـ«غير ملتزم»، فهل تعكس هذه الأرقام المتدنية المسؤولية الملقاة على عاتقنا؟»، لافتاً إلى توافد الوسائل الإعلامية من جميع أنحاء العالم إلى ديربورن لرصد وتغطية الانتخابات الرئاسية فيها. وقال: «لم تبق وسيلة إعلامية في العالم، وإلا وجاءت إلينا، من فرنسا وألمانيا والصين واليابان، وغيرها من الدول الأخرى، وماذا كانت النتيجة.. 6 آلاف فقط صوتوا بغير ملتزم، فهل يعكس هذا الرقم قوتنا وصوتنا الانتخابي؟».
وتساءل السبلاني: «ألا يستحق عشرات آلاف الشهداء أن نضحي ببضع دقائق من وقتنا لكي نذهب إلى مراكز الاقتراع وندلي بأصواتنا»، مؤكداً أنه «لم يبق لنا سوى أن نأخذ الناخبين من أيديهم إلى أقلام الاقتراع، ونقول لهم: تفضلوا.. صوّتوا هنا».
وتطرق السبلاني إلى تجربته الإعلامية والسياسية خلال العقود الأربعة المنصرمة، وقال: «لقد كرست أربعين عاماً من حياتي من أجل القضايا العربية، وسوف أكرس ما تبقى من عمري للدفاع عن حقوق شعبنا وكرامة شهدائنا، ولن يُخيفني الوعيد والتهديد المتواصل من داعمي الصهيونية والاحتلال، فإسرائيل هي أصغر من أن تخيفني أو تخيف أي واحد منكم، رغم جبروتها ووحشيتها البربرية».
وختم السبلاني كلمته بالتأكيد على مواصلة موقف المجتمع العربي الأميركي للقضية الفلسطينية، وقال: «لن نركع ولن نخاف ولن نتراجع، وفي نوفمبر، سنصوّت ضد المرشح الذي تسبب بقتل شعبنا وتشريد أهلنا وتدمير بيوتنا».
Leave a Reply