ديربورن – «صدى الوطن»
استنكر نشطاء عرب أميركيون الجريمة النكراء التي أودت بحياة الكاتب والصحفي الأردني ناهض حتر في عمان، وذلك في فعالية حملت عنوان «وقفة تضامنية مع حرية الفكر والكلمة» دعا إليها «نادي الجيل الجديد»، الأربعاء الماضي، في مطعم أدونيس بمدينة ديربورن.
حسان حمادة ملقياً كلمة «نادي الجيل الجديد» |
واعتبر الناشط صافي طه مقتل حتّر أمام محكمة قصر العدل في العاصمة الأردنية، عمان، جريمة ضد الإنسانية لا يجب أن تمر كحادثة عابرة، داعياً إلى إحقاق العدالة وحماية الكلمة الحرة.
بدوره، ألقى الناشط حسان حمادة كلمة «نادي الجيل الجديد»، وقال: «أفكر في الشهداء والجرحى وأخجل لأنني لست شهيداً.. فها نحن اليوم نخجل من الكلمة الحرة إذ اغتيلت في هذا الزمن الرديء، ونخجل من نور العلم إذ أطفأته ظلامية الجهل وظلم الرعاع». أضاف: «نخجل من العدل مصلوباً أمام قصر العدل ونخجل من الحرية إذ أدمتها القيود والانحلال، ونخجل من التفكير إذ يقتل على يد التكفير».
وأشار إلى أن «شهيد الكلمة الحرة»، حتّر، كان واضح المواقف «بفكره المستنير ونظرته الثاقبة وعقله المنفتح» وأنه «لم يُخدع بربيع عربي مزعوم ويفتّ في عضده تكفير التفكير بل اتخذ من الإنسان قضية له، آمن بها وناضل من أجلها وبذل الدم في سبيلها».
جانب من اللقاء التضامني |
وعرض حمادة لجانب من مسيرة حتر الفكرية والنضالية، حيث تنقل الراحل بين مختلف المذاهب الفكرية والفلسفية التي قادته في نهاية الأمر إلى كتابات حاولت تفكيك نظريات الفكر السلفي التي شكلت أخطارا متراكمة على العلاقات المجتمعية والسياسية في بعض البلدان العربية وبرزت كتهديد للمظاهر الحضارية والثقافية والاجتماية في المجتمع العربي.
وأشاد بدور حتّر الريادي في التنبيه من خطر التطرف حيث دعا في وقت مبكر إلى «إلى أقصى درجات التضامن وتشبيك العلاقات بين مختلف دول الإقليم وكيانات الهلال الخصيب.. ورأى الخطر متجسدا بالكيان المزروع في خاصرتنا ليكون أداة لقوى الاستعمار والهيمنة من جهة، ومن جهة أخرى في الجماعات التكفيرية والفكر التكفيري الإقصائي والإلغائي المتطرف»، مضيفا: «بسبب هذا الفكر نالنا ما نالنا من تشريد وتدمير للتاريخ والحاضر والمستقبل، ومن هنا كان دفاعه المستميت عن المقاومة ومحورها وكانت له أزكى الشهادات، ألا وهي شهادة الدم».
الناشط زهير علوية أدان توظيف الدين الإسلامي من قبل بعض الحركات المتطرفة التي «تتلطى خلف رسالة الإسلام السمحة ولكنها تسيء لصورته الحضارية الناصعة». وقال: «الإسلام دين رحمة وسلام، لكن تلك الجماعات تتخفى وراء المقدسات وتمارس القتل ونشر الحقد والطائفية».
وفي السياق ذاته، دعت «الجمعية الأردنية الأميركية» الحضور إلى المشاركة في اللقاء الذي أقامته في اليوم التالي في كنيسة «سانت ماري» في مدينة ليفونيا، للتعبير عن شجبها لمقتل حتر وتضامنها مع حرية التعبير.
وكانت الجمعية قد أصدرت في وقت سابق بيانا صحفياً استنكر اغتيال الكاتب الأردني، الذي يعد الأول من نوعه منذ العام 1971، واعتبر اغتياله استهدافاً للأردن ووحدته الوطنية.
Leave a Reply