ديربورن – وسط حضور مجتمعي ورسمي حاشد، أقيم في «مركز فورد للفنون» بمدينة ديربورن، يوم الأربعاء الماضي، حفل تنصيب للقاضي في محكمة مقاطعة وين لورنس العسل الذي يتعين عليه خوض الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم للاحتفاظ بمنصبه.
وفي مراسم رمزية، أدى العسل، اليمين الدستورية أمام زميلته في محكمة المقاطعة القاضية إيفانا إبراهيم، علماً بأنه باشر مهامه تحت قوص المحكمة قبل أشهر إثر قرار حاكمة ولاية ميشيغن، غريتشن ويتمر، بتعيينه في عضوية المحكمة بتاريخ 4 كانون الأول (ديسمبر) المنصرم.
وتم تعيين المحامي اللبناني الأصل في منصب قاض لاستكمال الفترة المتبقية من ولاية القاضي المستقيل غريغوري بيل، التي تنتهي مطلع كانون الثاني (يناير) 2025.
وخلال الحفل، أشاد كل من نائب حاكمة ميشيغن غارلين غيلكريست، والنائب السابقة لمدعي عام الولاية فدوى حمود، ونائب محافظ مقاطعة وين أسعد طرفة، وشريف مقاطعة وين رافايل واشنطن، ورئيس محكمة ديربورن سالم سلامة، والقاضي في محكمة ديربورن هايتس ديفيد طرفة، وناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني بمناقبية العسل المهنية وكفاءاته القانونية التي تؤهله «ليكون ضمن فريق القضاة التي يضم أفضل الخبرات في مقاطعة وين».
وقال غيلكريست إن العسل يجلب معه عقوداً من الخبرة لدعم العدالة في محكمة مقاطعة وين، ما سيرفع من جودة الخدمات القضائية ويحافظ على سيادة القانون، ويعزز ثقة السكان بالجهاز القضائي، لافتاً إلى أن تعيين العسل هو شهادة إضافية على ما يمكن لأبناء الأقليات الإثنية تحقيقه في الولايات المتحدة.
وخلال الحفل الذي نظمته «لجنة الاحتفاظ بالقاضي لورنس العسل»، قدّم كل من النائب عن مدينة ديربورن في مجلس نواب ميشيغن العباس فرحات، ومدير الطوارئ والأمن بوزارة الأمن الداخلي في مقاطعة وين، سامر جعفر، وعضو مفوضية مقاطعة وين ديفيد كنيزيك، شهادات تقديرية للعسل، تثميناً لتفانيه المهني والتزامه بإحقاق العدالة للأفراد دون أي تمييز.
بدوره، ألقى السبلاني، الضوء على الدور المتنامي للكفاءات العربية وانخراطها في الخدمة العامة ما يسهم في تعزيز المكانة السياسية لعاصمة العرب الأميركيين، وقال إن إقبال الأعداد المتزايدة من العرب الأميركيين على تولي وشغل المناصب الحكومية والرسمية في المدن والمقاطعات التي يعيشون فيها، وكذلك على المستوى الوطني، هو دليل إضافي على حبهم ووفائهم لوطنهم الجديد: أميركا.
ولفت السبلاني إلى أن القضاة العرب الأميركيين في محكمة مقاطعة وين هم من أفضل الكفاءات وألمع المواهب «بشهادة زملائهم ورؤوسائهم، إنهم من بين الأفضل في مقاطعتنا، ولورنس العسل ليس مستثنى من تلك الشهادات»، وقال: «إننا نحب أن نخدم هذه البلاد التي قدمنا إليها بتأشيرة سفر باتجاه واحد، والتي حضنتنا وأتاحت أمامنا الفرص لبناء حياة جديدة»، موضحاً بأن استياء العرب الأميركيين من السياسات الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط لا يعني أنهم «غير وطنيين» كما تروّج بعض الأجندات المشبوهة.
وأردف السبلاني: «لسنا وحدنا من يعارض سياسات أميركا في فلسطين والعراق واليمن وبقية الدول العربية، الكثير من الأميركيين لديهم نفس الموقف، وليس سراً أن نقول بأن الأمة الأميركية منقسمة على نفسها حول العديد من القضايا الداخلية والخارجية، ولكن هذا لا يعني بأن نصف الشعب الأميركي وطني ونصفه الآخر غير وطني».
وفي سياق آخر، أثنى السبلاني على جهود الحاكمة ويتمر، التي وصفها بأن الأكثر من قام بتعيين العرب الأميركيين في مناصب رسمية عبر تاريخ ولاية ميشيغن، وربما في كافة الولايات الأميركية. وقال: «إن التجارب تثبت بأن قراراتها في تعيين تلك المواهب والطاقات المثيرة للإعجاب كانت صائبة».
وفي كلمة مقتضبة، شكر العسل عائلته وزملاءه وأصدقاءه، ومن بينهم سامر جعفر الذي عمل معه في مكتب شريف مقاطعة وين، والقاضي طرفة الذي عمل معه كماجستريت في محكمة ديربورن هايتس، وكذلك القاضية إبراهيم التي خدمت أيضاً كماجستريت في المحكمة نفسها. وأعرب العسل عن حماسته للعمل في في محكمة مقاطعة وين واعداً بالالتزام في تحقيق العدالة بأقصى درجات الاحترام والإنسانية.
تجدر الإشارة إلى أن العسل تخرج من كلية إدارة الأعمال في «جامعة ميشيغن»، حائزاً على شهادتي البكالوريوس والماجستير، قبل أن يتخرج من كلية الحقوق في نفس الجامعة. وبعد تخرجه مباشرة، تم تعيين العسل كمحامٍ لدى شركة «كاريل لانفير آند بولكيما» بمدينة رويال أوك، التي كانت تمثل شركات التأمين في ولاية ميشيغن، ما أهّله للتعامل مع القضايا المدنية الصعبة التي تتطلب بحوثاً مكثفة وتحقيقاً في مطالبات المدعين على شركات التأمين، إلى جانب الصياغات المُحكمة للمذكرات القانونية والدفاع عنها.
وعمل العسل مستشاراً للمدعي العام الفدرالي لوزارة الدفاع الأميركية، ما أكسبه خبرة فريدة في التعامل مع القضايا الصعبة والمعقدة، في المسائل القانونية على اختلاف أنواعها. بالإضافة إلى ذلك، تولى العسل مهام المحامي الأول والشريك المؤسِس في «مكتب العسل وشركاه للمحاماة»، كما قام بتدريس القانون التجاري في كل من «جامعة ميشيغن»، و«كلية هنري فورد» بمدينة ديربورن.
وقبل تعيينه قاضياً في مقاطعة وين، شغل العسل منصب ماجستريت في محكمة ديربورن هايتس خلفاً لإبراهيم التي أدارت مراسم أداء اليمين، وهي أيضاً من القضاة التي قامت ويتمر بتعيينهم في محكمة المقاطعة الأكبر في ميشيغن.
Leave a Reply