نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي يحتفي بالكلمة المغتربة
ديربورن – «صدى الوطن»
أقام «نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي» على قاعته في ديربورن حفل توقيع كتاب «أقلام مهجرية» لمؤلفه كامل محمود بزي مساء الخميس الثامن من شباط (فبراير) الجاري بحضور القنصل اللبناني العام في ديترويت سوزان موزي، وسط حضورٍ لافتٍ وحاشد تجاوز ٣٠٠ شخص من أبناء الجالية، من ضمنهم ممثلو المؤسسات والمراكز الدينية والحكومية والقضائية والبلدية والتربوية.
استُهلت الاحتفالية بقصيدة مسجّلة للشاعر عبد النبي بزي كتبها تثميناً لإصدار الكتاب والثناء على جهد مؤلفه، نقتطف منها الأبيات التالية:
كتابُكَ الفذّ منظومٌ ومنتثَرُ
كنّا ولادته بالشوقِ ننتظرُ
فجاء يختال في زهوٍ وفي ألقٍ
مخضّباً بالحِجا آياتُهُ غُررُ
معطَّراً بالبيانِ السمحِ مرتدياً
ثوبَ البلاغةِ تُستجلى به الدرر
تعيش في دفّتَيه ملءَ غربتِها
وشوقِها أنفسٌ ينأى بها السفَرُ
أبليتَ خيرَ بلاءٍ في صياغتِهِ
وصاحباكَ عليهِ الصبرُ والسهَرُ
أخرجتَ للنورِ أقلاماً مهاجرةً
في الغربِ كانت عن الأبصار تستترُ
ثم ألقى عريف الحفل الاعلامي زهير علوية كلمة رحب فيها بالحاضرين، ليقدم الدكتور محمد ناصر رئيس اللجنة الثقافية في النادي حيث أشار إلى أهمية الكتاب في إبراز الدور الذي يلعبه الأدباء والمثقفون في إحياء أدب الأمة والتمسك بهويتها إذ قال: «ليطمئن القارىء العربي أنّ ساحة المهجر في منطقة ديترويت لاتزال تشهد حراكاً وتململاً يقوده أبناءٌ برَرة أنجبتهم هذه الأمة، عشقوا لغتها التي أنجبت أبا الطيّب والمعرّي وابن خلدون وغيرهم ممّن كانوا محطّاتٍ شامخةً في حياة أدبِ هذه الأمة».
بعد ذلك ألقى الكاتب عدنان بيضون كلمة أشاد فيها بجهد المؤلف وتوجه خلالها بالنقد البناء في رصد بعض مواطن التقصير في واجبات المؤسسات التي أنشأها المغتربون الأوائل إذ نبّهَ إلى: «ما يُؤسَف له أنّ ما يُطلق عليه اسم المؤسسات التي بناها المغتربون بكرم عطائهم وبذلهم، أخفقت في أن تُظهر الصورة المشرقة لتراثنا وتحوّلت مع الأيام إلى مرابع للتجارة والتنافس البغيض حتى بأغلى ما نملك من قيَم وتقاليد».
ثم ألقى الشاعر ياسر سعد، قصيدة أكد فيها على أهمّية الكتاب في جمع شتات ما تناثر من منجز الشخصيات التي تضمّنها، والحصيلة التي تُؤتمَن في حفظها إذ أنشد في التبيان:
كم كنتُ أخشى قبل سِفرِكَ صاحبي
هذا، ضياعَ قصائدي بفنائي
هيَ مهجتي الولهى ولهفةُ خافقي
هي صوتُ ضحكاتي وعينُ بكائي
وهي المشاعرُ فوق موطنِنا همت
وجداً وفوق تقلبي بمناءِ
هي ذي أنا في ذي الحياةِ مبعثَراً
في كلّ قافية ترى أجزائي
وبجمعكَ الميمون بعضَ قصائدي
بعثٌ فما جمّعته أشلائي
ثم عاد عريفُ الحفل ليقدم الشاعر كمال العبدلي بصفته المُعرّف بالكتاب على الغلاف الأخير، إذ أكّد على أن منجزَ الكتاب ليس كمنجز أدب المهجر الأول، ذلك لاختلاف الحيثيات بين المرحلتين الفاصلتين الممتدتين ما بين الأولى وما بين الثانية حيث قال: «ليست النظرةُ إلى منجز أدب المهجر الذي ورثناه عن الروّاد العِظام الأوائل، جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإيليا أبي ماضي ومعلوف وغيرهم، ليست هي ذاتها التي يوحي بها كتاب (أقلام مهجرية)، ذلك لاختلاف ظروف ووقائع وخصائص وملابسات المرحلتين الفاصلتين بينهما». مشيراً إلى أنّ «المحصّلة التي نستنتج منها هي جوهرة الإنتماء إلى حسٍّ وثقافة الأمّة».
بعد ذلك ألقى مؤلف الكتاب الأديب كامل محمود بزي كلمة أعرب فيها عن شكره وامتنانه للحاضرين ولمن ساعده في إنجاز الكتاب وخاصة للذين دعموا الإصدار مادياً، لينتهي الاحتفال بتوقيعه الكتاب.
Leave a Reply