خليل إسماعيل رمَّال
شكلت كلمة حاكم ولاية ميشيغن، غير العادل، في مؤتمر «إسنا» الإسلامي، مشكلة جوهرية وإشكالية كبيرة للجالية العربية والإسلامية في منطقة مترو ديترويت التي تُعتبر موطن أكبر كثافة سكانية لها خارج منطقة الشرق الأوسط.
فقد أكد ريك سنايدر دعمه لدولة الكيان الإسرائيلي ولم يأتِ على ذكر الشعب الفلسطيني الذي لم يجف دمُ ١٣ ألف شهيد وجريح من أبنائه في غزة بعد، في أعقاب ٥١ يوما من المجازر التي لم تستثني الأطفال الرضع ولا حتى الأجنة ولا المساجد والمستشفيات والمدارس. كل هذا لم يسمع به أو يشاهده سنايدر فكان دعم إسرائيل عنده أهم من كل الدماء الفلسطينية الزكية وهو على أبواب إنتخابات قد تقرر مصيره، وفي عقر دار أكبر مؤتمر إسلامي وطني. لم تهمه الإساءة لمشاعر الآلاف من المسلمين وغير المسلمين من الإنسانيين الذين هالتهم مجازر دولة الإحتلال، فقال كلمته ومشى مطمئناً من دون حرج بعد أنْ أثلج قلوب المعادين للمسلمين الذين نددوا بداية بحضوره المؤتمر الاسلامي.
لقد كان من الأفضل عدم دعوة سنايدر منذ البداية رغم التقليد المتبع لأن هذا الحاكم محكوم من قبل الجماعات الإسرائيلية ولا يمكنه الفكاك منها. البعض تكهن بانه قال ما قاله لانه ساذج سياسياً لكني اختلف مع هذا الرأي فهو يعرف ما يقول وقد أتاحت له الفرصة هذه ربما التغلب بالنقاط على غريمه في سباق الحاكمية الديمقراطي شاور. فإسرائيل تشهد عهداً ذهبياً من العلاقات مع ميشيغن في عهد سنايدر كما لم تشهده من قبل، رغم التواجد السكاني والتجاري الكبير للجالية العربية والإسلامية. كما أتاحت كلمة سنايدر الكشف عن العجز العربي الاميركي غير القادر على منع الحاكم من القفز وراء مصالح ومشاعر العرب بهذه الخفة وهذا الشكل مما يعني أنه لا يقيم وزناً للصوت العربي في هذا البلد.
ولمَ نلوم الغير على مثالبنا؟ فهل صوَّتنا بكثافة كما يجب في الانتخابات التمهيدية التي لم يحالف الحظ فيها اي مرشح عربي أميركي؟! هل هبينا ضد «ديترويت نيوز» العنصرية التي أهان مدير صفحة الرأي فيها كل العرب الفلسطينيين؟! هل ننتبه إلى مستقبلنا ومصيرنا ونجعل أصواتنا مسموعة؟ هل طالبنا رئيس بلدية ديربورن الذي بلع لسانه هو وأعضاء المجلس البلدي من العرب وغير العرب بالتحرك للدفاع عن مدينتنا المشموسة والموسومة بالإرهاب؟!
هل قلنا لمسؤولي البلدية الذين لم يتصرفوا بشكلٍ طواريء بعد فيضانات القرن وخسارة العمر للبعض بأننا غير مرتاحين لأدائهم الفاشل وقلة اهتمامهم لأن الانتخابات ليست على أبوابهم؟! طبعا، لا فقد إلتزمنا الصمت ولم نطلب فتح تحقيق في قضية مجاري ديربورن المسدودة التي تسببت في تقهقر مياه الصرف الصحي إلى البيوت أثناء هطول الأمطار الغزيرة خصوصاً بسبب ورشة الأشغال العامة الكبيرة على شارعي غرينفيلد وشيفر؟
نحن البسطاء والساذجين، لا سنايدر، بدليل أن أقوى جالية شرق أوسطية لا تقدر أنْ تمنع سياسياً واحداً من إهانة مشاعرنا بله حمله على الاعتذار وسحب تأييده لإسرائيل ودعم حقوق شعب فلسطين.
كنت سأدعو الى عدم إنتخاب سنايدر وإسقاطه
كما يفعل اليهود بكل من يتجرأ على أن يحيد عن خطهم، لكن الظاهر ان حسابات حقل العجز العربي لا تنطبق على بيدر سنايدر!
Leave a Reply