أثار تجاهل الادعاء العام في مقاطعة وين لشكوى سيدة عربية أميركية مسنة تعرضت لاعتداء وحشي من قبل كلب في مدينة هامترامك، استنكار حقوقيين عرب ومسلمين.
وعقدت «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» و«مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية» (كير) فرع ميشيغن مؤتمراً صحافياً مشتركاً في ديربورن لطرح القضية والاستفسار عن الأسباب التي أدت الى تجاهل الإدعاء العام في مقاطعة وين لحقوق امرأة عربية أميركية مسنة تعرضت لهجوم شرس من قبل كلب يعود لأحد جيرانها وهو شرطي في مدينة هامترامك. وقد تسبب الاعتداء عليها بإصابات متعددة شملت فقدانها لإصبع من كفها الأيمن.
سماحة والمحامي عياد |
ونقلت المؤسستان الحقوقيتان شكوى السيدة كافلة سماحة (٧٨ عاماً) بعد أن رفض الادعاء إنصافها بتوجيه تهم لجارها الشرطي مايكل ستاوت.
وفي تفاصيل الاعتداء، كانت سماحة تمشي في زقاق يؤدي الى منزلها في 21 نيسان (أبريل) الماضي عندما قفز واحد من ثلاثة كلاب فوق سياج الحديقة الخلفية لجارها الشرطي ستاوت ليهاجمها بشراسة، مما أثار تساؤلات حول كيفية حصول ذلك وعماً إذا كان الكلب مدفوعاً للاعتداء عليها.
وفي تفاصيل إضافية فإن الكلب الذي يملكه الشرطي ستاوت هو من نوع «كانكورسو» وهي سلالة معروفة بضخامة الحجم والعدوانية، وتصنف أكثر خططورة من كلاب «البيتبول». وخلال الهجوم، قضم الكلب إصبعاً من كف المرأة الأيمن وتسبب لها بأضرار وتشوهات في ذراعيها.
وبأعجوبة استطاعت سماحة النجاة من الموت لكنها أمضت أيام عدة في العناية المركزة، حيث أجريت لها عمليات جراحية متعددة، ولكن لم ينجح الأطباء في اعادة إصبعها المقطوع الى مكانه، ما يعني إصابتها بعجز دائم، إلا أنه ورغم ذلك لم يحرك الإدعاء ساكناً في هذه القضية حسب «الرابطة الحقوقية» و«كير».
وقامت شرطة ولاية ميشيغن في أعقاب الهجوم بالتحقيق مع الشرطي ستاوت، لكن لم يوجه الإدعاء العام أي اتهامات جنائية له، وتم الاكتفاء بتوقيفه إداريا في دائرة شرطة هامترامك. مما اعتبره الناشطون الحقوقيون «صفعة في وجه نظام العدالة».
وقال رئيس «الرابطة» المحامي نبيه عياد «إن القانون واضح في هذا النوع من القضايا، فعندما يخرج الكلب ويهاجم شخص ما، يصبح صاحبه مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن أي ضرر يلحق بالضحية»، وتساءل «لماذا لم يوجه الإدعاء العام أي اتهام بجنحة أو جناية.. إنه أمر مثير للحيرة».
وحضرت سماحة، التي لا تجيد اللغة الإنكليزية، المؤتمر الصحفي برفقة ابنها الذي تولى ترجمة مداخلتها، حيث قال «والدتي تؤمن إيماناً راسخاً بأن السبب الوحيد الذي منع توجيه أي اتهام لستاوت هو أنه ضابط شرطة»، وأضاف «تعتقد إنهم يساعدونه كي يفلت من العقاب».
سماحة في المستشفى على إثر تعرضها لهجوم من كلب شرس |
وحسب المعلومات الواردة من مكتب المدعي العام في مقاطعة وين، فإن عدم توجيه الاتهامات لستاوت يستند الى شكوك حول ما إذا كان الكلب قد قفز من فوق السياج ليهاجم المرأة، أم أنّ سماحة هي من وضعت يدها داخل سياج بيت الشرطي ستاوت فأثارت بذلك استفزاز الكلب الذي قد يكون هاجمها من داخل السياج.
وقد عبر المسؤولون في المؤسستين الحقوقيتين عن عن «اشمئزازهم من هذا الاستنتاج»، حيث قال عياد «من الواضح جداً أنها كانت تمر بجنب السياج ولم يكن في ذهنها التعدي على ممتلكات الغير. فهناك ثلاثة كلاب شرسة في الحديقة الخلفية وطول السياج أكثر من ستة أقدام. فما الذي من شأنه أن يجعلها تفكر في أن تضع يدها من خلال السياج. وأكثر من ذلك فإن دينها يمنعها من لمس الكلاب».
وتبين الصور التي التقطت لمكان الحادث أن هناك مصطبة بارتفاع أربعة أقدام تقع داخل الفناء الخلفي بجوار السياج.
وفي وصفها لتفاصيل الاعتداء أكدت سماحة أن الكلب قفز من على المصطبة ليتجاوز السياج ويتمكن منها، كما قالت إن ستاوت شاهد الحادثة من شباك منزله فركض الى خارج المنزل وأوقف هجوم كلبه.
وقالت سماحة إن ستاوت أعاد الكلب الى الفناء الخلفي قبل وصول الشرطة الى مكان الحادث.
وقد وجه الحقوقيون، الذين اجتمعوا في مقر «الرابطة» في ديربورن، أصابع الاتهام الى مدعي عام مقاطعة وين كيم وورثي شخصياً، واتهموها بإهمال واجبها والتساهل بخصوص هذه القضية. وشدد الناشطون على أنها ليست المرة الأولى التي تسيىء فيها وورثي التصرف في قضية تتعلق بالعرب الأميركيين، حيث ذكّروا بتوجيهها اتهامات جنائية لأربعة قاصرين عرب أميركيين نتيجة تصادم وقع مع لاعبي فريق خصم في مباراة مدرسية للعبة «الفوتبول». واستغرق الأمر مجهودات كبيرة وتحرك الجالية لإقناع القاضي بإسقاط التهم التي وجهها مكتب وورثي. وفي هذا الصدد قال عياد «إن ممارسات كهذه تحتاج الى تفسير وأجوبة شافية للجالية حتى لا تخلف شعوراً لدينا بأننا نتعرض للتمييز من مكتب الإدعاء العام في مقاطعة وين».
وحول قضية سماحة أضاف عياد «على الرغم من أن المحققين لم يتمكنوا من إثبات أن الكلب قفز من فوق السياج، لكن ليس هناك شك في أن حياة سماحة كانت في خطر حقيقي، فهي فقدت إصبعها وهناك قضيب وُضع في ذراعها، هذا فضلا عن وجود كدمات وعلامات عض من جراء هجوم الكلب». وأكد عياد أن «هناك أسباب موجبة لتوجيه الاتهامات في هذه القضية، أما في خصوص موضوع التباين فيما إذا كان الكلب قد قفز من فوق السياج أم لا فالأمر يجب أن يترك للقضاء وللجنة المحلفين للبت فيه».
يذكر أن الكلب الذي هاجم سماحة يزن نحو مئة باوند، في حين يبلغ طول سماحة نحو 5,1 قدماً وتزن مئة باوند. وقد نقل الكلب من بيت صاحبه ولا يزال بحوزة شرطة ولاية ميشيغن.
وكشف رشيد بيضون، المدير التنفيذي للرابطة الحقوقية العربية، لـ«صدى الوطن» أنه يتم العمل حالياً على صيغة رسالة تطلب من المدعي العام في ولاية ميشيغن بيل شوتي بالتدخل مباشرة وتوجيه الاتهامات ضد ستاوت، طالما أن وورثي متمسكة بموقفها.
Leave a Reply