نِك ماير – «صدى الوطن»
قرار إعادة شرطي إلى العمل بدائرة منتزهات هيورون–كلينتون بعد توقيفه بشكل مؤقت، لإطلاقه عبارات عنصرية ضد أسرة عربية كانت تستجم في منتزه عام بجنوبي مقاطعة وين، أثار حفيظة مؤسسات مدنية عديدة في المنطقة، حيث طالب نشطاء حقوقيون، الدائرة بـ«إعادة فتح التحقيق في الحادثة»، مؤكدين بأن «تعليقات الشرطي متجذرة في العنصرية وكراهية الأجانب».
وكانت شرطة منتزهات هيورون–كلينتون، قد أعادت أحد عناصرها إلى الخدمة، في 9 آب (أغسطس) الماضي، بعدما خلصت تحقيقاتها الداخلية إلى أن تعليقات الشرطي يوم الحادثة الموثقة عبر الفيديو «لم تكن عنصرية»، بل كانت «غير مهذبة» وحسب.
وأظهر تسجيل للحادثة نُشر على الانترنت، مطلع تموز (يوليو) الماضي، رجلاً أميركياً يدعى فرانك وايت وهو ينبّه أسرة عربية –في منتزه «ليك إيري» ببلدة براونزتاون– بأن أحد عناصر الشرطة قد وجه لهم الكلام، قائلاً: «عودوا من حيث أتيتم!».
وعلمت «صدى الوطن» بأن الشخص الذي تعرض لتعليقات الشرطي العنصرية، يدعى هادي داغر، وكان برفقة أفراد من عائلته في المنتزه يوم 30 حزيران (يونيو) الماضي عندما وقعت الحادثة.
وبحسب التحقيقات، لم تتوفر لدى الشرطة «أدلة مرجحة» لتثبيت الاتهام بأن الشرطي أبدى «تحاملاً لفظياً أو إيمائياً»، فيما يتعلق بالعرق أو الأصل القومي تجاه الأسرة العربية.
ولفت بيان للشرطة، إلى أن الضابط علّق على شخص كان يقود سيارة تحمل لوحة إيلينوي، بالقول: «إذا بإمكانك القيادة بهذه الطريقة في إيلينوي، فعُد من حيث أتيت»، في إشارة إلى أن الشرطي لم يكن يقصد الإساءة العرقية أو الإثنية للأسرة العربية، بمطالبتها بالعودة إلى بلدها الأصلي. وأضاف بأنه كان يتوجب على الشرطي أن يفهم بأن الإدلاء بـ«تعليق غير ضروري» من شأنه تصعيد الموقف، طالما أن الرجل وأسرته كانوا يهمّون بمغادرة المنتزه، لافتاً إلى أن الشرطي الذي يعمل لدى دائرة المنتزهات منذ أكثر من عامين، انتهك قواعد السلوك التي تنص على أنه «يجب أن يكون مهذباً ولبقاً، وأن يتحلى بروح انضباطية مثالية».
وخلال مقابلته مع المحققين في دائرة منتزهات هيورون–كلينتون، أفاد داغر بأنه لم يسمع التعليق بنفسه، مؤكداً أنه ليست لديه أية رغبة بأذية الشرطي أو طرده من وظيفته أو إعاقته عن إعالة أسرته، وقال إنه كل ما أراده هو أن تتم معاملته وأسرته باحترام.
ورداً على نتائج التحقيق التي أسفرت عن إعادة الشرطي إلى العمل، أكدت آشا نور، الناشطة في «مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية» (كير) –فرع ميشيغن، على أن منظمتها ماتزال تؤمن بأن التعليقات «عنصرية للغاية» بالرغم من نتائج التحقيق التي زعمت عكس ذلك. وأفادت في حديث مع «صدى الوطن»، بالقول: «تلك التعليقات متجذرة في العنصرية وكراهية الأجانب ومعاداة العرب والمسلمين». وأضافت: «إننا نشاهد في أعلى المناصب، تعليقات مثل «عودوا من حيث أتيتم» كتلك التي وجهها دونالد ترامب للنائبة الديمقراطية في الكونغرس إلهان عمر»، لافتة إلى أن مواقف ترامب تؤجج «رهاب الأجانب في هذا البلد».
وأكدت نور على «الارتفاع المتزايد في جرائم الكراهية والعنف ضد الأشحاص الذين يُعتقد بأنهم من الأقليات»، وقالت إن «كير–ميشيغن» يحث دائرة الشرطة على إعادة فتح التحقيق «لأننا غير راضين عن النتيجة».
من جانبها، قالت المديرة التنفيذية لـ«الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» (أي سي آر أل)، رولا عون: «إن سلوك الشرطي، كما أظهر الفيديو، يشكل مدعاة لقلق حقيقي»، لافتة إلى أن «الفيديو لم يظهِر في أي جزء منه سيارة تحمل لوحة إيلينوي، التي قال الشرطي إنها كانت الدافع وراء تعليقاته».
وأضافت: «في هذه الحالة، أظن أنه من الطبيعي الاعتقاد بأن التعليقات كانت تقصد عرقه (هادي داغر) أو دينه أو إثنيته. بكل بساطة، لازلت أؤمن بأنه تعليق عنصري بسبب سياقه. إذ كانت لدى الشرطي، الفرصة لكي يقول: لا.. ليس هذا ما قصدته، ولكنه لم يفعل ذلك».
وأوضحت أنه : «لم يبدِ ندماً على التعليقات التي أدلى بها، كما أنه لم يظهر كشخص مستعد للاعتذار بأي شكل من الأشكال».
Leave a Reply