تشارلوت – إذا قدر له أن ينفذ كامل عقوبته، لن يخرج الطبيب المتحرش، لاري نصار، من السجن قبل ٣٦٠ سنة.
فبعد حكم سابق بالسجن من ٤٠ إلى 175 عاماً، أصدرته محكمة مقاطعة إنغهام، نال الطبيب السابق لمنتخب الجمباز الأميركي لاري نصار، الأسبوع الماضي، حكماً جديداً بالسجن ما بين 40 و125 سنة إضافية في محكمة مقاطعة إيتون المجاورة، بعد اعترافه باتهامات تتعلق بالاعتداء الجنسي على شابات وقاصرات خضعن لإشرافه الطبي.
ويقضي نصار أيضاً حكما بالسجن لمدة ٦٠ سنة في سجن فدرالي لإدانته بحيازة مواد إباحية متعلقة بالأطفال.
ووفق الادعاء العام في ميشيغن، اعتدى لاري نصار (54 عاماً) على ما لا يقل عن 265 ضحية، تم تحديد هويتهن، على مدى عقدين من الزمن.
وأدت القضية ضد نصار إلى فتح عدة تحقيقات في السبب وراء تقاعس اللجنة الأولمبية الأميركية و«جامعة ميشيغن ستايت»، حيث كان يعمل نصار، عن التحقيق في شكاوى بشأنه تعود لسنوات.
واستقال مسؤولون بارزون من اللجنة والجامعة في الأسابيع القليلة الماضية، مع تصاعد حدة الغضب من الفضيحة.
وأصدرت محكمة إنغهام الشهر الماضي حكماً ضد نصار بالسجن لغاية ١٧٥ سنة.
والاثنين الماضي، انفجر عدد من الضحايا في البكاء فيما كانت القاضية جانيس كانينغهام بمحكمة مقاطعة إيتون تتلو الحكم ضد الطبيب المتحرش.
وعلت وجه ريتشيل دينهولاندر، أول امرأة تتحدث علناً عن مزاعم التحرش، ابتسامة واسعة وهي تضغط على يد زوجها.
وبعد اقتياد نصار للخارج وهو مقيد بالأصفاد تجمع عدد من الضحايا وعانقوا دينهولاندر ووجهوا الشكر لها.
وقدم نصار اعتذاراً مقتضباً للضحايا، الاثنين الماضي، قائلاً: «المشاهد التي تحدثتم عنها في شهاداتكم ستظل ماثلة في ذهني»، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز».
لكن القاضية كانينغهام قالت إن نصار لمح مجدداً في مقابلة مع السلطات قبل الحكم عليه، إلى أنه لم يقترف أي ذنب حتى بعد صدور حكم عليه في مقاطعة إنغهام.
وقالت لنصار الذي خلا وجهه من أي تعبيرات: «أنا على قناعة بأنك لا تدرك بالفعل أن ما قمت به كان خطأ والتأثير المدمر الذي تسببت فيه للضحايا وأسرهم وأصدقائهم. أنت في حالة إنكار. ولا تفهم الأمر».
وسيقضي نصار ستة عقود خلف القضبان الفدرالية، قبل تحويله إلى نظام السجون في ميشيغن لتنفيذ أحكام مقاطعتي إنغهام وإيتون.
حرقة أب!
شهدت جلسة محاكمة لاري نصار، في مقاطعة إيتون، مهاجمة والد ثلاث فتيات صغيرات، للطبيب الذي تحرش بهن.
وكان الأب، راندال مارغريفز واقفاً بجانب اثنتين من بناته، هما ماديسون ولورين، في قاعة المحكمة المنعقدة بمدينة تشارلوت (جنوب غربي لانسنغ)، فيما كانت الفتاتان تتلوان بياناً حول الأثر الذي خلفه التحرّش بهما، ولما انتهت الفتاتان سأل أبوهما القاضية جانيس كانينغهام إن كان بإمكانه أن يقول شيئاً لنصار، وبدأ بشتمه، معبراً عن حرقته.
ثم توجه للقاضية من جديد قائلاً: «أطلب منكم ضمن العقوبة أن تمنحاني 5 دقائق في غرفة مغلقة برفقة هذا الشيطان، فهل تأذنون لي؟»، ولما رفضت القاضية كانينغهام الطلب، ما كان من والد الفتيات الثلاث إلا أن اندفع باتجاه نصار مهاجما إياه، لكن حراس أمن المحكمة تدخلوا بحزم ومنعوه من مهاجمة نصار.
ولم توجه المحكمة أية تهم للأب الغاضب الذي تم احتواؤه قبل أن يطال نصار، وذلك تفهماً لحالته النفسية والغضب الشديد الذي تملكه.
Leave a Reply