الدوحة – قررت محكمة الاستئناف القطرية، الأسبوع الماضي، خفض الحكم بحق شاعر الياسمين القطري محمد بن الذيب العجمي، المتهم بانتقاد النظام والمسّ بالذات الأميرية، من المؤبّد الى 15 عاماً، وقد عدّ محاميه الحكم سياسياً وأعلن أنه سيعترض على الحكم امام محكمة التمييز. وأشاد محمد بن الذيب العجمي في شعره بانتفاضات الربيع العربي، وقال في قصيدة «الياسمين»: «كلنا تونس بوجه النخبة القمعية»، وهو ما عدته السلطات القطرية تحريضاً على النظام ودعوة إلى الثورة عليه. وقد جاء في القصيدة
آه عقبال البلاد اللي جهـل حاكمهـا
يحسب ان العزّ بالقـوات الأميركيـة
وآه عقبال البلاد اللي شعَبْهـا جايـع
والحكومه تفتخر في طفـرة الماليـة
وآه عقبال البلاد اللي تنـام مواطـن
معك جنسية وتصبح مامعـك جنسيـة
وآه عقبال النظام القمعـي المتـوارث
لا متى وانتم عبيـد النزعـة الذاتيـة
ولا متى والشعب مايدري بقيمة نفس
هذا ينصـب ذا وراءه كلهـا منسـيـة
ليه مايختار حاكم بالبلـد يحكـم لـهيت
خلص من نظام السلطـة الجبريـة
محمد بن الذيب العجمي |
وكان قد حُكم على العجمي بالسجن مدى الحياة قبل ثلاثة أشهر، لكنه استأنف الحكم والإدانة، قائلاً إنّه يجب إطلاق سراحه لعدم وجود دليل على أنه ألقى قصائد مهينة في أماكن عامة، لذلك ليس هناك من سند لإدانته بالتحريض.
وخُفض الحكم إلى السجن 15 عاماً من قبل محكمة الاستئناف. وقال العجمي بينما كان يقتاده حراس من محكمة الاستئناف في قطر إنه ليس هناك قانون ينص على ذلك.
من جهته، قال محامي الدفاع، نجيب النعيمي، الذي كان يتولى وزارة العدل القطرية، إن الشاعر سيستأنف الحكم أمام محكمة التمييز، ووصف حكم محكمة الاستئناف بالإجماع بأنه إجهاض للعدالة. وأضاف أن «هناك دوافع سياسية وراء الحكم»، مشيراً إلى أن «هناك محاولة للتأكيد لمواطني قطر أن أي شخص يوجه انتقادات سيحصل على معاملة مماثلة ليكون عبرة». وعندما حكم على العجمي بالسجن مدى الحياة، قال مدير الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، فيليب لوثر: «من المؤسف أن قطر التي تحب أن تصور نفسها على الساحة الدولية باعتبارها البلد الذي يشجع حرية التعبير تنخرط في ما يبدو انه انتهاك صارخ لذلك الحق».
بدورها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن وضع العجمي. وقالت المتحدثة باسم حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، سيسيل بويلي، في كانون الثاني (يناير) الماضي إن محاكمة «شاعر الياسمين» شابتها عدة مخالفات إجرائية.
وأكد علي الحطاب، وهو سعودي يتابع اوضاع حقوق الإنسان في الخليج، أن هذا الحكم الذي صدر اليوم يعطي صورة سيئة للغاية عن قطر. وأضاف: «إنهم في قطر يتحدثون عن الديموقراطية والمساواة، لكنهم لا يمنحون أشخاصاً مثل العجمي حرية التعبير لأنّ هذا يهدد سلطتهم ونفوذهم». وأكد أن «كل ما فعله هو إلقاء قصيدة فكيف يتهمونه بمحاولة قلب نظام الحكم».
وغطت قناة «الجزيرة» التي تتخذ من قطر مقرّاً لها أنباء انتفاضات الربيع العربي، لكنها لم تغط بشكل كاف الانتفاضة في البحرين. وثمة رقابة مباشرة على حرية التعبير في قطر التي يسكنها أقل من مليوني نسمة، ولا يوجد في قطر معارضة سياسية منظمة.
Leave a Reply