مع تحسن مؤشرات الوباء وازدياد وتيرة التطعيم
لانسنغ
مع تراجع وتيرة الإصابات بـ«كوفيد–19»، تستعد ولاية ميشيغن لتخفيف القيود المفروضة على المطاعم والحانات ابتداء من مطلع شهر شباط (فبراير) القادم، رغم اكتشاف عدد متزايد من الإصابات بسلالة متحورة من الفيروس.
وبحلول الاثنين الماضي، كانت مختبرات الولاية قد رصدت 17 إصابة بفيروس كورونا المتحوّر، 13 منها في مقاطعة واشطنو و4 في مقاطعة وين.
وقد أعربت حاكمة ميشيغن، غريتشن ويتمر، والمسؤولون الصحيون في الولاية، عن قلقهم من تفشي السلالة المتحورة للفيروس، محذرين من أن ذلك قد ينعكس سلباً على مسار الخروج من الوباء.
وقالت ويتمر خلال مؤتمر صحفي مطلع الأسبوع: «نحن قلقون من وصول الفيروس المتحور إلى ميشيغن لأنه يمثل تهديداً حقيقياً».
بدورها، أفادت المديرة الطبية في وزارة الصحة، د. جونيه خلدون، بأن الفيروس المتحور ينتقل من شخص إلى آخر بسهولة أكثر، «وهذا يعني أن كل شخص مصاب يمكنه أن ينقل العدوى إلى عدد أكبر من الأشخاص، مما ينذر بتفشي الوباء على نطاق أوسع». وأضافت أن انتشار السلالة الجديدة التي اكتشفت لأول مرة في المملكة المتحدة، قد يؤدي إلى ارتفاع معدل الإصابات وحالات الاستشفاء كما الوفيات، لكن «الخبر الجيد» –بحسب خلدون– هو أن لقاحات «كوفيد–19» «تبدو فعّالة» ضد الفيروس المتحور كما أنه يمكن رصده بواسطة الاختبارات المتوفرة حالياً، فضلاً عن أنه لا يسبب أعراضاً مرضية أكثر شدة.
وفي الأخبار الجيدة أيضاً، كشفت خلدون عن تراجع ملحوظ في وتيرة الإصابات بـ«كوفيد–19» خلال الأسبوعبن الماضيين، مشيرة إلى أن معدل الإصابات اليومية انخفض بنسبة 72 بالمئة، مقارنة بالذروة المسجلة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لتصل في الوقت الراهن إلى حوالي 200 إصابة لكل مليون نسمة يومياً.
كذلك انخفض معدل الاختبارات الإيجابية إلى 6.2 بالمئة، أما نسبة أسرة المستشفيات المشغولة بمرضى كورونا فقد انخفضت إلى 9.2 بالمئة.
المطاعم والحانات
ومع تحسن مؤشرات الوباء، تستعد المطاعم والحانات في ميشيغن لعودة جزئية للزبائن ابتداء من مطلع فبراير القادم، وفق شروط وقائية صارمة حددتها وزارة الصحة.
وسيسمح للمطاعم والحانات بخدمة الزبائن في الأماكن المغلقة لأول مرة منذ 18 نوفمبر الماضي، حينما اشتدت الموجة الثانية من وباء «كوفيد–19».
وتشمل شروط الوزارة التي ستمتد لغاية 21 فبراير على الأقل، القيود التالية:
– يتوجب على المطاعم والحانات عدم استقبال أكثر من 100 شخص أو 25 بالمئة من الطاقة الاستيعابية للمكان، بحسب أيهما أقل.
– تباعد الطاولات عن بعضها البعض لمسافة ستة أقدام على الأقل، مع عدم جلوس أكثر من ستة أشخاص على الطاولة الواحدة.
– الالتزام بقيود التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة باستثناء أوقات تناول الطعام أو الشراب.
– جمع أسماء وأرقام هواتف الزبائن بغرض تتبع الإصابات.
– الإغلاق بحلول الساعة العاشرة مساء.
ورغم السماح بفتح معظم القطاعات الاقتصادية جزئياً في ميشيغن، لاتزال وزارة الصحة تحظر فتح الملاهي الليلية والمنتزهات المائية والأعمال المكتبية التي يمكن إنجازها عن بُعد، فضلاً عن حظر الرياضات التي تتضمن احتكاك اللاعبين، باستثناء الرياضات الاحترافية.
وفي هذا الصدد، طالب المشرف على مدارس ديترويت، نيكولاي ڤيتي، حكومة الولاية بالسماح بإقامة الرياضات المدرسية الشتوية، قائلاً إن استمرار منع هذه الأنشطة يتناقض مع دعوة إدارة ويتمر إلى استئناف التعليم الحضوري بحلول مطلع آذار (مارس) القادم. كما أيد مشرعون جمهوريون مشروع قانون يطالب وزارة الصحة بالسماح باستئناف الألعاب المدرسية والجامعية.
وعلقت ويتمر بالقول إن السماح باستئناف الرياضات الشتوية سيتوقف على أرقام الوباء التي سيتم رصدها خلال الفترة القادمة، محذرة من أن الولاية «لم تخرج من النفق بعد».
اللقاح
رغم تصنيف ميشيغن بين أكثر الولايات الأميركية بطئاً في تلقيح السكان، تحدثت ويتمر عن تحقيق «تقدم كبير» على هذا المسار خلال الأسبوعين الماضيين.
وتعمل إدارة ويتمر حالياً على توفير عدد كاف من الجرعات لتطعيم السكان المؤهلين ضمن المرحلتين الأولى والثانية من خطة التلقيح ضد كورونا التي أطلقتها وزارة الصحة في الولاية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وفي الوقت الراهن، هناك نحو 2.5 مليون نسمة مؤهلون للحصول على اللقاح في ميشيغن، لكونهم إما عاملين في مجال الرعاية الصحية أو مسنين فوق سن 65 عاماً أو «عمالاً أساسيين على الخطوط الأمامية»، مثل عناصر الشرطة والإطفاء ومعلمي المدارس.
وأوضحت الحاكمة الديمقراطية أنه قبل أسبوعين، كانت ميشيغن قد استخدمت 44 بالمئة فقط من اللقاحات المتوفرة لديها، رغم أن بقية الجرعات كانت متاحة ضمن تلك المهلة. أما الآن، فإن 67 بالمئة من الجرعات التي حصلت عليها الولاية «قد أصبحت في أذرع السكان»، وفق ويتمر.
وقالت الحاكمة إن «هذه أخبار جيدة وأنا فخورة بها كما يجب أن نكون جميعاً فخورين بهذا التقدم الذي حققناه».
وتهدف خطة إدارة ويتمر إلى تطعيم 70 بالمئة من سكان ميشيغن البالغين (فوق 16 سنة)، بحلول شهر آب (أغسطس) المقبل، أي ما يعادل نحو 5.5 مليون نسمة من أصل 10 ملايين يشكلون إجمالي سكان الولاية.
وبحلول الخميس الماضي، كان قد تم تقديم أكثر من 850 ألف جرعة من لقاحي «فايزر» و«موديرنا» لسكان ميشيغن، من أصل حوالي 1.47 مليون جرعة متوفرة لدى الولاية حالياً.
وقالت الحاكمة: «أعلم أن الناس متحمسون ومستعدون للحصول على اللقاح، وبصراحة، هذا شيء جيد، لكن في حقيقة الأمر ليس لدينا حتى الآن الإمدادات التي نحتاجها»، مشيرة إلى أن إدارتها تعمل على خطة لتلقيح 50 ألف شخص يومياً، علماً بأن الطاقة الاستيعابية حالياً تقدّر بنحو 29 ألفاً يومياً، وذلك بالتعاون بين المستشفيات والصيدليات ومراكز التطعيم المستحدثة.
وأضافت أن اللقاح سيتاح لكل شخص مؤهل في ميشيغن يرغب بالحصول عليه، وذلك «بمجرد حصولنا على الجرعات التي نحتاجها».
وفي السياق ذاته، أعلنت ويتمر عن نشر 300 عنصر إضافي من قوات الحرس الوطني في ميشيغن للمشاركة في جهود التطعيم وإجراء اختبارات كورونا في جنوب شرقي الولاية وجنوبها الغربي إضافة إلى شبه الجزيرة العليا. ليصبح إجمالي عدد الجنود المنتشرين في مختلف أنحاء الولاية للمساعدة في احتواء الوباء 600 عنصر.
Leave a Reply