ترامب توعّد بحجب المساعدات الفدرالية المخصصة للولاية في حال المضي قدماً بالقرار
لانسنغ – أثار قرار حكومة ميشيغن بإرسال استمارات التصويت الغيابي لجميع الناخبين المسجلين في الولاية لانتخابات آب (أغسطس) وتشرين الثاني (نوفمبر) المقبلين، موجة استياء واسعة في أوساط الحزب الجمهوري وصولاً إلى الرئيس دونالد ترامب الذي توعد بقطع المساعدات الفدرالية عن حكومة الولاية التي تعاني من عجز في الميزانية يقدر بـ3.2 مليار دولار بسبب وباء كورونا.
وكانت سكرتيرة الولاية جوسلين بنسون قد أعلنت مطلع الأسبوع الماضي عن اعتزامها إبراق 7.7 مليون استمارة عبر البريد العادي إلى الناخبين المسجلين في ميشيغن، «كي لا يضطر سكان الولاية إلى الُمفاضلة بين صحتهم وبين حقهم في التصويت»، مضيفة: «التصويت الغيابي عبر البريد سهل ومريح وآمن ويحقق تكافؤ الفرص»، مؤكدة على ضرورة تثقيف الناخبين بحقهم بالتصويت الغيابي دون الحاجة إلى عذر.
خطوة السكرتيرة الديمقراطية قوبلت بانتقادات واسعة في أوساط المشرعين الجمهوريين، بسبب كلفتها الباهظة وازدياد احتمالات التزوير، حيث أشار مكتب زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس شيوخ الولاية، مايك شيركي، إلى أن إبراق ملايين الاستمارات يستوجب «نفقات غير ضرورية»، لاسيما وأن بنسون تعتزم دفع تكاليف البريد المقدرة بـ4.5 مليون دولار من المساعدات الفدرالية المخصصة لميشيغن بموجب «قانون كيرز».
وقالت آمبر مِككان، المتحدثة باسم شيركي «إن الناخبين في ميشيغن لهم الحق في طلب الاستمارات وتعبئتها والاقتراع من منازلهم»، مؤكدة أنه يجب إرسال الاستمارات لمن يطلبها وليس بشكل عشوائي مما قد يزيد من مخاطر التزوير الانتخابي.
من جانبها، شككت السناتور الجمهورية روث جونسون، التي شغلت –قبل بنسون– منصب سكرتيرة الولاية، في توقيت «إرسال الاستمارات في هذا الوقت»، وقالت: «يبدو أن السكرتيرة بنسون، مثل الحاكمة ويتمر، تتخذ قرارات من جانب أحادي، دون أسباب مقنعة، ولدوافع مشكوك فيها، وهذا أمر مقلق للغاية».
وكانت الأوامر التنفيذية التي أصدرتها ويتمر لمواجهة وباء كورونا قد تضمنت إرسال استمارات التصويت الغيابي لجميع الناخبين المسجلين للاقتراع في انتخابات 5 أيار (مايو) الماضي.
وتكلّفت حكومة الولاية في عملية إرسال الاستمارات عبر البريد العادي لجميع الناخبين المسجلين في خمسين سباقاً، حوالي 600 ألف دولار.
وقد شهدت الدورة الانتخابية إقبالاً قياسياً بالنسبة لانتخابات الربيع، حيث صوت حوالي 25 بالمئة من الناخبين المسجلين، وقد أدلى 99 بالمئة منهم بأصواتهم عبر البريد.
بنسون أكدت أن «الغالبية العظمى من الناخبين، من جميع الانتماءات الحزبية، يريدون التصويت الغيابي عبر البريد»، لافتة إلى أن «إرسال استمارات التصويت الغيابي لجميع الناخبين المسجلين هو أحد الطرق التي نضمن بها أن انتخابات ميشيغن ستكون آمنة ودقيقة»، على حد تعبيرها.
وفيما أعربت رئيسة الحزب الديمقراطي بميشيغن لافورا بارنز عن تفضيلها للتصويت الغيابي عبر البريد، قالت رئيسة الحزب الجمهوري بميشيغن لورا كوكس إن الجمهوريين يشعرون بأن إبراق الاستمارات «ليس أمراً ضرورياً حتى إبان جائحة كورونا». وقالت: «نحتاج إلى الالتزام بقانون الانتخابات، ونعتقد أنه إذا كان بإمكان الناس الذهاب إلى متاجر البقالة والانتظار في طوابير، فيمكنهم إذن الوقوف في طابور للتصويت».
في الأثناء، أكد مسؤولون جمهوريون بأن الديمقراطيين يستغلون أزمة كورونا لتنفيذ «لائحة أمنياتهم». وقالت رئيسة «اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري»، رونا مكدانييل: «نريد لكل ناخب قادر قانونياً على التصويت.. أن يدلي بصوته، لا نريد أن نرى ناخبين محرومين من هذا الحق، ولكن التصويت عبر البريد سيفتح الباب أمام مشاكل كثيرة، من بينها الاحتيال المحتمل في عملية الاقتراع، لاسيما مع السماح بما يسمى بـ«حصاد الأصوات الغيابية» حيث يجمع النشطاء آلاف استمارات الاقتراع الغيابية ويرسلونها في مجموعات.
وأضافت: «في هذا الوقت من عدم اليقين، نحتاج إلى أن نكون واثقين في عمليتنا الانتخابية»، مشيرة إلى أن فرض نظام جديد قبل شهور قليلة من الانتخابات سيؤدي إلى «مشاكل كبيرة في نوفمبر».
كذلك يعارض الحزب الجمهوري إرسال استمارات التصويت الغيابي لجميع الناخبين عبر البريد، بدعوى أن بعضها سيذهب إلى عناوين أشخاص غيّروا أماكن إقامتهم، وأن الاستمارات ستنتهي في نهاية المطاف بأيدي أفراد آخرين. وساقت مكدانييل مثالاً على ذلك، بما حدث في مقاطعة كلارك بولاية نيفادا، مشيرة إلى أن مكتب الكليرك أبرق استمارات إلى عناوين أشخاص بدلوا أماكن سكنهم. وقالت: «ما رأيناه في نيفادا، هو طوفان من الاستمارات المرمية في جميع أنحاء الولاية»، لافتة إلى أن «أمراً كهذا يخلق مجالاً للتزوير».
وأكدت رئيسة اللجنة الوطنية للحزب، أنه لمنع التزوير في الانتخابات، يجب على المقترعين أن يطلبوا استمارات التصويت الغيابي بأنفسهم بدلاً من إبراقها للجميع.
وجادلت مكدانييل أيضاً بأن الناخبين الذين يرغبون بالحضور شخصياً إلى مراكز الاقتراع قد يحرمون من هذه الفرصة، وأن الناشطين في حملات «حصاد الأصوات الغيابية» قد يعرضون صحة الآخرين للخطر عند ذهابهم إلى المنازل لجمع الأصوات، مطالبة بمنع هذا النوع من الممارسات الانتخابية.
ترامب يتوعد
وعلى صفحته في موقع «تويتر»، هاجم الرئيس دونالد ترامب –الأربعاء الماضي– قرار بنسون بإرسال استمارات التصويت الغيابي لانتخابات أغسطس ونوفمبر، وتوعد بقطع المساعدات الفدرالية المخصصة لولاية ميشيغن. وقال: «سوف أطلب تعليق التمويلات الفدرالية لميشيغن، إذا أرادوا السير في هذا الطريق الذي يفتح الباب أمام التزوير الانتخابي»، لافتاً إلى أن «عمليات الاقتراع عبر البريد خطيرة للغاية» وأنها تتضمن «عمليات تزوير هائلة».
وعيد ترامب جاء في وقت تواجه فيه ولاية ميشيغن فجوة في الميزانية بمقدار 3.2 مليار دولار في العام الحالي، سببها وباء كورونا، في وقت تأمل فيه لانسنغ بسد هذه الفجوة من خلال المساعدات الفدرالية المخصصة لولاية ميشيغن.
وانتقد السناتور الديمقراطي في الكونغرس الأميركي غاري بيترز موقف الرئيس، قائلا إن تهديد ترامب لسكان ميشيغن بسبب استخدامهم الحق بالاقتراع الغيابي بدون عذر، هو «أمر مشين»، لافتاً إلى أن الناخبين في الولاية أقروا التصويت الغيابي بدون عذر، في انتخابات 2018.
وأضاف: «التهديد بحجب الأموال الفدرالية خلال جائحة.. هو أمر غير مقبول بكل بساطة»، مطالباً إياه بترك الأموال الفدرالية تتدفق إلى ميشيغن، وألا يحتجز الولاية «كرهينة»، لاسيما بعد الفيضانات الكارثية التي حصلت في مقاطعة ميدلاند الأسبوع الماضي.
بنسون ترد على ترامب
بدورها، ردت بنسون على تعليقات ترامب، وأشارت في تغريدة على موقع «تويتر»، الأربعاء الماضي، إلى أن ميشيغن تخطط لإرسال استمارات التصويت الغيابي لجميع الناخبين المؤهلين. وقالت: «سنفعل ما فعله زملاؤنا الجمهوريون في آيوا وجورجيا ونبراسكا ووست فيرجينيا».
وفي مقابلة مع قناة «فوكس» المحلية، أكدت بأنها تمتلك السلطة لإرسال الاستمارات إلى عناوين الناخبين، لافتة إلى أن كلفتها البريدية ستدفع من الأموال الفدرالية المخصصة لولاية ميشيغن.
عن سؤال عما إذا كان التصويت عبر البريد أقل أماناً وأكثر عرضة للاحتيال، أجابت بنسون بالنفي. وقالت: «التصويت الغيابي بدون عذر، هو الآن جزء من دستور ميشيغن».
Leave a Reply