أينما اتجهت هنا تطالعك كلمة حلال، في محلات اللحوم، والمطاعم، والمتاجر الصغيرة ومحلات السوبر ماركت ومحلات الخضار وحتى المقاهي، ومن المعروف أن الجالية العربية عموماً والإسلامية بشكل خاص لا تتناول إلا اللحوم الحلال، ولعل هذه الكلمة أصبحت رائجة في المطاعم العربية وغير العربية في ديربورن ومعظم مدن وضواحي ديترويت الكبرى حيث يعيش العرب ويتسوقون، وصارت واحدة من مشوقات التسويق.
ولا تقتصر هذه الظاهرة على المناطق الاميركية ، وانما في معظم أرجاء العالم وخاصة اوروبا الغربية. فحيث يتواجد المسلمون تتواجد عبارات اللحوم الحلال، و«مذبوح على الطريقة الاسلامية» أو وفق أحكام الشريعة، أو تزود المنتجات بأغلفة عليها دلالات اسلامية كالهلال أو صور المساجد التي تدل بشكل أو بآخر على أن اللحوم حلال مذبوحة وفق الطريقة الاسلامية ويسمح بتناولها للمسلمين.
ولعل ما حدث معي ذات مرة عندما كنت في احد مولات العاصمة الاسبانية مدريد -حيث تندر اللحوم الحلال- وقد عبرت من أمام قسم بيع اللحوم، وبدافع الفضول، رحت أتأمل طريقة عرض اللحوم وبيعها لاسيما المدخن منها وكانت ملامح البائع تنبىء بأنه من شمال افريقيا، وغادرت المكان لأكمل جولتي في المكان وظلت صورة الواجهة محفورة في ذهني لاسيما تلك اللحوم المدخنة التي عرضت فيها الافخاذ كاملة بدءا من الاظلاف وانتهاء بعنق الفخذ، وما إن اكملت دورتي في المول الفسيح وكان مؤلف من طابق واحد حتى وجدت نفسي مرة اخرى أمام واجهة اللحوم لكن المفاجأة هذه المرة لائحة كتبت بعناية على اللحم البقري المعروض وباللغتين العربية واللاتينية عبارة «حلال» ولم تكن من قبل وأنا متأكد من ذلك.
سألت صديقاً يعيش في مدريد فقال «نحن نعرف باعة الحلال اما هذة الحركة من البائع لم تكن سوى نوع من الغش يقوم به بعض ابناء العرب من شمال إفريقيا لجني المال فيأخذون نسبة على المبيعات من خلال ذلك ونحن ندفع ثمنا زائدا للمحلات التي تبيع الحلال.
في ديربورن تطالعك عبارات «الحلال» للحوم الابقار والاغنام، وللدجاج، والبط والحمام؛ والحبش (التركي)، وحتى الاسماك والمنتجات البحرية وصولاً الى الاجبان، والالبان!
كل هذا جميل ويبعث على الطمأنينة، أما أن تصل الامور لدرجة أن «التاتو» حلال، فهذا ما لم أفهمه، مثلما لم أفهم أن يكون التمر غير حلال.
Leave a Reply