عواصم – يأمل حلفاء الولايات المتحدة العرب بأن تستخلص الادارة الاميركية المقبلة العبر من الاخطاء التي ارتكبتها الادارة الحالية في ما يتعلق بسياستها في منطقة الشرق الاوسط. وقال مسؤول عربي رفيع المستوى في عمان «يجب على الادارة الاميركية المقبلة سواء كانت جمهورية او ديمقراطية ان تتعلم الدروس من الاخطاء التي ارتكبتها الادارة الحالية في ما يتعلق بالسياسة الاميركية في منطقة الشرق الاوسط».
واضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه انه «منذ هجوم عام 2003 ضد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وحتى يومنا هذا، فان الاستراتيجية الاميركية ضبابية وقد حان الوقت ان تنتهج الولايات المتحدة منحى سياسيا واضحا خصوصا ازاء ايران وتأثير هذا البلد على العراق».
واكد مسؤولون عرب بأن هذا الموقف هو خلاصة محادثات وعلى اعلى المستويات لحلفاء الولايات المتحدة وخصوصا مصر والسعودية والاردن والامارات.
واكد رئيس وزراء اردني سابق انه «ازاء النفوذ المتعاظم لايران في العراق، الذي هو تحت سيطرة اميركية، وكذلك في الاراضي الفلسطينية ولبنان من خلال حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحزب الله، فأن حلفاء الولايات المتحدة يتساءلون عن جدوى السياسة الاميركية».
ويرى محمد المصري الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية الاردنية ان «المعادلة سهلة: فإذا ما دعمت الولايات المتحدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس واعطته ما يمكن ان يوفره لشعبه فأنها تمكنه بذلك من ان يحد من تأثير حماس» التي تسيطر منذ نحو عام على قطاع غزة. واوضح المصري ان «فقدان استراتيجية اميركية وخطط مع حلفائها في ما يتعلق بالملفات العراقية والفلسطينية واللبنانية لم يؤد الى تقويض النفوذ الايراني وجعل هذه الدول عاجزة عن ان تشرح لشعوبها منافع الوقوف الى جانب الولايات المتحدة».
وبحسب المصري فأن فشل السياسة الاميركية في منطقة الشرق الاوسط ظهر جليا عندما نجح بلد صغير مثل قطر «باحراج الولايات المتحدة والتوصل الى اتفاق بين الفرقاء اللبنانيين في الدوحة» الشهر الماضي.
وكانت الولايات المتحدة قد سعت لاظهار ترحيبها من خلال الاشادة بالاتفاق الذي توصلت اليه الاطراف اللبنانية في الدوحة والذي يمنح رغما عنها حزب الله القدرة على التعطيل في الحكومة اللبنانية. واضاف المصري «اذا ارادت الولايات المتحدة الحفاظ على حلفائها في المنطقة، فأن عليها ان تتجاوز الكلام في الهواء وان تنتهج سياسة حقيقية».
وقال وزير عربي ان السعودية ومصر والاردن مستمرين في «الدفع نحو السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين دون اوهام من ان تحقق هذه المباحثات نجاحات من الان حتى نهاية العام» الحالي. واضاف انه في المقابل فأن هذه الدول تعمل على اعادة النظر في استراتيجياتها الذاتية.
وبالنسبة للاردن، قال مسؤول اردني رفيع المستوى ان اعطاء الاولوية هي «لتحسين الاقتصاد من اجل تفادي ازمة اجتماعية، وهي من المخاوف الكبيرة للمملكة التي تعمل على الاكتفاء الاقتصادي».
ويبدو هذا الاكتفاء بعيد المنال، فلا تزال المملكة تعتمد على المساعدات المالية الخارجية وخصوصا من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والاتحاد الاوروبي.
وكانت الحكومة الاردنية رفعت الدعم عن المشتقات النفطية من موازنة العام الحالي ما ادى الى ارتفاع اسعارها.
وقد زاد الاردن الذي يستورد معظم احتياجاته من النفط الخام، اسعار المشتقات النفطية اربعة اضعاف منذ الغزو الاميركي للعراق في 2003.
Leave a Reply